قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إنها بحاجة إلى الوصول على نطاق أوسع لمحيط محطة زابوريجيا للطاقة النووية للتحقق من “تناقض كبير” في بيانات منسوب المياه المستخدم في تبريد مفاعلات المحطة في سد كاخوفكا الذي تهدم.
.
وقال رافايل غروسي مدير الوكالة الدولية، الذي سيزور المحطة هذا الأسبوع، إن القياسات التي تلقتها الوكالة من مدخل المحطة أظهرت أن مستويات المياه في السد كانت مستقرة لمدة يوم تقريباً، وأضاف في بيان له، “ومع ذلك، قيل إن منسوب المياه مستمر في الانخفاض في مكان آخر من الخزان الضخم، ما يتسبب في فرق محتمل يبلغ حوالى مترين”، وتابع قائلاً “منسوب المياه مقياس رئيس لاستمرار تشغيل مضخات المياه”، وأوضح غروسي أن محطة الطاقة الحرارية “تلعب دوراً رئيساً في سلامة وأمن محطة الطاقة النووية على بعد بضعة كيلومترات”، لذلك يجب الوصول والتقييم دائما على نحو مستقل.
عمليات هجومية ودفاعية مضادة
وفيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انطلاق “عمليات هجومية ودفاعية مضادة” فإن هناك العديد من التشديدات على سرية المعلومات على أرض المعركة تجنباً لتعرض العمليات للخطر، وتتردد أنباء متضاربة من طرفي الحرب لم يتسن التأكد منها، مما فرض حالاً من الغموض في شأن تقييم الموقف الميداني.
وأعلنت كييف يوم الأحد عن استعادة الجيش الأوكراني لقريتين في منطقة دونيتسك (شرق) محققاً بذلك أول مكاسب له ضدّ القوات الروسية في هذا الجزء من جبهة القتال. وقال جهاز حرس الحدود الأوكراني “باتت نيسكوشن في منطقة دونيتسك مجدداً تحت العلم الأوكراني”، ونشر فيديو لقوات أوكرانية وهي تعلن سيطرتها على القرية. وردد العسكريون في الفيديو شعار “المجد لأوكرانيا” وآخر يسخر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
في وقت سابق السبت، أعلنت القوات البرية الأوكرانية عبر “فيسبوك” أن “جنود اللواء 68 الشجعان… حرروا قرية بلاهوداتني” القريبة. كما نشرت مقطع فيديو يظهر جنوداً يحملون العلم الأوكراني في مبنى مدمر.
وقال فاليري شيرشين المتحدث باسم الوحدات المكلفة الدفاع عن “جبهة تافريا” والتي شاركت في العملية إنه تم أسر جنديين روسيين ومقاتلين انفصاليين موالين لموسكو في القرية التي تقع عند أطراف منطقتي دونيتسك وزابوريجيا في جنوب شرقي أوكرانيا.
من شأن تحقيق قوات كييف نجاحات عسكرية كبيرة في منطقة زابوريجيا أن يؤدي إلى اختراق الجسر البري الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وسيشكل ذلك انتكاسة كبيرة لموسكو.
والتزمت أوكرانيا الصمت إلى حد كبير بشأن الهجوم، لكن بوتين قال الجمعة إن هجوم كييف المضاد بدأ لكنه فشل. أما معهد دراسات الحرب أعلن السبت الماضي إن “القوات الأوكرانية شنت عمليات هجومية مضادة في أربع مناطق على الأقل من الجبهة”.
ويأتي إعلان كييف عن هذه المكاسب الأولى فيما قال مسؤولون أوكرانيون إن سبعة أشخاص لقوا حتفهم وما زال 35 شخصاً في عداد المفقودين بسبب الفيضانات الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا والتي وصفت بأنها “أسوأ كارثة بيئية منذ تشيرنوبيل”.