أعلن الجيش الأوكراني أنه أسقط طائرة تجسس عسكرية روسية فوق بحر آزوف، فيما يقول محللون إنها ضربة للقوات الجوية الروسية.
وقال قائد الجيش الجنرال فاليري زالوزني إن القوات الجوية “دمرت” طائرة كشف رادارية بعيدة المدى من طراز A-50 وطائرة مركزية للتحكم من طراز Il-22.
وتتمحور مهمة طائرة A-50 حول كشف الدفاعات الجوية، وتنسيق الأهداف للطائرات الروسية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تبذل فيه أوكرانيا جهودا حثيثة لتحقيق تقدم كبير في الآونة الأخيرة ضد القوات الروسية في مناطق الواقعة جنوب شرقي البلاد.
وذكر بيان إعلامي لوزارة الدفاع البريطانية في 23 فبراير عام 2023، أن روسيا “من المحتمل” أن تكون لديها ست طائرات من طراز A-50 في الخدمة.
ويمكن أن تصل تكلفة صناعة هذه الطائرات إلى مئات الملايين من الدولارات.
وقال مسؤولون روس إنه لا تتوافر لديهم “معلومات” عن الهجمات، لكن معلقين روس بارزين مؤيدين للحرب قالوا إن خسارة طائرة من طراز A-50 هي خسارة فادحة.
وقالت إحدى القنوات العسكرية الشهيرة، رايبار، إنه إذا تأكدت المعلومات الأوكرانية حول الخسائر الروسية، فسيكون ذلك “يوماً أسود آخر للقوات الجوية الروسية”.
وقالت قناة أخرى إن مركز قيادة الطائرة Il-22 أصيب “بنيران صديقة” روسية. وبحسب ما ورد، تمكنت الطائرة من الهبوط في روسيا.
وصرح المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات، بأن الطائرة Il-22 تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها.
وأظهرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي ما يبدو أنها طائرة من طراز Il-22 وبها أضرار واضحة في ذيلها.
ولا توجد تفاصيل كثيرة مرئية في الصورة، ما يزيد من صعوبة التحليل المستقل.
لكن وحدة التحقق من صحة الأخبار في بي بي سي قارنت التفاصيل الواردة بالصور الموجودة من المنطقة، ووجدت أن سيارة الإطفاء في الصورة كانت مماثلة لأنواع المركبات المستخدمة في منطقة كراسنودار، وكان المبنى الأزرق في الخلفية مشابهاً للمبنى الموجود في مطار أنابا، وهي بلدة تقع على ساحل البحر الأسود في المنطقة.
ومع ذلك، قال إهنات إن طائرة التجسس A-50 كانت “الهدف ذي الأولوية بالنسبة لنا”.
وقال الجنرال زالوزني على تليغرام، إن القوات الجوية الأوكرانية “خططت ونفذت بشكل ممتاز” عمليةً في منطقة آزوف، جنوب شرق أوكرانيا.
وفي فبراير/شباط من العام الماضي، قالت جماعة المعارضة البيلاروسية “بايبول” إنها ألحقت أضراراً بطائرة عسكرية من طراز A-50 في هجوم بطائرة مُسيرة بالقرب من مينسك.
وقال جاستن برونك، خبير الحرب الجوية بمركز روسي للأبحاث العسكرية، لبي بي سي، إنه إذا تأكد ذلك، فإن خسارة طائرة من طراز A-50 ستكون “خسارة كبيرة ومحرجة من الناحية التشغيلية” للقوات الجوية الروسية.
ووصف الطائرة A-50 بأنها “منصة رئيسية للقيادة والسيطرة والمراقبة” توفر للطائرات الروسية وأنظمة صواريخ أرض-جو “إنذاراً مبكراً بعيد المدى ومعلوماتٍ عن الأهداف حول الطائرات الأوكرانية التي تحلق على ارتفاع منخفض”.
وأوضح أنه لا يوجد سوى “عدد صغير” من هذه الطائرات ضمن القوات الجوية الروسية، و”عدد أقل من أطقم المهام المدربة، ما يعني أن خسارة واحدة منها ستكون بمثابة ضربة كبيرة”.
وأضاف أنه إذا تأكد ذلك، فستتمكن صواريخ باتريوت الأوكرانية للدفاع الجوي من تنفيذ “عمليات بعيدة المدى للغاية”، الأمر الذي من شأنه أن يوسع “القدرات النظرية للسلاح إلى أقصى حدودها”.
وقال فرانك غاردنر، مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، إن التطور الواضح كان “خبراً صغيراً جيداً لأوكرانيا من بين الكثير من الأخبار السيئة”.
وأضاف أن الوضع بشكل عام “لا يبدو جيداً بالنسبة لأوكرانيا”، إذ إنها تتعامل مع نقص الذخيرة وانخفاض الروح المعنوية بين قواتها، واستمرار الهجمات الروسية على بنيتها التحتية.