ألمح وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غلانت إلى تنفيذ إسرائيل عمليات في إيران، وقال في لجنة الخارجية والأمن أن تل أبيب تخوض حرباً على سبع جبهات وردت على الاعتداءات من ست جبهات.
وأضاف “نوجد في حرب متعددة الجبهات. نتعرض لهجمات من سبع جبهات مختلفة، غزة ولبنان وسوريا والضفة والعراق واليمن وإيران. قمنا بالرد وعملنا أيضاً في ست جبهات منها”، وواصل مهدداً، “أقول هنا بشكل واضح جداً، كل من يعمل ضدنا هو هدف ولدينا إمكان لضربه فلا حصانة لأي طرف. إسرائيل تعلم ماذا ستفعل والأجهزة الأمنية مستعدة وستنفذ كل ما تراه إسرائيل مناسباً في الوقت الذي تقرره”.
وشهدت جبهتا غزة ولبنان قتالاً شديداً خلال اليومين الأخيرين، ومنذ صباح الثلاثاء تعرضت بلدات الشمال الإسرائيلي إلى قصف مكثف من “حزب الله” أدى إلى إصابة اثنين في الأقل، وسقطت الصواريخ في مناطق عدة بالجليل الغربي. وأعلنت إسرائيل وفاة جندي متأثراً بجراحه التي أصيب بها نهاية الأسبوع في المواجهات بين عناصر “حزب الله” وإسرائيل.
وعلى جبهة غزة أعلن رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي مساء الثلاثاء بعد جولة له في غزة مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وراح يهدد بملاحقة وقتل قادة “حماس”، معلناً أم “الحرب مستمرة في غزة وقد تتطلب أشهر طويلة، وهناك خطط عدة للقتال وسيصل الجيش إلى قيادة ’حماس‘ في غضون أسابيع قليلة”، أضاف هليفي “لن نقبل إلا بضمان واقع مختلف نضمن فيه أمن سكان الجنوب والشمال أيضاً”.
واعترف هليفي بأن أرض غزة ما زالت مليئة بعناصر “حماس”، قائلاً “لا توجد لدينا حلول سحرية ولا طرق مختصرة للحرب ضد الإرهاب”.
وفي حين أشار هليفي إلى أن جيشه اعتقل خلال المعارك مئات المقاتلين ويتقدم بقوة ويحقق أهدافه، كشف عن أن الجيش وبعد 81 يوماً من الحرب نجح في قتل ثلث مقاتلي “حماس”، مما يعني أن الطريق ما زالت طويلة لتحقيق هدف الحرب، بالقضاء على “حماس”.
وبحسب تقرير إسرائيلي، فإن التحدي الأكبر الذي يواجهه الجيش خلال المعارك هو تكثيف نشاط القناصة الفلسطينيين، إذ نجحوا في قتل عدد من الجنود إلى جانب تفجير المدرعات.
نتنياهو في قلب غزة
من جهته، وصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وللمرة الثانية في غضون أقل من أسبوع، إلى شمال القطاع والتقى وحدات عسكرية، وذلك بعد تقارير عسكرية وتناقل أحاديث جنود يشاركون في الحرب حول شدة القتال وصعوبته مما يؤدي يومياً إلى سقوط قتلى وجرحى.
وقال نتنياهو خلال محادثاته مع الجنود، “هناك أمران مهمان نبذل كل جهدنا لتحقيقهما، الأول الحفاظ على أمنكم وحياتكم، صحيح أننا نريد تحقيق المهمة لكن نريد أيضاً الحفاظ عليكم قدر الإمكان. الأمر الثاني لن نتوقف عن القتال، سنواصل الحرب والمعارك وسنتعمق في غزة، وكل من يتحدث عن وقف القتال نقول له لن نوقف. الحرب مستمرة حتى النهاية، وحتى نقضي عليهم”.
واعترفت إسرائيل أنها لن تتمكن من القضاء على شبكة الأنفاق المتشعبة والطويلة جداً في غزة، وأعلن التقرير الإسرائيلي أن الجيش سيركز على الأنفاق الاستراتيجية، أي على جزء قليل من الأنفاق.
لا تفاؤل بتسوية في الشمال
من جهتهم أجمع أمنيون وعسكريون في إسرائيل أن الحرب على لبنان ضرورية ومهمة في حال لم يتوصل إلى اتفاق دبلوماسي، لكنهم حذروا من خطوة كهذه قبل إنهاء حرب غزة، وجاء هذا التحذير في أعقاب تعالي الأصوات الداعية إلى شن حرب قوية وواسعة على لبنان، إزاء تصعيد المواجهات والقصف المكثف للصواريخ المضادة للمدرعات من لبنان وعدم إمكان عودة أكثر من 80 ألف إسرائيلي تركوا بيوتهم منذ أكثر من شهرين.
واعتبر الوزير السابق للأمن الداخلي أفيغدور كهلاني، السياسة التي تتبعها إسرائيل تجاه لبنان، بعدم الدخول إلى حرب قوية وواسعة “سياسة صحيحة كون الحرب في غزة لم تنته بعد”، مردفاً “في اليوم الذي نقرر فيه ضرب لبنان يجب أن نعمل بقوة كبيرة وأن تتجند كل إسرائيل لهذه الضربة. باعتقادي أننا في نهاية حرب غزة سنجد أنفسنا نخوض حرباً تجاه لبنان لأنهم لم يتركوا لنا طريقاً آخر”.
وتابع “كلي أمل أن نبدأ الحرب في لبنان بالقوة والقتال ذاتهما في غزة، أي لا نبدأ في عمليات بحث عن فتحات أنفاق ’حزب الله‘ هنا وهناك، بل نوجه ضرباتنا من البداية وبقوة مباشرة إلى بيروت”.
وقال الخبير في شؤون العالم العربي روعي قايس إن المفاوضات حول التوصل إلى تسوية دبلوماسية في شأن الحدود الشمالية، تواجه عراقيل عدة. ونقل عن مصادر من الأمم المتحدة الموجودة في لبنان أنهم “غير متفائلين من الوصول إلى تسوية دبلوماسية في لبنان بسبب الاقتراح الذي يتحدث عن إنشاء منطقة عازلة لإبعاد ’حزب الله‘ إلى ما بعد نهر الليطاني. و’حزب الله‘ لن يوافق على انسحاب كهذا من دون أن يكون حصل على إنجازات، على سبيل المثال تنازل إسرائيل في بعض النقاط المختلف عليها عند الحدود بين لبنان وإسرائيل”.
ويضيف قايس أنه “إزاء عدم التفاؤل أعربت مصادر الأمم المتحدة عن خشيتها من اتساع التصعيد الذي تشهده منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان، ولذلك ما زالت قوات الأمم المتحدة في لبنان ولن تنسحب وتحاول العمل على تخفيف التوتر”.
وبحسب قايس فإن “حزب الله” لا يتعاون بشكل كبير مع الجهود الدبلوماسية لتسوية في جنوب لبنان بإبعاد عناصره من هناك.
ديرمر في واشنطن
واستمراراً للمحادثات بين واشنطن وتل أبيب حول الجدول الزمني للحرب في غزة، وكذلك بالنسبة إلى اليوم الذي يلي الحرب، توجه وزير الشؤون الاستراتيجية وعضو الكابينت الحربي رون ديرمر إلى واشنطن للبحث مع مسؤولين في الإدارة الأميركية خطط إسرائيل للعمليات العسكرية في غزة وما سمته إدارة تل أبيب “الانتقال من القتال الشديد والقوي إلى القتال الأقل حدة، أي الانتقال إلى المرحلة الثالثة من العملية البرية المتوقعة قبل نهاية الشهر المقبل”.
ومن المنتظر أن يلتقي دريمر، مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي قام بتأجيل زيارته إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، كما سيلتقي أعضاء من الكونغرس.
وسيطلب دريمر تسريع شحنات الأسلحة التي طلبتها إسرائيل من واشنطن، إذ أعرب الإسرائيليون عن قلقهم في شأن النقص المحتمل بكل ما يتعلق بمنظومات دفاعية وغيرها لتسليح الطائرات “استعداداً لاحتمال التصعيد على الحدود الشمالية إزاء حزب الله”، وفق ما جاء في تقرير إسرائيلي، عشية سفر دريمر.
وفي جانب الأسلحة سيطلب دريمر الموافقة على تزويد إسرائيل بالمروحيات القتالية من طراز “أباتشي”، وهو طلب رفضته الولايات المتحدة، وفق ما نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”. وفي تقريرها حول الموضوع ذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يهاجم بهذا النوع من المروحيات أهدافاً في غزة وضد “حزب الله” في لبنان وحتى شمال الضفة الغربية.
إلى جانب هذا سيناقش دريمر مع بلينكن وسوليفان ما يخطط له نتنياهو لإدارة قطاع غزة لمدة طويلة بعد الحرب لضمان الأمن لإسرائيل.
وضمن خطة نتنياهو، إعادة بناء محور فيلادلفي بين القطاع ومصر، عبر بناء جدار يشمل أجهزة تفتيش من أجل لجم تعاظم قوة “حماس” في المستقبل، إضافة إلى توسيع معبر رفح بما يضمن دخول شاحنات كثيرة إلى المنطقة بإشراف متعدد الجنسيات وأميركي وإسرائيلي لتفتيش ما سيدخل إلى القطاع.