حض السيد “مالك عقار” نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان على ضرورة انسحاب أي قوات مسلحة من المناطق السكنية في العاصمة الخرطوم.
وقد أكد “عقار” على ترحيبه بالمفاوضات الجديدة من أجل تمديد الهدنة، ولكنه أصر على أن أي هدنة لن تستمر ما دامت الخرطوم مليئة بالميليشيات. والغالبية العظمى من القوات الموجودة في العاصمة هي من قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وجدير بالذكر أن مالك عقار تمت ترقيته إلى منصب نائب الحاكم الفعلي، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وذلك عندما اندلع القتال في أبريل الماضي.
وقد وردت عدة تقارير عن احتدام القتال في عدة مناطق بالخرطوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وذلك فور انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار التي كانت بدأت في 22 مايو وانتهت مساء السبت.
حيث يقول السكان في العديد من مناطق الخرطوم إن حدة الصراع ارتفعت يوم الأحد إلى مستوى آخر لم تشهده الشوارع من قبل. وأظهرت لقطات مباشرة، دخاناً أسود كثيفاً يتصاعد فوق المدينة لم يتعرف أحد على مصدره بدقة.. كما أوردت تقارير أخرى عما تم ارتكابه من فظائع في ولاية شمال دارفور، والتي على أثرها سقط 40 قتيلاً على الأقل بحسب روايات بعض الناشطين.
وكانت الهدنة التي أقيمت بوساطة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، ساعدت في تهدئة القتال قليلاً مما سمح بوصول محدود للمساعدات الإنسانية، ولكن حالها كما حدث في الهدنات السابقة، حيث تم انتهاك الاتفاق مرات عدة. وانهارت يوم الجمعة المحادثات الخاصة بتمديد وقف إطلاق النار بعد زيادة حدة التوترات بين الطرفين.
وأفاد شهود عيان بأن القتال العنيف يومي الجمعة والسبت أدى إلى حالة من الفوضى في مدينة كتم، والتي تعد إحدى البلدات الرئيسية وتعتبر مركزا تجاريا في شمال دارفور.
وقالت نقابة المحامين في دارفور، إن 40 شخصاً على الأقل قتلوا بالإضافة الى اصابة عشرات آخرون، بمن فيهم سكان في مخيم كساب الذي يؤوي النازحين من اضطرابات السنوات السابقة.
ونفى الجيش السوداني مزاعم أن قوات الدعم السريع، التي تشكلت في بداياتها من ميليشيات في دارفور ولها قاعدة في المنطقة، قد استولت على كتم. بينما أفاد شهود عيان إن طائرة عسكرية تحطمت في أم درمان، وهي واحدة من ثلاث مدن تشكل منطقة العاصمة الكبرى.
بينما لم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني الذي استخدم الطائرات الحربية لاستهداف قوات الدعم السريع المنتشرة في أنحاء العاصمة.