انهار جزء كبير من سد كاخوفكا الضخم والذي يرجع تاريخه للحقبة السوفييتية، والذي يقع بدوره في منطقة خاضعة لسيطرة روسيا، وترتب على هذا الانهيار موجات كبيرة من الفيضانات في مساحات شاسعة من منطقة الحرب وتهديد حياة عشرات الآلاف من المواطنين الآخرين.
وألقت السلطات الأوكرانية المسئولية في انفجار السد على روسيا، بينما قالت موسكو ان كييف هي من قامت بتخريب السد بتوجيهات من الغرب للحد من إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم والتي ضمتها روسيا في عام 2014، ومن ناحية أخرى تحاول صرف الانتباه الروسي عن الهجوم المضاد الأوكراني المتعثر.
وقال بعض المسئولين المدعومين من روسيا ان السد ربما يكون قد انهار من تلقاء نفسه.
والجدير بالذكر ان المياه قد جرفت عددا لا يمكن حصره من الألغام الأرضية التي تم زرعها خلال الحروب المستمرة منذ 15 شهر، ولا أحد يعرف مكانها الآن على الاطلاق. فربما ما زالت موجودة في حقول الألغام أو قد تكون عالقة في طين النهر أو في حقول وحدائق وطرق على مساحة شاسعة.
في حين قال رئيس وحدة التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية لمنظمة الصليب الأحمر إريك تولفسن: “قبل ما حدث عرفنا المخاطر وعرفنا اين توجد.. أما الآن فنحن لا نعرف أين، وكل ما نعرفه انها موجودة هناك في مكان ما ناحية المصب”.
كما أضاف تولفسن في مقطع صوتي تم نشره: “نحن نشعر بالذعر عندما نشاهد الأخبار الواردة، هناك ألغام من الحرب العالمية الثانية تم العثور عليها تحت الماء في الدنمارك عام 2015 وكانت لاتزال نشطة”.
خلفت الحرب في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كميات هائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة انتشرت عبر مساحات شاسعة من البلاد، وهو خطر يحذر منه نشطاء منذ إرسال روسيا قواتها في فبراير من العام الماضي.
إلى جانب الألغام المضادة للأفراد، استخدم الجانبان كميات هائلة من قذائف المدفعية والألغام المضادة للدبابات، وقال تولفسن إن العدد المحدد للألغام في أوكرانيا غير واضح، وتابع حديثه قائلاً: “نحن نعلم فقط أن الأرقام ضخمة”.
وأشار تولفسن إلى أن مشكلة الألغام ليست بالضرورة عددها فحسب، لكن المكان الذي زرعت فيه خاصة في بلد زراعي كبير مثل أوكرانيا. وأضاف بإن المناطق الواقعة صوب مصب النهر بعد السد تحتوي على حقول ألغام مضادة للأفراد ومضادة للمركبات، زرعها طرفا النزاع.
وحذرت سلطات عينتها روسيا تسيطر على جزء من منطقة خيرسون الأوكرانية السكان، الخميس، من الألغام التي تجرفها مياه الفيضانات في اتجاه مجرى النهر، وحذر مركز مواجهة الطوارئ المدعوم من روسيا في منطقة خيرسون من أن خطر “انجراف الألغام وأشياء خطرة أخرى أمر ممكن”، وخيرسون من بين 5 مناطق في أوكرانيا أعلنت موسكو ضمها من جانب واحد.
وأضاف: “بمجرد أن تنحسر المياه، سنبدأ على الفور في الاستكشاف الهندسي للمناطق. لكن في الوقت الحالي ننصح بتوخي الحذر قدر الإمكان”.
وخلال زيارة إلى مدينة خيرسون التي تضررت بشدة من الكارثة، الأربعاء، حذر نائب رئيس الوزراء الأوكراني أولكسندر كوبراكوف أيضا من المخاطر التي تشكلها الألغام العائمة، وكذلك من انتشار الأمراض والمواد الكيميائية الخطرة في مياه الفيضان.