اقتحام “الكنيست”
واقتحم أقارب إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة اجتماعاً للجنة برلمانية الإثنين في حين يكتسب التحرك الاحتجاجي ضد الحكومة زخماً في إسرائيل. وصرخ أحد المتظاهرين “لو كانت عائلتكم (الرهينة)، ماذا كنتم لتفعلوا؟ أنا أحتاج إلى شقيقي، هل تفهمون؟ الآن!”، قبل أن تتمكن أجهزة الأمن من إخراج المتظاهرين.
وفي باحة مستشفى ناصر في خان يونس، حيث تقول إسرائيل إن مسؤولين في “حماس” يختبئون، قام غزيون بدفن 40 جثة في مقبرة جماعية، وفق “حماس”.
وقالت سعدية أبو تيمة “لقد ألقوا قنابل غاز علينا وتسببوا في اختناق عديد من الأشخاص”. وروت أنها حملت ابنتها التي أصيبت بالاختناق ليلاً إلى المستشفى، لكن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذها.
وبينما لا يزال أفق أي وقف لإطلاق النار مسدوداً بعد 108 أيام على اندلاع الحرب، أكدت حركة “حماس” في وثيقة طويلة بعنوان “هذه روايتنا… لماذا طوفان الأقصى” نشرتها الأحد، أن الهجوم على إسرائيل كان “خطوة ضرورية واستجابة طبيعية” لمواجهة “الاحتلال الإسرائيلي”.
ونفت “حماس” في وثيقتها التقارير الإسرائيلية عن استهدافها مدنيين خلال الهجوم، مؤكدة أنها هاجمت فقط مواقع عسكرية، مشيرة إلى عدم امتلاكها “أسلحة دقيقة، وإن حصل شيء من ذلك (طاول المدنيين) فيكون غير مقصود”.
وأقرت “حماس” للمرة الأولى باحتمال وقوع “بعض الخلل” خلال الهجوم الذي عزته إلى “انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بصورة سريعة” و”بعض الفوضى نتيجة الاختراقات الواسعة في السياج” الفاصل بين غزة وإسرائيل. وطالبت بـ”وقف العدوان الإسرائيلي فوراً” على قطاع غزة ووقف “الجرائم والإبادة الجماعية”، والعمل على فتح المعابر وفك الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات.
وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن تقديرات الاستخبارات الأميركية تفيد بأن إسرائيل قتلت حتى الآن “نحو 20 إلى 30 في المئة” من مسلحي “حماس”، وهو رقم قليل جداً مقارنة بالهدف الذي حددته الدولة العبرية، وهو “القضاء” على الحركة.
دولة فلسطينية
أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الثلاثاء أن إسرائيل لا يمكن أن يكون لها “حق الفيتو” على حق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولة.
وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي في بروكسل في ختام لقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، “يحب توضيح أمر: لا يمكن أن يكون لإسرائيل حق الفيتو على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره”.
وتابع أن “الأمم المتحدة تعترف واعترفت مراراً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. لا يمكن لأي كان نقض ذلك”.
أدلى بوريل بتصريحاته بعد محادثات أجراها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين مع نظيرهم الإسرائيلي يسرائيل كاتس، شددوا خلالها على ضرورة قبول الدولة العبرية بحل الدولتين لوضع حد للحرب وإحلال الاستقرار في المنطقة.
غير أن إسرائيل ترفض هذا الحل، وهو ما أكده الخميس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
من جهته قال كاتس إن إسرائيل تركز حالياً على إعادة الرهائن وضمان أمنها.
واجتمع الوزراء الأوروبيون بعد ذلك مع نظيرهم الفلسطيني رياض المالكي الذي طالب لاحقاً بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وحض الكتلة على النظر في فرض عقوبات على نتنياهو بسبب “منعه إقامة الدولة الفلسطينية”.
مساعدات “قليلة جدا”
من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي اليوم الثلاثاء إن كميات قليلة جداً من المساعدات الغذائية تجاوزت جنوب قطاع غزة إلى شماله منذ بداية الصراع وإن خطر حدوث مجاعة في مناطق بالقطاع الفلسطيني لا يزال قائما.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط عبير عطيفة، “من الصعب الوصول إلى الأماكن التي نحتاج للوصول إليها في القطاع، بخاصة في شمال غزة”.
وأضافت “أعتقد أن خطر وجود جيوب من المجاعة في غزة لا يزال قائماً إلى حد كبير”.
وظلت المساعدات الخارجية لا تصل إلى شمال غزة لمدة أسابيع في بداية الصراع، في حين كانت بعض المساعدات تدخل إلى جنوب القطاع قادمة من مصر.
وأشارت عطيفة إلى وجود “قيود ممنهجة على الدخول إلى شمال غزة، ولا يتعلق هذا ببرنامج الأغذية العالمي فقط”.
وأضافت “لهذا السبب نرى الناس أصبحوا أكثر يأسا وينفد صبرهم في انتظار توزيع المواد الغذائية، لأنها متقطعة جداً”.
وتابعت قائلة “إنهم لا يحصلون عليها كثيراً، وليس هناك ثقة أو ضمانة بأن هذه القوافل ستعود مرة أخرى”.
وذكرت هيئة مدعومة من الأمم المتحدة الشهر الماضي أن جميع سكان غزة يواجهون مستويات جوع ترقى لحد الأزمة مع تزايد خطر المجاعة كل يوم.
“لا قيود إسرائيلية”
لكن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي رد على هذه الأزمة بقوله، “لا توجد قيود على إدخال المساعدات الإنسانية”.
أضاف “على الجهات الدولية المهتمة بإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة أن ترسل المزيد… لا تزال لدينا مشكلة تتمثل في عدم قدرة وكالات الأمم المتحدة على توزيع المساعدات بسرعة تعامل إسرائيل معها”.
لكن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال أيضاً إن السلطات الإسرائيلية تمنعه بطرق منهجية من الوصول إلى شمال غزة.
وذكر أن الوكالات الإنسانية كانت تعتزم تنفيذ نحو 29 مهمة في أول أسبوعين من يناير كانون الثاني لتوصيل الإمدادات الأساسية إلى المناطق الواقعة إلى شمال وادي غزة بشمال القطاع.
وأوضح المكتب أنه لم يتم السماح سوى بتنفيذ 24 في المئة منها إما بشكل كامل أو جزئي، وهو ما يمثل انخفاضاً كبيراً مقارنة بالأشهر السابقة.
وأضاف “هذا المنع يحول دون زيادة المساعدات الإنسانية ويزيد بقدر كبير من الكلفة”، مشيراً إلى المعوقات التي تتعرض لها الوكالات الإنسانية بسبب القيود طويلة الأجل التي تطبقها إسرائيل على استيراد المعدات الإغاثية الحيوية إلى غزة.
صعوبة معاقبة المستوطنين
ما بين هذا وذاك، قال وزير خارجية لوكسمبورغ كزافييه بيتل إن الاتحاد الأوروبي قد يواجه صعوبات في التوصل إلى اتفاق على مسعى من بعض الدول الأعضاء لفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين المسؤولين عن العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وفي مقابلة مع رويترز في بروكسل، أشار بيتل إلى أن زعماء الاتحاد الأوروبي جادلوا لساعات حتى حول اختلافات بسيطة في اللغة حين تعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
أضاف “لذا قد يكون من الصعب فرض عقوبات على المستوطنين”، لكنه أوضح أنه يؤيد اتخاذ مثل هذه الإجراءات.
وتابع، “من المهم ألا تكون الحصانة مقبولة ويتعين معاقبة المستوطنين العنيفين، وإذا لم تفعل (السلطات الإسرائيلية) ذلك، فإنه يتعين علينا فعله”.