أعلن وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو اليوم الخميس أن 10 أشخاص أصيبوا وحوصر خمسة على ما يبدو تحت الأنقاض، جراء هجمات صاروخية شنتها روسيا الليلة الماضية على منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وقال كليمينكو على تطبيق “تيليغرام” إن روسيا أطلقت ستة صواريخ على ثلاث مناطق سكنية في منطقة دونيتسك التي تسيطر القوات الروسية على معظمها. وأضاف “تعرضت بوكروفسك ونوفوروديفكا وميرناجرد لإطلاق للهجوم. أدى القصف إلى إصابة 10 أشخاص بينهم أربعة أطفال ويجري البحث عن خمسة آخرين تحت الأنقاض”.
وأشار إلى أن من بين الضحايا عائلة لديها طفلان صغيران وطفلان يبلغان من العمر 13 سنة. وألحق القصف أضراراً بمبنى سكني وتسعة منازل خاصة ومركز شرطة وسيارات ومرائب.
وقال كليمينكو إن أحد مسعفي الشرطة نجح في انتشال رجل معه طفل مصاب من تحت الأنقاض.
واحتلت القوات الروسية معظم دونيتسك، وتقول روسيا إنها تعتزم السيطرة على المنطقة بالكامل.
إسقاط مسيرات
وقال الجيش الأوكراني في وقت سابق من اليوم الخميس إن الدفاعات الجوية أسقطت 14 طائرة مسيرة من بين 20 أطلقتها روسيا الليلة الماضية.
وذكر سلاح الجو في بيان أن القوات الروسية أطلقت طائرات مسيرة إيرانية الصنع من الأراضي الروسية في اتجاهات عدة.
منظمة الأمن والتعاون
في موازاة ذلك، أعلن وزير خارجية مقدونيا الشمالية بوجار عثماني الخميس خلال افتتاح المجلس السنوي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي يترأسها حالياً أن “الحرب العدوانية التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا تشكل إهانة” لقيم هذه المجموعة.
وقال أمام نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي دفع مجيئه أوكرانيا وبولندا ودول البلطيق الى مقاطعة الاجتماع إن هذه الحرب “تقوض الثقة والحوار وقدرتنا على التحرك”.
واستهجنت أوكرانيا وجود “دولة أطلقت أكبر عدوان مسلح في أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية”.
من جهتها، اعتبرت وارسو وجود لافروف بأنه “غير مقبول” بعدما كانت رفضت مشاركته في عام 2022 في اجتماع لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا كانت تستضيفه ما أثار احتجاجات موسكو.
وقد وصل لافروف ليلاً الى مقدونيا الشمالية “رغم مؤامرات الأعداء” كما كتبت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تلغرام.
ويشهد اجتماع منظمة الامن والتعاون في أوروبا، هذا المنتدى الحواري بين الشرق والغرب، أخطر أزمة منذ تأسيسه قبل 48 سنة وقد شل عمله بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
منظمة حظر الأسلحة الكيماوية
من جهة أخرى، فشلت روسيا في إعادة انتخابها لعضوية هيئة صنع القرار في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمس الأربعاء، فيما رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ”عزلة” موسكو على الساحة الدولية.
وتنافست أربع دول من أوروبا الشرقية على ثلاثة مقاعد في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، هي روسيا وأوكرانيا وبولندا وليتوانيا.
وحصلت روسيا على أقل عدد من الأصوات، مما يعني عدم نيلها مقعداً لأول مرة في تاريخ المنظمة.
وعلق زيلينسكي عبر منصة “إكس” قائلاً إن “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية منظمة دولية ذات سمعة طيبة للغاية ولا مكان للإرهابيين فيها”.
واعتبر الرئيس الأوكراني أن استبعاد روسيا من مجلس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية “نتيجة منطقية” لعدوانها على بلاده. وأضاف متحدثاً عن روسيا “دورها في الشؤون الدولية لا يزال يتضاءل وعزلتها مستمرة في التفاقم”.
ودخلت اتفاقية الأسلحة الكيماوية حيز التنفيذ في عام 1997.
وحصلت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على جائزة نوبل للسلام في عام 2013 لجهودها في تخليص العالم من آفة الأسلحة الكيماوية. واضطلعت بدور رئيس خلال الحرب الأهلية السورية عندما وافقت دمشق على تفكيك ترسانتها من الأسلحة الكيماوية.
حال ذلك الاتفاق مع سوريا من دون توجيه الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما بتنفيذ عمل عسكري إثر الهجوم الكيماوي في الغوطة على مشارف دمشق، بعد أن اعتبر أن النظام السوري تجاوز “الخط الأحمر” الذي رسمه له. لكن النظام اتهم بعد ذلك مراراً بشن هجمات بالأسلحة الكيماوية.
وروسيا عضو في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وقالت إنها لم تعد تمتلك ترسانة عسكرية كيماوية، لكنها تواجه ضغوطاً لمزيد من الشفافية بعد مزاعم حول استخدامها أسلحة سامة. وقال رئيس المنظمة العام الماضي إن غزو أوكرانيا زاد من التهديد باستخدام الأسلحة الكيماوية.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في يوليو الماضي أن جميع المخزونات المعلنة “تم تدميرها بشكل لا رجعة فيه”، بعد أن كشفت الولايات المتحدة أنها تخلصت من آخر مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية.