بدأ رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، اليوم الأحد، زيارة إلى الجزائر، حيث التقى الرئيس عبد المجيد تبون الذي أكد له دعم بلاده في مواجهة “قوى الشر” التي تستهدف السودان.
وقال تبون في تصريح مشترك مع ضيفه السوداني، نقله التلفزيون الحكومي، إن “الجزائر تقف إلى جانب السودان لتجاوز الظروف الصعبة ومواجهة قوى الشر التي تستهدفه”، من دون توضيح ماهية القوى التي أشار إليها.
من جهته أكد البرهان أن “السودان يتعرض لمؤامرة بتواطؤ شركاء دوليين وإقليميين”، شاكراً الجزائر “الحاضرة في كل طاولة نقاش أو مفاوضات عربية أو إقليمية”.
وكان البرهان وصل إلى الجزائر، صباح الأحد، في زيارة رسمية تستمر يومين، وكان في استقباله في المطار رئيس الوزراء نذير العرباوي.
وتأتي زيارته للجزائر بعد جولة قادت خصمه ونائبه السابق قائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي” إلى دول أفريقية في محاولة لكسب الشرعية.
مسيرة إيرانية
وفي السياق، قالت قوات “الدعم السريع” السودانية، اليوم الأحد، إنها أسقطت مُسيّرة من طراز “مهاجر 6” إيرانية الصنع في أم درمان.
ونشر حساب “الدعم السريع” على منصة “إكس” منشوراً أوضح فيه أن الطائرة تُعد “الثالثة” من الطراز نفسه التي تُوقعها أخيراً. ووفق إعلام “الدعم السريع”، فإن المُسيّرة “مهاجر 6″ جرى إسقاطها، صباح اليوم الأحد، في مدينة أم درمان (وهي إحدى مدن العاصمة الخرطوم)، وأنها تابعة للجيش السوداني، كما نشرت منصات مؤيدة لـ”الدعم السريع” فيديو قصيراً يظهر فيه مُقاتلون تابعون للقوات حطاماً قالوا إنه يعود للمُسيّرة.
وكان مسؤولون غربيون وخبراء قالوا، لـوكالة “بلومبيرغ”، قبل أيام، إن “إيران زوَّدت الجيش السوداني بطائرات دون طيار (مُسيّرات) من نوع (مهاجر 6) مؤهلة لمهام الرصد ونقل المتفجرات، وتحمل ذخائر موجهة بدقة”.
وقال التقرير إن “أقماراً اصطناعية التقطت، في التاسع من يناير (كانون الثاني) الحالي، لطائرة من نوع (مهاجر 6) في قاعدة وادي سيدنا (شمال الخرطوم)، التي تخضع لسيطرة الجيش”.
ولم يعلن الجيش السوداني امتلاكه المُسيّرة، لكن مراقبين وشهود عيان أكدوا رصد نشاط ملحوظ للطيران المُسيّر في العمليات الأخيرة، وتتواكب تلك التطورات مع مساعٍ دبلوماسية سودانية – إيرانية لتسريع واستكمال استئناف العلاقات بين الطرفين.
مواصفات “مهاجر 6”
وقالت منصة “الدعم السريع” في منشور آخر، اليوم، إن المُسيّرة تابعة للجيش السوداني الذي اتهمته بــ”قصف المدنيين الأبرياء في المدن والأرياف، مُخلّفاً المئات من القتلى والجرحى، وبالتسبب في تدمير البنى التحتية الحيوية والمناطق السكنية”.
وتوعدت القوات، التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بـ”القضاء على تحركات ومحاولات الفلول كافة، برّاً وجوّاً وبحراً”، وقالت، في بيانها، إنها لن تتراجع عن تحقيق ما وصفته بـ”طموحات شعبنا المتطلع للحرية والسلام والديمقراطية، في ظل وطن تسوده قيم العدل والمساواة بلا تمييز”.
ويخشى مراقبون أن يُعزّز تسليح الجيش السوداني بالمُسيّرات الإيرانية النفوذ العسكري لطهران في الشرق الأوسط، وذلك بعد بدء السودان مسار تسريع استئناف علاقته الدبلوماسية مع إيران، بعد قطيعة استمرت سنوات.
يوم ساخن
شهدت العاصمة السودانية أمس السبت يوماً ساخناً من المعارك الضارية والمواجهات الشرسة بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، في مختلف محاور القتال بمدن العاصمة الثلاث (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري)، في تصاعد كبير لحدة القتال استخدمت فيه كل أنواع الأسلحة بمشاركة فصائل وتشكيلات عسكرية مقاتلة برية وجوية ومدفعية، في وقت خفت فيه حدة القتال بمدينة بابنوسة، غرب كردفان، مخلفة وضعاً إنسانياً متفاقماً.
أعنف المعارك
وخاض الطرفان أعنف المعارك والاشتباكات شمال الخرطوم بحري، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة وكل أشكال القصف المدفعي والجوي وبالمسيرات، وشاركت فيها أيضاً من جانب الجيش القوات المحمولة جواً بعمليات إنزال مظلي خلف خطوط “الدعم السريع” شمال الخرطوم بحري.
وأعلن الجيش في بيان مقتضب عن “تنفيذ عمليات عسكرية متزامنة على جميع المحاور ضمن النسق العملياتي اليومي، حققت الأهداف المخططة لها وكبدت خلالها العدو خسائر كبيرة في العتاد والأرواح”.
وأوضحت مصادر ميدانية أن المعارك شملت رقعة جغرافية واسعة النطاق بمناطق الكدرو والدروشاب في محيط معسكر سلاح الأسلحة التابع للجيش شمال مدينة الخرطوم بحري، تم خلالها تدمير عدد كبير من عربات قوات “الدعم السريع” وبسط الجيش سيطرته على شارع الكدرو، كما تم تدمير رتل إمداد (فزع) قادم من شرق النيل في شارع الإنقاذ بحري كان في طريقه إلى الكدرو.
أكثر من محور
كشفت المصادر عن أن الجيش تحرك في محاور عدة تمكن خلالها من عزل قوات “الدعم السريع” بمنطقة قرى الصناعية ومصفاة نفط الخرطوم بالجيلي، تزامناً مع تحرك قوات من سلاح الإشارة في محيط كوبري الحلفايا وطريق التحدي الرابط بين الخرطوم وشمال البلاد.
أوضحت المصادر نفسها أن قوات مشاة الجيش البرية وسعت دائرة سيطرتها شمال مدينة الخرطوم بحري بالتقدم نحو منطقة السامراب والازيرقاب ومدخل الدروشاب شمال المدينة.
وأفاد شهود عيان أن قوات الجيش بمعسكر حطاب انتشرت في طريق التحدي شمال العاصمة على امتداد المنطقة من الخوجلاب وأم القرى والكدرو وكوبري الحلفايا حتى مزارع شمبات.
في أم درمان دارت مواجهات برية عبر الشوارع والأزقة الضيقة خلال متابعة الجيش توسيع مناطق سيطرته وسط مدينة أم درمان القديمة، حيث شهدت مناطق الملازمين ومحيط الإذاعة والتلفزيون اشتباكات من مسافات قريبة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، بمساندة المسيرات والمدفعية.
قصف متبادل
واحتدم تبادل القصف المدفعي في محيط القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، وفي محيط سلاح المدرعات جنوباً، كما دوت أصوات القصف المدفعي في مناطق جنوب الحزام.
وشنت المقاتلات الحربية والمسيرات غارات عنيفة على مواقع “الدعم السريع” في حي الطائف ومدخل كوبري المنشية حيث سمع دوي انفجارات عنيفة شرق الخرطوم.
من جانبها قالت قوات “الدعم السريع”، إنها كبدت الجيش خسائر كبيرة في معارك شمال الخرطوم بحري بمنطقة الكدرو ومحيط معسكر حطاب التابع للجيش.
اتهمت القوات على موقعها الرسمي في منصة (إكس)، الطيران الحربي للجيش بقصف منازل المواطنين بحي الطائف شرق الخرطوم، وشن غارات جوية استهدفت المنازل والمساجد بمدينتي الضعين شرق كردفان وبابنوسة غربها.
فيما خفت حدة القتال في مدينة بابنوسة بغرب كردفان، بعد معارك شرسة على مدى ستة أيام متتالية مضت، بث مقاتلون ميدانيون من قوات “الدعم السريع” مقاطع فيديو يتحدثون فيها عن تقدمهم نحو مقر الفرقة 22 التابعة للجيش لإسقاطها خلال أيام معدودة.
في أعقاب هجوم على المدينة وسيطرة قوات “الدعم السريع” على أحياء عدة، تفاقمت الأوضاع الإنسانية مع استمرار موجات النزوح الجماعي لآلاف المواطنين هرباً من القصف المدفعي والجوي، نحو مدن المجلد والفولة، والقرى المجاورة سيراً على الأقدام، بينما علق كثر منهم بالعراء في أوضاع بائسة، يفتقرون فيها إلى المأوى والطعام ومياه الشرب.
وكشفت لجان مقاومة بابنوسة عن أن القتال خلف أوضاعاً إنسانية كارثية، ولم يجد الجرحى العناية الطبية اللازمة نظراً إلى إغلاق جميع مستشفيات المدينة، كما انعزلت المدينة بانقطاع كل أنواع الاتصالات وشبكة الإنترنت.
حصار ودمار
وضربت قوات “الدعم السريع” بحسب البيان، حصاراً من كل الجهات على مقر الفرقة (22) مشاة للجيش لكنها لا تزال تحت سيطرته.
أوضحت اللجان أن المعارك تسببت كذلك في تدمير كبير للبنية التحتية بالمدينة وضمنها مصنع ألبان بابنوسة، والقطاع الغربي لسكك حديد السودان.
وقال نازحون من المدينة إن الطيران الحربي شن هجمات عنيفة ومتتالية مستهدفاً قوات “الدعم السريع” التي تتحصن داخل الأحياء السكنية.
وفي مدينة الفولة عاصمة الولاية خصصت أمانة حكومة غرب كردفان عدداً من المدارس والمقار كمراكز لإيواء الفارين الذين وصلوا إلى المدينة، بينما شرعت مفوضية العون الإنساني الولائية في حصرهم وتوفير بعض حاجاتهم العاجلة وعلاجهم مجاناً في مستشفى المدينة.
أطفال بابنوسة
إنسانياً أوضحت ممثلة منظمة رعاية الطفولة بالأمم المتحدة اليونيسيف بالسودان، ما نديب أوبراين، في تغريدة على حسابها بمنصة (إكس) أن المعارك الأخيرة في بابنوسة بغرب كردفان أجبرت عشرات الأطفال على السير راجلين لنحو 70 كيلومتراً تحت أشعة الشمس الحارقة بحثاً عن ملاذات أكثر أماناً.
ووصف تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا) الوضع في مدينة بابنوسة بأنه لا يزال متوتراً ولا يمكن التنبؤ به جراء الاشتباكات بين الجيش و”الدعم السريع” خلال الأيام الماضية.
نقل تقرير (أوتشا) عن فرق ميدانية أنه مع إصابة عديد من المدنيين جراء الاشتباكات كان هناك نزوح واسع النطاق إلى قرى التبون وضيلمة وداخل المحلية، وقرى كجيرة وبورتا وسنتايا وشعاع وبقارة في محلية السلام المجاورة.
البرهان في الجزائر
سياسياً، توجه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان صباح اليوم الأحد إلى جمهورية الجزائر، في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.
وذكرت وكالة السودان للأنباء الحكومية (سونا) أن المحادثات ستتناول مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ويرافق رئيس المجلس وزير الخارجية المكلف السفير على الصادق، ومدير جهاز الاستخبارات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.
من جهتها تعتزم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” هذا الأسبوع إجراء جولة إقليمية جديدة يلتقي خلالها وفدها برئاسة عبدالله حمدوك برئيسي الحركة الشعبية شمال (عبدالعزيز الحلو) وحركة جيش تحرير السودان (عبدالواحد محمد نور) بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان الخميس القادم في إطار بحث سبل إيقاف الحرب في السودان.
وأكدت “تقدم” عدم تلقيها حتى الآن موافقة رسمية بتحديد مكان وزمان اللقاء المقرر أن يجمع قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، مع قائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بحسب ما صرح المتحدث الرسمي باسم التنسيقية علاء الدين نقد لـ”اندبندنت عربية”.
وكان حمدوك قد بعث بصفته رئيساً لتنسيقية “تقدم”، نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي برسالتين خطيتين لكل من قائدي الجيش وقوات “الدعم السريع” لعقد لقاءات ثنائية معهما لبحث سبل إنهاء الحرب، وفي وقت سابق استجاب قائد “الدعم السريع” للدعوة، فيما تنتظر “تقدم” تحديد موعد اللقاء مع الفريق البرهان.
الرقم الصاعق
أممياً قدرت آخر إحصاءات لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة عدد النازحين بسبب حرب السودان الحالية بنحو 10.7 مليون شخص، منهم 9 ملايين نزحوا داخل البلاد، بينما لجأ البقية إلى دول الجوار الحدودي، بحيث أصبح واحد من كل ثمانية نازحين داخلياً بالعالم في السودان.
وصفت مديرة المنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، عدد النازحين بأنه رقم صاعق، يمثل أكبر حالة نزوح في العالم، مطالبة بمزيد من تضافر الجهود الدولية لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية غير الكافية حتى الآن بشكل عاجل.
كشفت بوب عن نقص حاد في الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والصرف الصحي مقارنة بالحاجات الهائلة للنازحين، مما يؤدي إلى تعرضهم لأخطار العنف والأمراض وسوء التغذية، مناشدة العالم ألا يدير ظهره لملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم.
“الجنائية” بالمعسكرات
دولياً وصل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، ضمن زياراته لمعسكرات اللاجئين السودانيين في شرق تشاد أمس، إلى معسكرات منطقة أدري التي تضم مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من غرب دارفور.
وكان خان، قد زار معسكر (فرشنا) الذي يضم لاجئين سودانيين منذ عام 2003. ومن المنتظر كذلك أن يقدم تقريره حول الوضع في دارفور وسير تحقيقاته في الإقليم، إلى مجلس الأمن الدولي غداً الإثنين.
بحسب مصادر ولائية، سيلتقي مدعي الجنائية، ضمن تحقيقاته، شهود عيان داخل معسكرات اللاجئين بمنطقة أدري، التي فر إليها معظم مواطني مدينة الجنينة بغرب دارفور ممن نجا من المجازر وعمليات القتل العرقي والفظائع التي شهدتها المدينة خلال الحرب الراهنة.
عنف واستغلال جنسي
بدوره أعلن الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة بالسودان عن ارتفاع معدلات العنف ضد النساء “بشكل مخيف للغاية”، بخاصة العنف الجنسي المتعلق بالصراع، وعمليات الخطف والإخفاء القسري وإجبار النساء على مساعدة المسلحين بالإكراه، بعد مرور ما يقارب 10 أشهر على الحرب في السودان.
وأعرب المدير التنفيذي للاتحاد، الشفيع محمد علي، في تعميم صحافي، عن قلق الاتحاد تجاه الأخبار المتواترة عن وجود أسواق للرق لبيع النساء في مناطق عديدة بدارفور من قبل الميليشيات المتمردة.
أشار علي إلى أن الاتحاد يضع خطته مع الشركاء من المكتب الإقليمي لمساعدة النساء والفتيات اللائي تم استغلالهن جنسياً والقيام بمساعدتهن وتأهيلهن نفسياً واجتماعياً.
وكشفت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، سليمى إسحق، عن وجود نساء محتجزات من قبل “الدعم السريع” يتم استغلالهن جنسياً، مشيرة إلى أن حالات الاغتصاب التي رصدت حتى الآن أكثر من 143 حالة، لا تمثل سوى اثنين في المئة مقارنة بعدد النساء المعرضات للخطف والاستغلال الجنسي في الحرب، لا سيما أن حالات الاختطاف والاعتداء تعتبر حوادث ممنهجة بسيناريو متصل بعضه ببعض.
لفتت إسحاق إلى عدم توفر إحصائية بجميع حالات الاختطاف والاعتداء الجنسي على النساء والفتيات، مما يعني وجود حالات أخرى لم تسجل عبر المراكز الصحية ولم يبلغ عنها، إذ إن الإحصاءات تأتي من الشركاء في المجتمع المدني والمؤسسات المختلفة والمتخصصة بالحماية الأسرية والمجتمعية.
“الدعم” تتبرأ
في المقابل تبرأت قوات “الدعم السريع” من الاتهامات الموجهة إلى قواتها بالاختطاف والإخفاء القسري لنساء وفتيات في مناطق الحرب.
ووصفت ما جاء ببيانات بعض الشبكات والمبادرات النسوية بأنها حوت معلومات كاذبة ومضللة. وأكدت في بيان، التزامها القانون الدولي والإنساني وقواعد الاشتباك في الحرب، وأنها تتابع تصرفات قواتها ولا تسمح لأفرادها بأي تجاوزات ولا توفر حماية لأي من يثبت في حقه ارتكاب أي مخالفات للقانون، وشكلت لجنة الظواهر السالبة لمحاكمة أي فرد ميدانياً.