وسعت القوات الإسرائيلية هجومها البري باجتياح جديد في وسط غزة اليوم الجمعة، بينما من المتوقع أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار لزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع لدرء خطر المجاعة.
يتزامن ذلك مع إعلان السلطات الصحية في غزة مقتل 20057 فلسطينياً وإصابة 53320 منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
ومع تضاؤل الآمال في تحقيق انفراجة وشيكة في المحادثات الجارية في مصر لمحاولة إقناع إسرائيل وحركة “حماس” بالاتفاق على هدنة جديدة، وردت أنباء عن وقوع ضربات جوية وقصف مدفعي وقتال في أنحاء القطاع الفلسطيني.
وأمر الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة سكان البريج في وسط غزة بالتحرك جنوباً على الفور، مما يشير إلى محور تركيز جديد للهجوم البري الذي دمر بالفعل شمال القطاع ونفذت خلاله القوات الإسرائيلية بسلسلة من الاجتياحات في الجنوب.
محادثات الأمم المتحدة والقاهرة
تواصلت المفاوضات أمس الخميس لمحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن صاغته الإمارات يطالب إسرائيل وحماس بالسماح “باستخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه” لتوصيل المساعدات الإنسانية.
وبعد أسابيع من المحادثات وتأجيل التصويت لعدة أيام، أرجأ دبلوماسيون في مجلس الأمن أمس الخميس التصويت مرة أخرى حتى اليوم الجمعة رغم تصريحات الولايات المتحدة بأنها قد تدعم الآن اقتراحا معدلا.
وساعدت هدنة أعلنت في 24 نوفمبر الماضي واستمرت أسبوعاً حتى الأول من ديسمبر الجاري في زيادة المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة كانت حماس تحتجزهم، وفي المقابل أفرجت إسرائيل عن 240 فلسطينياً من سجونها.
وفي بيان صدر أمس الخميس وبدد الآمال في تحقيق انفراجة، رفضت حماس وحركة الجهاد، التي تحتجز رهائن في غزة أيضاً، أي اتفاقات في شأن تبادل الرهائن والمحتجزين الفلسطينيين “إلا بعد وقف شامل للعدوان” من جانب إسرائيل.
لكن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أجرى مفاوضات في القاهرة لليوم الثاني انتهت في وقت متأخر من أمس الخميس. وفي حين أن دول الوساطة، بما في ذلك مصر وقطر، التقت في السابق بشكل منفصل مع إسرائيل وحماس وجماعات أخرى، لم تتوافر تفاصيل حول من قد يتعامل مع أي طرف إسرائيلي.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن المفاوضات في شأن إطلاق سراح الرهائن مستمرة لكنه رفض تقديم تفاصيل.
وعد بوتين
من جانبه، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة بمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مجدداً دعوته إلى “وقف سريع لإراقة الدماء”.
وقال الكرملين في بيان عقب مكالمة هاتفية بين الرئيسين “ستواصل روسيا تزويد قطاع غزة سلعا أساسية، بما في ذلك أدوية ومعدات طبية”. ودعا الرئيس الروسي كذلك إلى “استئناف العملية السياسية” بهدف التوصل إلى حل الدولتين.
مساعدات أوروبية
أعلنت المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة أنها اعتمدت حزمة مساعدات بقيمة 118 مليون يورو (130 مليون دولار) لدعم السلطة الفلسطينية.
وأضافت أن المساعدات ستساعد في دفع رواتب ومعاشات التقاعد لموظفي الخدمة المدنية في الضفة الغربية، والعلاوات الاجتماعية للعائلات المحتاجة وسداد تكاليف التحويلات الطبية إلى مستشفيات القدس الشرقية.
وقالت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي مستعد أيضاً لمواصلة مساعدة السلطة الفلسطينية على المدى الأطول.
مرونة لبنانية
وعلى الجبهة اللبنانية، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الجمعة إن بلاده مستعدة لتطبيق القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة والذي ينص على إبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل بشرط انسحاب الدولة العبرية من أراض حدودية تطالب بها بيروت.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الأحد الماضي إنه يجب “إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني”، مضيفاً “هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالدبلوماسية وإما بالقوة”.
وتشهد المنطقة الحدودية بين جنوب لبنان وإسرائيل تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ شنت حركة حماس هجوماً مباغتاً غير مسبوق على إسرائيل التي ترد بقصف مدمر وعملية برية في قطاع غزة.