قتل نحو 100 فلسطيني في الساعات الأخيرة بغارات إسرائيلية واسعة النطاق على غزة، بحسب وزارة الصحة التابعة لـ”حماس”، فيما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الإثنين القطاع الفلسطيني المدمر والمحاصر، متوعداً بتكثيف الهجوم العسكري عليه.
ومع تزايد المخاوف من اتساع نطاق الحرب، اتهمت إيران، حليفة “حزب الله” اللبناني وحركة “حماس” الفلسطينية، إسرائيل بقتل قيادي بارز في الحرس الثوري بضربة في سوريا، متوعدة بالانتقام. ولم يصدر تعليق على الفور من إسرائيل، واكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول “لا نعلق على تقارير إعلامية أجنبية”.
ومع دخولها يومها الـ80، فإن الحرب المتواصلة من دون هوادة لا تسمح للمدنيين المهددين بمجاعة بالتقاط أنفاسهم على رغم الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار.
وارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 20674 قتيلاً وزهاء 55 ألف جريح، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس”.
وفجر أمس الإثنين قصفت الطائرات الإسرائيلية قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي منذ عام 2007. وأسفر القصف عن مقتل 12 شخصاً بالقرب من قرية الزوايدة الصغيرة (وسط)، بحسب الحركة.
وقالت الوزارة في بيان إن قصفاً في خان يونس (جنوب) أودى بحياة 18 شخصاً في الأقل، وقتل 70 شخصاً في الأقل بغارة على مخيم المغازي للاجئين أول من أمس الأحد.
وفي الجانب الإسرائيلي، أعلن الجيش مقتل اثنين من عناصره ليرتفع إجمالي عدد قتلاه إلى 156 منذ بدء الهجوم البري على غزة في الـ27 من أكتوبر، بعد 20 يوماً من بدء القصف الجوي.
“عائد من غزة”
وقال نتنياهو في اجتماع لكتلة نواب الليكود في البرلمان الإسرائيلي “أنا الآن عائد من غزة… نحن لا نتوقف، نواصل القتال وسنكثفه في الأيام المقبلة، وسيكون قتالاً طويلاً، ولم يقترب من نهايته”، وفق بيان أصدره الحزب.
وأمس الإثنين، أطلق مسلحون فلسطينيون صواريخ على إسرائيل اعترضت غالبيتها منظومة القبة الحديدية الدفاعية.
وعلى رغم الدعوات المتزايدة إلى وقف إطلاق النار والخسائر البشرية الفادحة والأزمة الإنسانية التي وصفتها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بالكارثية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يزال ثابتاً على موقفه.
صيحات استهجان
لكن عائلات رهائن في قطاع غزة أطلقوا صيحات استهجان ضد رئيس الوزراء أثناء إلقائه خطاباً في الكنيست أمس الإثنين.
وردد أقارب المحتجزين الذين حملوا لافتات وصورا لأبنائهم “الآن! الآن!”، رداً على قوله إن الجيش يحتاج إلى “مزيد من الوقت” لاستكمال العملية العسكرية.
ومساء أمس الإثنين تظاهرت عائلات رهائن أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، قبيل اجتماع مرتقب لحكومة الحرب المصغرة. وكتب على إحدى اللافتات المرفوعة “حرروا رهائننا الآن! بأي ثمن”.
المساعدات الإنسانية
وعلى رغم تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة قراراً يدعو إلى تعزيز تسليم المساعدات الإنسانية “فوراً” و”على نطاق واسع”، لم تسجل زيادة كبيرة في هذا المجال.
إلى ذلك، انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عبر منصة “إكس” أمس الإثنين “سلوك الأمم المتحدة منذ السابع من أكتوبر الذي يشكل وصمة عار في جبين المنظمة والمجتمع الدولي”، منتقداً الأمين العام أنطونيو غوتيريش والوكالات الأممية وموظفيها.
وحذرت الأمم المتحدة من أن معظم المستشفيات في القطاع باتت خارج الخدمة، ومن أن جميع السكان سيواجهون في الأسابيع الستة المقبلة مستوى عالياً من انعدام الأمن الغذائي، مما قد يؤدي إلى مجاعة.
وعلى رغم مواقف طرفي النزاع المتشددة، لا يزال الوسطاء المصريون والقطريون يحاولون التفاوض على هدنة جديدة، بعد هدنة أولى دامت أسبوعاً في نهاية نوفمبر أتاحت الإفراج عن 105 رهائن و240 معتقلاً فلسطينياً، إضافة إلى إدخال قوافل مساعدات إنسانية أكبر إلى غزة.