أعلنت إسرائيل، مساء الثلاثاء، أن جيشها قد أصبح الآن “في قلب مدينة غزة” وذلك تزامناً مع دخول الحرب على “حماس” في شهرها الثاني، وعادت إسرائيل مجددا لرفض وقف إطلاق النار رغم الدعوات المتكررة لهدنة إنسانية في غزة وتجاوز حصيلة القتلى 10 آلاف بحسب الحركة الفلسطينية.
بينما واصلت تل أبيب القصف الجوي المكثف على قطاع غزة، بالإضافة للتقدم براً بعدما طوقت مدينة غزة وقسمت القطاع الى شطرين بحسب الجيش.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن الجيش بات “في قلب مدينة غزة”. وأضاف في مؤتمر صحافي “سندمر حماس (…) قواتنا جاهزة على جميع الجبهات”، معتبراً أن “غزة هي أكبر قاعدة إرهابية تم بناؤها على الإطلاق”.
ومنحت إسرائيل المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخل مدينة غزة مهلة لمدة أربع ساعات للمغادرة، الثلاثاء، وقال سكان فارون، إنهم مروا بدبابات تتخذ وضع الاستعداد لاجتياح محتمل للمدينة.
وتقول إسرائيل، إن قواتها فرضت الحصار على مدينة غزة، والتي يسكنها ثلث سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتستعد لاجتياحها قريباً في حملتها للقضاء على حركة “حماس” التي هاجمت بلدات إسرائيلية قبل شهر بالضبط.
ومع دخول الحرب شهرها الثاني، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً وقف إطلاق النار في غزة التي أصبحت “مقبرة للأطفال”، بحسب الأمم المتحدة، مؤكداً أن إسرائيل ستتولى “المسؤولية الأمنية العامة” في القطاع بعد الحرب.
وأكد نتنياهو خلال مقابلة تلفزيونية قائلاً، “لن يكون هناك وقف إطلاق نار شامل في غزة من دون إطلاق سراح رهائننا”. وأضاف “إسرائيل ستتولى، لفترة غير محددة، المسؤولية الأمنية الشاملة” في غزة “فعندما لا نتولى هذه المسؤولية الأمنية، فإن ما نواجهه هو اندلاع إرهاب حماس على نطاق لا يمكننا تخيله”.
في المقابل، أكد القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان أن الحركة “ستبقى ضمير شعبنا وتطلعاته ولن تستطيع قوة في الأرض انتزاعها أو تهميشها”.
وأتى كلام نتنياهو بعدما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجدداً بـ”وقف إطلاق نار إنساني يزداد إلحاحاً ساعة بعد ساعة” في قطاع غزة الذي استحال “مقبرة للأطفال”، إذ بلغت حصيلة القتلى في القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 10022، غالبيتهم من المدنيين بينهم أكثر من أربعة آلاف طفل.
وإزاء الأوضاع في غزة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش، الإثنين، مع نتنياهو إمكان التوصل إلى “هدنات تكتيكية توفر للمدنيين فرصاً لمغادرة المناطق التي يدور فيها القتال بشكل آمن، ولضمان وصول المساعدات إلى المدنيين الذين يحتاجون إليها، وإفساح المجال لإطلاق سراح محتمل للرهائن”.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن تل أبيب ستدرس ذلك لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية أو السماح بخروج الأشخاص الذين تحتجزهم “حماس”.
ميدانياً، تكثف إسرائيل ضرباتها الجوية على القطاع المحاصر فيما تنخرط بقصف متبادل عند الحدود مع لبنان مع ميليشيات “حزب الله” وبعض الفصائل الفلسطينية.