على وقع الحرب المستمرة في غزة والعنف المتصاعد في الضفة الغربية، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الخميس، إنه سيتم منع المسؤولين عن أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين من دخول بريطانيا، وذلك بعد الحديث عن قرار مشابه من جانب الاتحاد الأوروبي.
وتشير إحصاءات من الأمم المتحدة إلى أن الهجمات اليومية التي ينفذها مستوطنون في الضفة الغربية زادت أكثر من المثلين منذ الهجوم الذي شنته حركة “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل من غزة.
وذكر كاميرون على منصة “إكس”، “يقوض المستوطنون المتطرفون، من خلال استهداف وقتل المدنيين الفلسطينيين، الأمن والاستقرار لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين”. وتابع، “يجب على إسرائيل أن تتخذ إجراءات أقوى لوقف عنف المستوطنين ومحاسبة الجناة. سنمنع المسؤولين عن عنف المستوطنين من دخول المملكة المتحدة للتأكد من أن بلدنا لا يمكن أن يكون موطناً للأشخاص الذين يرتكبون هذه الأعمال الترهيبية”.
في الأثناء، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) فيليب لازاريني اليوم، إن الناس الذين يعانون من الجوع يوقفون شاحنات المساعدات التابعة لها في غزة وإن تقديم المساعدات للأشخاص في ملاجئها يزداد صعوبة بسبب التكدس خارجها.
وصرح لازاريني للصحافيين خلال فعالية للاجئين في جنيف، “الناس يوقفون شاحنات المساعدات، ويأخذون الطعام ويأكلونه على الفور”. وأضاف، “ظهر الجوع خلال الأسابيع القليلة الماضية ونلتقي بالمزيد والمزيد من الأشخاص الذين لم يأكلوا ليوم أو يومين أو ثلاثة أيام”.
وفيما يكثف الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة، أكدت حركة “حماس” في بيان، أنها لن تقبل “أي وصاية ولن نسمح بمرور أي مخططات مشبوهة تحاول الالتفاف على حق شعبنا في تقرير المصير بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة”، محملةً إسرائيل والولايات المتحدة “كامل المسؤولية عن استمرار المجازر بحق شعبنا، والتدمير الذي طال كافة مناحي الحياة في غزة”.
وقالت “حماس” إنها منفتحة “على كافة الجهود التي تُفضي إلى وقف العدوان على أهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية، وإلى إطلاق سراح أسرانا في سجون الاحتلال، وتؤدّي إلى تشكيل مرجعية وطنية على طريق استرداد شعبنا لحقوقه الوطنية وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية المقيم في قطر، أكد أمس الأربعاء في خطاب متلفز أن “أي رهانات على ترتيبات في غزة من دون حماس وفصائل المقاومة هي وهم”. وأضاف، “نؤكد أننا منفتحون على نقاش أي أفكار أو مبادرات يمكن أن تفضي إلى وقف العدوان وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة والقطاع، وصولاً إلى المسار السياسي الذي يؤمن حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
يأتي ذلك فيما أعلنت سلطات الصحة الفلسطينية اليوم مقتل 11 فلسطينياً على الأقل في مداهمة للقوات الإسرائيلية مستمرة منذ أيام بمدينة جنين بالضفة الغربية، وسط تقارير حول إطلاق نار ومئات الاعتقالات وتقييد الوصول إلى المستشفيات.
وأعلنت إسرائيل تكبدها أكبر خسائر في أكثر من شهر بعد نصب كمين لقواتها بقطاع غزة، في وقت تواجه فيه عزلة دبلوماسية متزايدة مع ارتفاع عدد القتلى من المدنيين وتفاقم كارثة إنسانية في القطاع.
ويدور قتال عنيف في شمال القطاع وجنوبه بعد يوم من مطالبة الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن قصف إسرائيل “العشوائي” للمدنيين ينال من الدعم الدولي لها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش سيقاتل على رغم الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار. وذكر نتنياهو للجنود في غزة عبر أجهزة اتصال لا سلكية “سنواصل حتى النهاية، حتى النصر، حتى القضاء على (حماس)”. وتابع “أقول هذا في مواجهة ألم عظيم، لكن أيضاً في مواجهة ضغوط دولية. لن يوقفنا شيء”.
وأعلنت إسرائيل أن 10 من جنودها قتلوا في الساعات الـ24 الماضية، بينهم ضابط. وهذه هي أكبر خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية في يوم واحد منذ مقتل 15 في الـ31 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وذكر الجيش الإسرائيلي أن أغلب القتلى سقطوا في حي الشجاعية بمدينة غزة شمال القطاع، حيث نصب كمين للقوات وهي تحاول إنقاذ مجموعة أخرى من الجنود الذين هاجموا مقاتلين في أحد المباني.
وأسفر هجوم “حماس” عبر الحدود في السابع من أكتوبر الماضي عن مقتل 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، إلى جانب احتجاز 240 رهينة، الأمر الذي ردت عليه إسرائيل بقصف متواصل واجتياح بري لقطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين تفرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع ودمرت مناطق واسعة منه. وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم، إن 18787 أشخاص في الأقل قتلوا وأصيب 50897 آخرون في الضربات الإسرائيلية على غزة. ويخشى أن يكون الآلاف مفقودين تحت الأنقاض أو أن خدمات الإسعاف غير قادرة على الوصول لهم.