يوما تلو الآخر، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة خاصة في مناطق الجنوب التي اكتظت بالنازحين، في وقت يتصاعد التوغل البري والقصف الجوي داخل الكثير من المناطق الجنوبية، منذ انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس.
ووصفت الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ، الوضع الإنساني والصحي الراهن في جنوب غزة بأنها “أصبح أكثر من كارثي”، بعد 66 يوما على اندلاع الحرب.
وفي ظل إصرار إسرائيل على تحقيق هدف القضاء على حركة حماس ورفضها الدعوات لوقف إطلاق النار، وفي المقابل مواصلة حماس القتال والتصدي للعملية البرية الإسرائيلية، تتواصل الحرب والمعارك بين الطرفين في كافة المناطق، وبخاصة في خانيونس.
ووسط احتدام الاقتتال، نشر الجيش الإسرائيلي خريطة توضح 6 مناطق تحمل أرقاما في خانيونس، طُلب من السكان إخلاؤها بشكل عاجل، مما ينذر بتصاعد كبير في وتيرة القتلى الذين وصل عددهم إلى 18412 شخصا، وأكثر من 50 ألف جريح منذ بداية العدوان على قطاع غزة.. حسبما أعلنت وزارة الصحة في القطاع يوم الثلاثاء.
معاناة ممتدة
وفي حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، حددت الناطقة باسم الهلال الأحمر تفاصيل الوضع الإنساني في عدد من النقاط قائلة:
أكثر من 80 بالمئة من سكان قطاع غزة نزحوا إلى الجنوب بناء على أوامر السلطات الإسرائيلية، وبالتالي الوضع في الجنوب الآن أصبح أكثر من كارثي خاصة بعد التوغل البري للقوات الإسرائيلية، وتكثيف القصف والغارات في المناطق الجنوبية وتهديد سكان محافظة خانيونس بضرورة النزوح لرفح.
لم يعد هناك مكان للناس بأن ينزحوا فيه حاليا، حيث تأتي الأوامر الإسرائيلية للمواطنين بالذهاب إلى رفح، لكن رفح باتت مزدحمة ولم يعد هناك مجالا للناس للبقاء في مكان آمن، وأي شخص يفكر في النزوح لرفح معناه أنه سيكون بالشوارع، لأن كافة المدارس مكتظة عن آخرها.
الوضع في كافة المناطق الجنوبية برفح وخانيونس وغيرها من المناطق “كارثي للغاية”، لأننا نتحدث عن مئات الآلاف من الفلسطينيين موجودين ومكدسين وسط استمرار القصف.
للأسف الشديد، فكافة المساعدات الإنسانية التي تسلمناها لا تكفي بالكاد 10 بالمئة من الاحتياجات على الأرض، كما أن المناطق الجنوبية فاقت قدراتها الاستيعابية على استقبال مزيد من النازحين لأنها استقبلت أكثر من 80 بالمئة من سكان القطاع منذ 7 أكتوبر.
حتى خلال الأيام الأخيرة تواجه فرقنا صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات الإنسانية وتوزيعها بسبب خطورة التحرك داخل هذه المناطق واستمرار القصف على مدار الساعة، وفصل محافظة الوسطى عن محافظة خان يونس، وبالتالي الفرق الإغاثية التابعة للهلال الأحمر تواجه صعوبات ومخاطر واسعة.
جميع النازحين إلى الجنوب “يحتاجون إلى كل شيء” بداية من الطعام والماء وصولا للاحتياجات المعيشية، وبات الجميع أمام تحد كبير لتوفر الطعام الأساسي لأسرهم أو وجبة واحدة على الأقل، لأن السوق المحلي فارغ تماما بعد استمرار العدوان لأكثر من شهرين.
أغلب الناس باتت تعتمد على المساعدات الإنسانية بغض النظر عن الوضع المعيشي، لأنه لم تعد هناك إمكانية للوصول إلى كثير من الأصناف إلا من خلال المساعدات.
أسعار المواد الغذائية ارتفعت بصورة كبيرة للغاية، على سبيل المثال وصل سعر كيس الدقيق الآن إلى نحو 500 شيكل (135 دولار أميركي) وهذا “سعر خيالي”، ورغم ذلك ففي الكثير من الأوقات لا تجده بالسوق المحلي، وأصبح هناك شبه معجزة لتوفير الخبز للأسر.