دعوة لـ “كسر الحصار وفرض إدخال المساعدات” إلى غزة وإنهاء الاحتلال
في ظل ظروف استثنائية تعيشها المنطقة، استضافت الرياض أمس قمة عربية – إسلامية غير عادية شاركت فيها 57 دولة، وخرجت بجملة قرارات استثنائية أبرزها كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة والتشديد على وقف حربها على القطاع وإنهاء الاحتلال. وأكدت القمة، التي جاء انعقادها في ظل واحدة من أسوأ الكوارث التي يعيشها الفلسطينيون، ضرورة العمل من أجل إدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود، «فوراً» إلى قطاع غزة.
وشدد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، لدى ترؤسه أعمال القمة، على رفض بلاده القاطع لـ«الحرب الشعواء» التي يتعرض لها الفلسطينيون، مجدداً التأكيد على ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين. وقال مخاطباً قادة ورؤساء الدول العربية والإسلامية: «إننا أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، وتبرهن على ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيقها، وتهدد الأمن والاستقرار العالميين، ولذلك فإن الأمر يتطلب منا جميعاً جهداً جماعياً منسقاً للقيام بتحرك فعّال لمواجهة هذا الوضع المؤسف، وندعو إلى العمل معاً لفك الحصار بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وتأمين المستلزمات الطبية للمرضى والمصابين في غزة.
كما أكد ولي العهد السعودي رفض المملكة القاطع لاستمرار العدوان والاحتلال والتهجير القسري لسكان غزة، مشدداً على موقف بلاده بتحميل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته. وأوضح أن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة يأتي بإنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامته دولته المستقلة بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على أن ذلك هو ما يضمن استدامة الأمن واستقرار المنطقة ودولها.
دعوة الجنائية الدولية للتحقيق في انتهاكات إسرائيل بغزة
ودانت أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، أو خارج القطاع والضفة الغربية والقدس، مطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار ملزم لوقف الهجوم الإسرائيلي المستمر بلا هوادة.
عقاب جماعي
ورفض البيان الختامي للقمة توصيف “هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة”.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر صحافي في ختام القمة، إن ما يحدث في غزة عقاب جماعي تمارسه إسرائيل.
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن الحرب في غزة يجب أن تتوقف، والسلام لن يتم إلا بالدولة الفلسطينية.
ودان البيان العدوان الإسرائيلي ومجازره الهمجية والوحشية في غزة، ودعا منظمة الأسلحة الكيماوية للتحقيق في استخدام إسرائيل أسلحة محرمة.
تحقيق الجنائية الدولية
وبدأ تحرك دولي تقوده السعودية و6 دول عربية وإسلامية لحل القضية الفلسطينية، ودعوة الجنائية الدولية للتحقيق في انتهاكات إسرائيل بغزة.
كما رفض بيان قمة الرياض توصيف الحرب الانتقامية على غزة بالدفاع عن النفس أو تبريرها، وضرورة كسر الحصار على غزة، وفرض إدخال المساعدات بشكل فوري.
وأشار البيان إلى دعم مصر في مواجهة تبعات العدوان الإسرائيلي على غزة، وإسناد جهودها الإغاثية، ومطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم يلزم إسرائيل بوقف العدوان على غزة.
وقف تصدير الأسلحة
ومطالبة جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، ومطالبة الجنائية الدولية بالتحقيق بجرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وذكر البيان أن ازدواجية المعايير تقوض مصداقية الدول التي تضع إسرائيل فوق القانون الدولي، وأن تهجير سكان غزة إلى جنوب القطاع جريمة حرب وواقع بائس تفرضه إسرائيل.
وأكد الرفض التام لأي محاولة لتهجير سكان غزة أو الضفة بما في ذلك القدس.
“نراقب ازدواجية الغرب”
وأكد وزير الخارجية السعودي في معرض رده على أسئلة الصحافيين، أن هناك دولا تبرر خروقات إسرائيل للقانون الدولي، مشيراً إلى أنهم يراقبون عن كثب ازدواجية معايير الغرب ونقيّم مواقفنا.
وأضاف أن التنسيق بين الدول العربية والإسلامية بشأن غزة كبير، وأن التحول في المواقف حول غزة ليس كافياً، مؤكداً ضرورة وقف الحرب وحماية المدنيين.
وشدد على مواصلة ممارسة الضغط على ازدواجية المعايير، وتقاعس المجتمع الدولي، وفي ذات الوقت أكد على وجوب أن يكون هناك فرصة لإحياء السلام.
وتابع قائلاً “نحن ننادي بالسلام، والطرف الآخر يبتعد عنه”.
البيان الختامي للقمة الاستثنائية الإسلامية العربية
دعا البيان الختامي للقمة الاستثنائية الإسلامية العربية جميع الدول لوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، على خلفية الحرب في غزة.
ودان البيان الختامي للقمة، التي عقدت السبت في الرياض، “العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها” إسرائيل.
وجاء في البيان الختامي المشترك أنّ القمة “تطالب مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان ويكبح جماح سلطة الاحتلال الاستعماري التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية”.
ورفض البيان توصيف “هذه الحرب الانتقامية دفاعا عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة”.
ودعا البيان إلى “كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية”.
وترفض إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة حتى الآن مطالب وقف إطلاق النار، وهو موقف كان موضع انتقادات شديدة خلال قمة السبت.