قد يتحول باعة الوجبة التقليدية البريطانية السمك والبطاطا المقلية إلى السمك الأميركي الأرخص بحوالي الثلث، وذلك مع تزايد كلفة البطاطا والأسماك في البلاد بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
حيث ارتفع متوسط سعر الوجبة الجاهزة منها إلى تسع جنيهات إسترلينيه أي ما يقارب (11.18 دولار) وذلك منذ الهجوم الروسي على الجارة أوكرانيا في العام الماضي، بسبب فرض الحكومة البريطانية لتعريفات على سمك القد الروسي، إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب الدائرة.
بديل أميركي
دفعت تلك الارتفاعات أندرو كروك رئيس “الاتحاد الوطني للأسماك” في بريطانيا، لتعليق آماله على واردات الأسماك الصخرية والفطائر في المحيط الهادئ من أميركا، إذ عقد كروك الذي عاد من اجتماع مع وزارة الزراعة الأميركية في ولاية أوريغون، عدداً من الصفقات لاستيراد الأسماك البيضاء للمملكة المتحدة، والتي هي في فائض في الوقت الحالي في أميركا.
وقال كروك لصحيفة التايمز، “لن تحل أي أسماك أبداً محل القد والحدوق الشهيرة في بريطانيا لكنها قد تساعدنا في الحصول على هذا التصحيح الصعب للوضع الحالي”. وأضاف أيضاً كروك والذي يملك متجر “إيوكستون تشيبي” أن الوضع يحد من أزمة راهنة اليوم. وأشار إلى أن في المتاجر الأصغر، من الصعب للغاية تحقيق أي ربح وهناك الكثير من متاجر بيع “السمك والبطاطا” معروضة للبيع في الوقت الحالي”.
كما يشعر مالك آخر لـمتجر لبيع سمك القد المقرمش في لوكليز بريستول، أميديو كاتانهو، البالغ 54 سنة، بالقلق في شأن الاضطرار إلى الإغلاق. وقال لوكالة “برس أسوسييشين”، “تضاعف النفط، كما تضاعف الغاز والكهرباء بأكثر من الضعف، والأسماك وكل شيء آخر يتبعهم”.
ارتفاعات غير مبررة
كما انتقد أصحاب الوجبات الجاهزة شركات الطاقة لما قالوا إنه ارتفاعات لا مبرر لها في أسعار الطاقة.
وقال كروك إن أحد “أعضاء الاتحاد الوطني للأسماك” أفلس بعد تلقيه فاتورة للطاقة بمبلغ 15 ألف جنيه (18.6 ألف دولار). وأضاف “لقد طعنا في النهاية في قيمة الفاتورة وتم إعادة حسابها إلى 1800 جنيه (2.2 ألف دولار”.
من جانبه، وصف ريتشارد كولمان أورد، الذي تدير عائلته متجراً لـ”السمك والبطاطا” في كولمانز في ساوث شيلدز، تينيسايد، لمدة خمسة أجيال، ما يحدث من ارتفاعات في الأسعار بـ (عاصفة مثالية). كما أضاف أيضا: “الأصدقاء في الصناعة لديهم قصص مرعبة، إذ تسببت فواتير الطاقة في تراجع أعمالهم من خلال قفز تلك الفواتير من ألف جنيه إسترليني إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف جنيه استرليني في الشهر”.
تاريخ وجبة السمك والبطاطا
يعد السمك والبطاطا المقلية، الوجبة الرئيسة للطبقة العاملة في إنجلترا وذلك نتيجة التطور السريع في بحر الشمال، إذ أنه مع تطور خطوط السكك الحديدية التي تربط الموانئ بالمدن الصناعية الكبرى خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إذ كانت الأسماك الطازجة تنقل بسرعة إلى المناطق المكتظة بالسكان، وكان اليهود الإسبان هم أول من أحضر السمك المقلي إلى إنجلترا، والذي يعتبر نموذجاً لعنصر السمك المستخدم في الأطباق الرئيسة.