أعلن مسؤول أميركي بارز أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ناقش مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر التخطيط لليوم التالي لانتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” بما في ذلك الحكم والأمن في غزة.
ناقش سوليفان وديرمر في واشنطن، أمس الثلاثاء، مسألة انتقال الدولة العبرية إلى “مرحلة مختلفة” في الحرب التي تخوضها ضد حركة “حماس” في قطاع غزة، بحسب ما أعلن مسؤول في البيت الأبيض.
وقال المسؤول في الرئاسة الأميركية طالباً عدم نشر اسمه، إن سوليفان ناقش مع ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “الانتقال إلى مرحلة جديدة في الحرب للتركيز على أهداف حمساوية مهمة”.
وأضاف أن المباحثات بين المسؤولين الأميركي والإسرائيلي تطرقت أيضاً إلى “الخطوات العملية لتحسين الوضع الإنساني وتقليل الأضرار على المدنيين”، فضلاً عن “الجهود” الرامية إلى تعزيز فرص إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالت حركة “حماس” تحتجزهم في قطاع غزة.
ويأتي اللقاء بين سوليفان وديرمر بعيد ساعات من تحذير رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي من أن الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بين جيشه وحركة “حماس” ستستمر “أشهراً عدة أخرى”.
وبحسب مسؤول ثانٍ في البيت الأبيض، فإن الاجتماع بين سوليفان ودريمر تطرق أيضاً إلى الحاجة “للاستعداد لليوم التالي (لانتهاء الحرب)، بما في ذلك لمسائل الحكم والأمن في غزة، وإيجاد أفق سياسي للفلسطينيين، ومواصلة العمل على التطبيع”.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي للصحافيين في بيان بثه التلفزيون، أمس الثلاثاء، من حدود غزة، إن الحرب ستستمر “لعدة أشهر”. وأضاف هايفي أنه “لا حلول سحرية ولا طرق مختصرة لتفكيك منظمة إرهابية، بل قتال حازم ومتواصل… سننال من قيادة حماس أيضاً، سواء استغرق هذا أسبوعاً أو أشهراً”.
وشهدت فترة عيد الميلاد تصاعداً في الحرب، وخصوصاً في وسط القطاع، إذ طلبت القوات الإسرائيلية من المدنيين مغادرة المنطقة رغم أن كثيرين يقولون، إنه لم يعد يوجد مكان آمن يذهبون إليه.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان سيف ماجانجو “نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار قصف القوات الإسرائيلية لمنطقة وسط غزة، الذي أودى بحياة أكثر من 100 فلسطيني منذ عشية عيد الميلاد”. وأضاف “يتعين على القوات الإسرائيلية أن تتخذ جميع التدابير المتاحة لحماية المدنيين. الإنذارات وأوامر الإخلاء لا تعفيها من كامل التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية، إن ما يقرب من 21 ألفاً من الفلسطينيين تأكد مقتلهم في الضربات الإسرائيلية، وإن آلافاً آخرين يعتقد أنهم مدفونون تحت الأنقاض. ونزح تقريباً كل سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وكثيرون منهم نزحوا عدة مرات.
وقالت وزارة الصحة، إن سلطات غزة دفنت، الثلاثاء، 80 فلسطينياً مجهولي الهوية بعدما سلمت إسرائيل جثثهم عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي. وبحسب وزارة الأوقاف الإسلامية، فقد جُمعت الجثث من الجزء الشمالي من قطاع غزة. ودفنوا في خندق طويل في جبانة برفح في الجنوب.
وقال ممثل عن وزارة الأوقاف الإسلامية في غزة خلال مراسم الدفن، إنهم يلتقطون صوراً للموتى للتعرف عليهم لاحقاً.
كما ظهرت علامات متزايدة على أن الصراع بدأ في الانتشار، إذ أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران مسؤوليتها عن هجوم صاروخي، الثلاثاء، على سفينة حاويات في البحر الأحمر، وعن محاولة لشن هجوم على إسرائيل بطائرات مسيرة.
وعلى الحدود اللبنانية، قالت إسرائيل، الثلاثاء، إن “حزب الله” أطلق صواريخ مضادة للدبابات على كنيسة، مما أدى إلى إصابة تسعة جنود إسرائيليين ومدني، وبعد ذلك انطلقت صواريخ من مكان قريب من مسجد، مما أدى إلى غارات جوية انتقامية.
وفي الهند، وقع انفجار قرب السفارة الإسرائيلية لدى نيودلهي. وقالت السلطات، إنه لم يسفر عن إصابة أي من موظفي السفارة.
ونفذ الجيش الأميركي ضربات جوية انتقامية على مقاتلي “كتائب حزب الله” في العراق، الإثنين، بعد هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة أميركية في أربيل أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أميركيين أحدهم في حالة حرجة.