قال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية اليوم الخميس إنه “لا سبيل” لحل التحديات الأمنية طويلة الأمد التي تواجه إسرائيل في المنطقة والتحديات قصيرة الأمد المتمثلة في إعادة إعمار غزة إلا بإقامة دولة فلسطينية.
وذكر ميلر خلال حديثه في إفادة صحفية أن إسرائيل لديها فرصة في الوقت الحالي في ظل استعداد دول في المنطقة لتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل.
وأضاف “لكن لا سبيل لحل تحدياتهم الأمنية طويلة الأمد لتوفير أمن دائم ولا سبيل لحل التحديات قصيرة الأمد المتمثلة في إعادة إعمار غزة وتدشين الحكم في غزة وتوفير الأمن لغزة إلا بإقامة دولة فلسطينية”.
24620 قتيلا
أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ”حماس” اليوم الخميس ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 24620 قتيلا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال، منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة “حماس”.
وأفادت الوزارة في بيان بمقتل 172 شخصاً خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، مشيرة إلى إصابة 61830 ألفاً بجروح منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية الخميس أن المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية سيعتمد يوم الإثنين المقبل في بروكسل “نظام عقوبات ضد “حماس”.
وقال كريستوف لوموان في تصريح بمقر الخارجية الفرنسية إنه “نظام عقوبات يستهدف أفراداً وعمليات نقل الأموال.
وكان الهدف هو “حماس” وبعض كوادرها الضالعين في الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وأسفر عن مقتل 1140 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية.
وكان الاتحاد الأوروبي أدرج الثلاثاء رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار على قائمة “الإرهاب” على خلفية الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وبموجب ذلك تجمد أي أصول قد يملكها السنوار في الدول الـ27 للتكتل القاري، ويمنع مواطنو الدول الأوروبية من إجراء أية تعاملات معه.
وسبق للاتحاد الأوروبي أن أدرج في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مسؤولين في الجناح العسكري لحركة “حماس” هما قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف ونائبه مروان عيسى على قائمة الإرهاب التي تفرض عقوبات على منظمات أو أفراد ضالعين في أعمال إرهابية.
كذلك سبق للاتحاد أن صنف حركة “حماس” منظمة إرهابية، وتعتبر دول عدة الحركة منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة وكندا وإسرائيل.
تفكيك حماس
قال البرلمان الأوروبي اليوم الخميس إن الوقف غير المشروط لإطلاق النار في غزة ينبغي ألا يحدث إلا في حال الإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني المحاصر وتفكيك حركة “حماس”.
وسعت ثلاث مجموعات من المشرعين الأوروبيين، وهم الاشتراكيون والوسطيون والخضر، إلى استصدار قرار يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار واستئناف الجهود للوصول إلى حل سياسي.
ودعا نص القرار إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وتفكيك حركة “حماس”.
غير أن حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط ويعد أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي دفع بتعديل على النص أثناء التصويت، وطالب بوقف دائم لإطلاق النار واستئناف الجهود للوصول إلى حل سياسي شرط إطلاق الرهائن وتفكيك “حماس”.
وتمت الموافقة على القرار ككل بغالبية كبيرة.
ولا تتمتع قرارات البرلمان الأوروبي بسلطة ملزمة، لكن هدفها هو توضيح وجهة نظر الأوروبيين، وأثارت في بعض الأحيان ردود فعل خارجية شديدة.
وسيرسل القرار إلى مؤسسات أخرى في الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في التكتل والحكومة الإسرائيلية والهيئات الفلسطينية ومصر والأمم المتحدة.
ودان نواب البرلمان في أكتوبر الماضي هجوم “حماس” على إسرائيل داعين أيضاً إلى هدنة إنسانية.
في ظل وقوع اشتباكات، اليوم الخميس، بين عناصر حركة “حماس” والقوات الإسرائيلية شرق جياليا شمال قطاع غزة، واندلاع مواجهات وقصف في خان يونس (جنوب القطاع)، وعلى وقع انفجارات في محيط بين حنون وبيت لاهيا (شمال القطاع)، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل نحو 60 مسلحاً فلسطينياً في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأوضح الجيش في بيان أن نحو 40 من المقاتلين الفلسطينيين قتلوا في منطقة خان يونس إلى جانب مناطق أخرى في شمال القطاع، بما شمل مجمعاً تستخدمه حركة “الجهاد الإسلامي”.
في المقابل، أعلنت حركة “حماس”، الخميس مقتل 93 شخصاً ليلاً في غارات إسرائيلية استهدفت خاصة جنوب القطاع حيث يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع بأن أعنف الغارات خلفت 16 قتيلاً “بينهم نساء وأطفال وأكثر من 20 مصاباً جراء استهداف منزل ليلاً لعائلة الزاملي في شرق رفح”.
كما نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على خان يونس، كبرى مدن الجنوب، ومخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة.
واعتبرت إسرائيل أن قادة “حماس” يختبئون في مستشفى ناصر في خان يونس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان مساء الأربعاء “في خان يونس، نعمل بطريقة مختلفة… هناك، نركز على الوصول إلى قادة حماس وحل مسألة الرهائن”.
هرتسوغ في دافوس
في موازاة ذلك، أعلن رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أنه لا ينكر المأساة الإنسانية في غزة، إلا أنه اعتبر أن “إسرائيل في حاجة إلى الدفاع عن نفسها من الإرهاب”.
وطالب هرتسوغ المجتمع الدولي “برفض مزاعم الإبادة الجماعية ضد إسرائيل”، داعياً العالم “للعمل من أجل إطلاق سراح الرهائن” الموجودين لدى حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة.
كذلك قال الرئيس الإسرائيلي، وهو يجلس بجوار صورة رضيع في عامه الأول هو أصغر الرهائن عمراً، إنه يصلي “من أجل أن تصل الأدوية المرسلة لغزة في إطار اتفاق قطري- فرنسي إلى الرهائن”.
وأضاف أن “المجتمع الدولي لا يرسل بالكامل الـ400 شاحنة يومياً من المساعدات الإنسانية التي تستطيع إسرائيل فحصها” قبل دخولها إلى قطاع غزة.
عودة النازحين
في المقابل، صرح وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، أن “على إسرائيل السماح للنازحين في غزة بالعودة إلى ديارهم”. وأضاف أن الأولوية هي لإنهاء “المجزرة” في غزة والتصعيد في المنطقة.
أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فقال، اليوم الخميس، إنه سيلقي كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، حول مقترحات في شأن “جهود جماعية” لحل أزمة الشرق الأوسط.
وذكر أن الحل يتعين أن يشمل محادثات مباشرة بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية وأن يقود لإقامة دولة فلسطينية، مؤكداً أن “روسيا حريصة على أن تعيش إسرائيل والإسرائيليون في أمان”.