هل داعش تستغل حرب غزة لصالحها؟
مع استمرار استهداف قواعد التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بالمسيرات والهجمات الصاروخية، تتزايد التحذيرات من أن داعش تستغل حرب غزة وتستغل الاهتمام العالمى بما يحدث لصالحها. وتستعر الحرب بين إسرائيل وحماس منذ 7 أكتوبر، حيث تقوم القوات بإعادة تنظيم نفسها وشن الهجمات.
أدى هجوم عنيف لتنظيم الدولة الإسلامية على مثلث الرقة-حمص-دير الزور إلى مقتل 34 عنصرا من الجيش السوري يوم الأربعاء، وهو أسوأ هجوم منذ أوائل عام 2022. وذكر بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه إضافة إلى المعلومات المتوفرة فإن عدد القتلى قد يرتفع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالة خطرة. مات آخرون.
كما أعلنت الجماعة الإرهابية مسؤوليتها يوم الأربعاء عن تفجير حافلة في العاصمة الأفغانية كابول يوم الثلاثاء أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 20 آخرين.
وبعد سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق عام 2014، تعرض التنظيم لهزائم متتالية في البلدين حتى فقد السيطرة عليه بالكامل عام 2019.
ومع ذلك، لا يزال أعضاؤه، الذين فروا إلى صحراء سوريا الشاسعة، قادرين على شن هجمات ضد الجيش السوري أو قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.
وحول استغلال تنظيم الدولة للتطورات الجارية في غزة، قال رائد العزاوي، مدير مركز الأمصار للدراسات الإستراتيجية:
رأى رائد العزاوى
- ليس هناك شك في أن تنظيم الدولة الإسلامية يستغل الحرب في غزة والتوترات في مختلف أنحاء المنطقة لشن هجمات متزامنة عبر منطقة واسعة من البلاد من أفغانستان إلى الصحراء السورية، بالإضافة إلى العمل في أماكن أخرى، وخاصة في أفريقيا.
- مع ذلك، لا يستطيع التنظيم العودة إلى ما كان عليه قبل عشر سنوات، ومن أجل ذلك يجب عليه تنشيط قدراته، ولذلك فهو بلا شك يحاول الاستفادة من حرب غزة وإعادة ترتيب صفوفه ووثائقه وأوراقه، وإثبات وجوده من خلال إجراء مثل هذه العمليات.
- • يكمن الخطر في أن العالم المنغمس في حرب غزة والأحداث المرتبطة بها في الشرق الأوسط، يهمل القتال ضد تنظيم داعش، مما سيؤثر سلبًا على عودة ظهور التنظيم مرة أخرى بعد توفير مساحة واسعة لعودة أنشطته كما يظهر الآن.
- • يجب أن تستمر الحرب على الإرهاب لتسريع الجهود الرامية إلى حل النزاعات والنزاعات الإقليمية والدولية التي تستفيد منها الحركات الإرهابية.
بدوره، قال المحلل الأكاديمي والسياسي طارق جوهر، إن “الهجمات من أفغانستان إلى عمق الصحراء السورية تشكل جرس خطر بالنسبة للتنظيم رغم الحرب الدولية واستمرار الهجمات المدمرة ضده، خاصة في تصفية أبرز قادته”. ولا يزال يشكل خطرا لا رجعة فيه من خلال الاستفادة من التركيز العالمي على الأزمات والحروب مثل غزة وأوكرانيا.
وحذر جوهر: “في الأسابيع الأخيرة، واصلت الفصائل المسلحة تنفيذ هجمات على قواعد التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وهو ما يمكن وصفه عمليا بصب في طاحونة الإرهاب، لإضعاف وتشتيت الجهود المبذولة في القضاء على الإرهاب”.
اليك احدث اخبار الشرق الاوسط حصريا على موقع سامرى الاخبارى.