ألقى الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، منشورات باللغة العربية من طائرة مسيّرة فوق بلدة كفرشوبا المحاذية لمزارع شبعا في جنوب لبنان، محذراً السكان من “تستّر” عناصر ميليشيات “حزب الله” بين الأهالي، بحسب ما أفاد شاهد عيان وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال شاهد للوكالة طلب عدم ذكر اسمه، إنه سمع “في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، دوي طائرة مسيّرة في أجواء البلدة (كفرشوبا) تلقي منشورات سقطت بين المنازل في الأحياء”. وأضاف أن “المسيّرة جاءت من الجهة الشرقية للبلدة حيث تقع مواقع عسكرية”.
وقال شاهد آخر إن “المسيّرة ألقت المنشورات على دفعتين، ذلك أن قوة الهواء أبعدت الدفعة الأولى خارج البلدة”.
تصعيد عسكري
وهذه المرة الأولى التي تُلقي فيها إسرائيل منشورات فوق الجنوب اللبناني منذ حرب يوليو (تموز) 2006 بينها وبين “حزب الله”.
وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل والحزب منذ شنت حركة “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) هجوماً مباغتاً غير مسبوق داخل إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية في غزة.
وينفّذ “حزب الله” بشكل رئيسي عمليات يومية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعاً ذلك في إطار دعم قطاع غزة و”تأييداً لمقاومته”.
وترد إسرائيل بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحرّكات عناصر “حزب الله” ومنشآت تابعة له قرب الحدود. وازدادت حدة القصف في الآونة الأخيرة وأسفرت عن دمار كبير في بعض أحياء القرى الجنوبية الحدودية.
فحوى الرسالة
وأسفر التصعيد في جنوب لبنان عن مقتل 129 شخصاً، بينهم 91 عنصراً في صفوف الحزب و17 مدنياً بينهم ثلاثة صحافيين، إضافة إلى عسكري في الجيش اللبناني، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية. وأفادت السلطات الإسرائيلية بمقتل 10 أشخاص على الأقل من الجانب الإسرائيلي.
وتضمنت المنشورات بحسب صور تداولها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي تحذيراً إلى سكان كفرشوبا في جنوب لبنان وعليها علما لبنان و”حزب الله”.
وأوردت، “نود أن نعلمكم بأن حزب الله الإرهابي يستغل الفرصة للتسلل في بيوتكم وأراضيكم… وذلك للعمل ضد دولة إسرائيل”.
وحذرت من أن “تستّر عناصر حزب الله في المناطق المدنية هو الخطر الحقيقي! وهذا ما يلحق الضرر لكم!”.
وكانت إسرائيل عمدت إلى إلقاء منشورات خلال حرب 2006 فوق مدن وقرى جنوب لبنان، تضمنت تحذيرات للسكان من التعاون أو مساعدة عناصر “حزب الله”، قبل أن تدعو السكان حينها إلى مغادرة المنطقة مع توسّع دائرة الحرب فيها.
كفرشوبا ترد
وعقب إلقاء المنشورات، أصدرت بلدية كفرشوبا بياناً اعتبرت فيه هذه الخطوة “مقدمة لتبرير أعمال عدوانية تنوي القيام بها ضد أهلنا المدنيين العزل الآمنين في منازلهم”.
وأكدت البلدية “خلو البلدة من السلاح والعناصر المسلحة والمظاهر المسلحة باستثناء الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل”.
وأشار البيان إلى أنه منذ بداية المواجهات، قصفت إسرائيل “أربعة منازل يسكنها مدنيون ولا وجود فيها لأي سلاح أو مسلحين”.