أعلن دبلوماسيون أوروبيون، أمس الثلاثاء، أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قدموا دعماً مبدئياً لفكرة تشكيل مهمة بحرية لحماية السفن من هجمات جماعة الحوثي اليمنية المسلحة المتحالفة مع إيران في البحر الأحمر، وذلك بعد إطلاق مهمة بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة.
وحول عديد من شركات الشحن مسارات سفنها بعيداً عن البحر الأحمر في أعقاب هجمات حركة الحوثي التي تسيطر على مناطق كبيرة من اليمن. وتقول الحركة إنها تتحرك تضامناً مع الفلسطينيين في الوقت الذي تشتد فيه الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة.
وقال الدبلوماسيون، إن اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد وهي المعنية بالسياسة الخارجية والدفاعية للتكتل قدمت دعمها المبدئي للمهمة التي ستتعاون مع شركاء يؤيدون الفكرة.
والهدف هو تشكيل المهمة في موعد أقصاه 19 فبراير على أن تبدأ العمل سريعاً. وقال عديد من الدبلوماسيين إنهم يأملون تسريع العملية في ضوء التوتر في المنطقة. وسيناقش وزراء الخارجية الأمر يوم 22 يناير.
ورفضت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، الذراع الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي التي اقترحت المهمة، الإدلاء بتصريحات عن المناقشات السرية.
وأعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي أنها ودولاً أخرى ستُسير دوريات في البحر الأحمر في مهمة جديدة أُطلق عليها اسم “حارس الازدهار” لتهدئة مخاوف تأثير الاضطرابات بأحد أهم الشرايين التجارية في العالم على الاقتصاد العالمي.
لكن بعض حلفاء الولايات المتحدة، بخاصة الدول الأوروبية، أبدوا تحفظات على الخطة واعترضوا على فكرة أن تكون تحت قيادة واشنطن.
وقال أحد الدبلوماسيين “المسألة تتعلق دائماً بالقيادة والسيطرة، وفي إطار الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، تحتفظ كل دولة بالسيطرة السياسية على قراراتها؛ أما في إطار تحالف الراغبين، تكون الدولة الأساسية هي المسيطرة”.
ويمر جزء كبير من التجارة بين الاتحاد الأوروبي وآسيا عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وغيّر عدد متزايد من شركات الشحن مسار سفنها لتدور حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح مما أدى إلى تراجع التجارة وزيادة التكاليف.
وذكر ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين أن المهمة ستبدأ بثلاث سفن تحت قيادة الاتحاد الأوروبي في إطار ما يسمى سياسة الأمن والدفاع المشتركة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف دبلوماسيان، أن الدول التي ستسهم أولاً هما فرنسا وإيطاليا، اللتان لديهما سفن حربية في المنطقة، وألمانيا التي تعتزم إرسال فرقاطة من طراز “هيسن”. وقالت فرنسا، إن سفينتها الحربية “لانجدوك” تنسق بالفعل مع المهمة التي تقودها الولايات المتحدة وتشارك في تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وقال الدبلوماسيون، إن الاتحاد الأوروبي سيمول المهمة ويمكن للدول بعد ذلك تناوب سفنها في المنطقة أو المساهمة حسب رغبتها أو إعطاء موافقتها الضمنية فحسب.
ولا تزال هناك حاجة إلى تحديد قواعد الاشتباك بشكل دقيق خارج عمليات تسيير الدوريات وتنسيق المهمة الجديدة مع المهمات الأخرى للاتحاد الأوروبي قبالة سواحل الصومال ومضيق هرمز، المدخل الاستراتيجي لمنطقة الخليج الغنية بالطاقة.
وقال دبلوماسيان، إن “لانجدوك” أطلقت بالفعل صواريخ لإسقاط طائرات مسيرة في البحر الأحمر، وستوافق مهمة الاتحاد الأوروبي على ذلك.
وبرزت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، الأسبوع الماضي، بعدم المشاركة في الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين في اليمن وعدم التوقيع على بيان أصدرته 10 دول يبرر الهجمات. ووقعت هولندا وألمانيا والدنمارك على البيان.