تتزامن الهدنة المعلنة بين الأطراف المتنازعة بالسودان، مع مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية ينطلق اليوم الإثنين في جنيف، ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان المقدر بـ45 مليوناً، إلى المساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل النزاع.
وتسببت المعارك بنقص في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، وتؤكد مصادر طبية أن ثلاثة أرباع المستشفيات الواقعة في مناطق القتال باتت خارج الخدمة.
وأعلنت السعودية التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى، أن المؤتمر هدفه “إعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة”.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، على ما نقلت وكالة أنباء الكويت الرسمية (كونا)، إرسال “10 أطنان من المواد الإغاثية والمستلزمات الطبية” على متن طائرة توجهت إلى السودان، وأفادت كونا أن الطائرة “تعد الـ15 من الجسر الجوي الكويتي لإغاثة الأشقاء” في السودان.
وأشارت الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الشهر إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها نالت 16 في المئة فقط من التمويل المطلوب.
وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك “من إجمالي 2.6 مليار دولار مطلوبة للاستجابة الإنسانية هذا العام، لم نتلق سوى 400 مليون”.
وأتى إعلان الهدنة الجديدة في يوم شهد تصعيداً في القصف الجوي والمدفعي على مناطق مختلفة في الخرطوم، بينما تدفع أعمال العنف في إقليم دارفور بغرب البلاد، أعداداً متزايدة للنزوح نحو تشاد.
وأفادت “لجان المقاومة”، وهي مجموعات شعبية تنشط في تقديم الدعم منذ بدء النزاع، بتعرض أحياء في جنوب الخرطوم منها مايو واليرموك لقصف بطيران الجيش يوم السبت. كما أعلنت في بيان “وفاة 17 ضحية من المدنيين بينهم خمسة أطفال” وإصابة آخرين، و“تدمير 25 منزلاً”.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بمهاجمة “عدد من الأحياء السكنية” في جنوب العاصمة بالطيران، مما أدى إلى “مقتل وإصابة عشرات”. كما أكد شهود في الخرطوم أن حدة القصف الجوي تزايدت في اليومين الأخيرين، وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير.