أصدرت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بيان مشترك أعلنا فيه تعليق محادثات جدة بين طرفي الصراع الدائر في السودان، ويأتي ذلك القرار المشترك على أثر (الانتهاكات الجسمية والمتكررة) لأمر وقف إطلاق النار بواسطة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
على الرغم من ذلك وحرصاً منهما على خدمة المجتمع الدولي، فقد أبدى البلدان اللذان يساعدا في تسهيل المحادثات بين طرفي النزاع بالسودان في بيانهما المشترك، بأنهما على استعداد تام لاستئناف المحادثات إذا.. “اتخذ الطرفان المتنازعان الخطوات اللازمة لبناء الثقة”.
لكن البيان قد اعتبر ان طرفي الصراع يدعيان أنهما يمثلان مصالح الشعب السوداني، ولكن ما يحدث في الواقع هو ان افعالهما لم تزد الطين إلا بلة، ولم تتوقف نتائج تلك الأفعال عند زيادة معاناة الشعب السوداني وحسب، ولكنها أيضا قد عرضت الوحدة الوطنية والاستقرار الإقليمي للخطر الشديد.
أما الخارجية السعودية فكانت قد أعربت في وقت سابق من خلال بيان مستقل، عن قلقها هي والولايات المتحدة الأمريكية إزاء ما يحدث من انتهاكات فجة من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لوقف إطلاق النار وإعلان جدة.
كما حذر البيان والذي نشرته الوزارة عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر ايضًا، من أن الانتهاكات المرتكبة قد أضرت للغاية بالمدنيين السودانيين، كما انها تعيق إمكانية إيصال المساعدات للشارع السوداني بالإضافة إلى تأخير ومنع عودة الخدمات الأساسية. وقد أضافت الخارجية السعودية ان الطرفين اللذين يعملان على تيسير المحادثات بين الجيش وقوات الدعم “على استعداد لعودة المناقشات من أجل إيجاد حل تفاوضي بمجرد ان تتضح جدية الأطراف المتنازعة فعليا بشأن الامتثال لوقف إطلاق النار”.
وأضافت الخارجية معلقة “نحث الطرفين على الالتزام بالجدية في وقف إطلاق النار ودعم الجهود الإنسانية التي تستجيب للاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني”.
عقوبات أميركية
أعلن البيت الأبيض على خلفية الأحداث الجارية ان الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بفرض عقوبات اقتصادية جديدة بالإضافة الى قيودًا على التأشيرات “بحق الأطراف الذين يمارسون العنف” في السودان، زجاء ذلك بعد انسحاب الجيش السوداني من المفاوضات الأخيرة مع قوات الدعم السريع واتهامه بقصف منطقة سوق قديم في العاصمة الخرطوم.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان في بيان له إن أعمال العنف في هذا البلد تشكل “مأساة ينبغي أن تتوقف”، من دون أن يذكر أي تفاصيل إضافية عن العقوبات المنتظر توقيعها. بينما في وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين إن الولايات المتحدة “تنظر في خطوات يمكننا اتخاذها لتوضيح وجهات نظرنا حيال أي زعماء يقودون السودان في الاتجاه الخاطئ، بما في ذلك مواصلة العنف وخرق اتفاقات وقف إطلاق النار “.
الجيش السوداني علق مشاركته بالمحادثات
وقد علّق الجيش السوداني مشاركته بالمحادثات الجارية في جدة لوقف إطلاق النار متهماً قوات الدعم السريع بالفشل في الإيفاء بالتزاماتها. وذلك بعد ان أفاد مسؤول بالحكومة السودانية طلب عدم الكشف عن هويته أن الجيش اتّخذ هذا القرار بسبب عدم تنفيذ قوات الدعم السريع “البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة”.
ورغم كل التعهدات التي اقرها كلا الجانبين بالالتزام بعدد من الهدنات التي يتم التوصل اليها، ولكن لم يفلح أحدهما في الحفاظ على كلمته في أي مرة وخصوصا في الخرطوم وضواحيها بالإضافة لإقليم دارفور المضطرب غربّي البلاد.