أدرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الإثنين، في مرسوم، مناطق في روسيا يسكنها أوكرانيون “تاريخياً” في بيان رسمي ودعا إلى احترام حقوقهم، في نص أثار غضب موسكو.
في هذه الوثيقة التي نشرتها الرئاسة الأوكرانية، أدرجت مناطق كراسنودار، وروستوف، وبيلغورود، وبريانسك وفورونيغ، وكورسك، وكلها مجاورة لأوكرانيا.
ويتهم المرسوم روسيا بارتكاب “أعمال هناك تهدف إلى تدمير الهوية الوطنية وقمع الأوكرانيين، وانتهاك حقوقهم وحرياتهم”.
وتدعو الوثيقة الحكومة الأوكرانية إلى وضع “خطة عمل للحفاظ على الهوية الوطنية للأوكرانيين في الاتحاد الروسي، بما يشمل المناطق التي يسكنونها تاريخياً”.
ويدرج أيضاً “الجرائم المرتكبة ضد الأوكرانيين المقيمين هناك أو الذين عاشوا هناك”، مندداً بفرض الثقافة الروسية قسراً والقمع السياسي وترحيل أوكرانيين.
من أصل أوكراني
يذكر أن عديداً من سكان الأراضي الروسية المحاذية لأوكرانيا، هم من أصل أوكراني نتيجة للحكم القيصري والسوفياتي مع تغيير حدود وترحيل من الحقبة الستالينية.
ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، اتهمت موسكو أيضاً بفرض الثقافة الروسية على المناطق التي تحتلها وبإعادة كتابة التاريخ فيها وترحيل سكان لا سيما الأطفال.
وواجهت روسيا أيضاً اتهامات بقمع السكان هناك ممن يرفضون قبول الجنسية الروسية.
إلا أن مرسوم زيلينسكي لا يطالب بأراض روسية.
وأعلنت روسيا ضم خمس مناطق أوكرانية: شبه جزيرة القرم في عام 2014، تلتها في عام 2022 مناطق لوغانسك، ودونتسك، وزابوريجيا، وخيرسون.
ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرات عدة وجود أمة أوكرانية، معتبراً أن الأوكرانيين ينتمون إلى “العالم الروسي” وأن هويتهم مصطنعة.
وندد الرئيس السابق والمسؤول الثاني حالياً في مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف، الإثنين، بمرسوم زيلينسكي متهماً إياه بأنه لديه “مطالب بالأراضي” ووصفه بأنه مدمن مخدرات.
وكتب مدفيديف على “تيليغرام” “ليس هناك أي شيء للتعليق عليه نظراً إلى أن الأوكرانيين هم في الواقع روس، وروسيا الصغيرة (مصطلح إمبريالي روسي للإشارة إلى الأراضي الأوكرانية) هي جزء من روسيا”.
دعم بولندي
من جهة أخرى، قدم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الإثنين، دعمه لأوكرانيا التي تخوض، بحسب قوله معركة “بين الخير والشر” في مواجهة روسيا، وذلك خلال زيارة إلى كييف بحث فيها أيضاً مشكلة التنافسية بين سائقي الشاحنات الأوكرانيين والبولنديين.
وقال توسك في مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي، “أنا لا أخجل من استخدام كلمات مبالغ بها، هنا، في أوكرانيا، تجري المواجهة العالمية بين الخير والشر”.
وفي وقت سابق، قال الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، الذي تولى رئاسة الحكومة الائتلافية المؤيدة لأوروبا في 13 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للصحافيين إنه “لا يوجد شيء أكثر أهمية من دعم أوكرانيا في جهودها ضد العدوان الروسي”.
وأوضح توسك أنه يريد تأكيد “أن بولندا هي الحليف الأكثر صدقية ووفاء في هذه المواجهة الفتاكة مع الشر”، مضيفاً أن “القضية لا تشكل مصدر قلق لأوكرانيا فحسب، بل للعالم الحر بأسره”.
من جهته رحب الرئيس الأوكراني “برزمة جديدة من الإجراءات الدفاعية البولندية”.
وقال “نثمن هذه المساعدة المتواصلة، هناك نوع جديد من التعاون يتيح شراء أسلحة على مستوى أكبر بكثير لتلبية الحاجات الأوكرانية- قرض بولندي لأوكرانيا” من دون إعطاء تفاصيل أخرى.
وأشار توسك إلى أن وارسو وكييف “ستستثمران معاً” في شركات في البلدين سيؤدي إنتاجها إلى “زيادة القدرات الدفاعية البولندية والأوكرانية والأوروبية”.
سائقو الشاحنات
وبحث توسك أيضاً حماية مصالح شركات النقل البولندية. وقال إن العاصمتين ستجدان “حلولاً جيدة” لمشكلة واردات القمح الأوكراني التي تقلق المزارعين وكذلك لمشكلة سائقي الشاحنات.
والأسبوع الماضي، علق سائقو الشاحنات تحركهم الاحتجاجي المتمثل بإغلاق الحدود مع أوكرانيا، في انتظار نتائج محادثات الحكومة الجديدة في كييف وبروكسل والخطوات التي من المتوقع أن يتخذها الائتلاف الحاكم الجديد.
ويغلق السائقون البولنديون الحدود منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للمطالبة بإعادة فرض القيود على منافسيهم الأوكرانيين لدخول الاتحاد الأوروبي.
وألغى التكتل نظام التصاريح بعدما شنت روسيا الحرب على أوكرانيا، لكن السائقين البولنديين يشيرون إلى أن الخطوة أثرت على إيراداتهم.
قصف روسي
وقبل ساعات من الزيارة، قالت كييف، إن القوات الروسية هاجمت أوكرانيا بثماني مسيرات إيرانية الصنع، وتصدت لها الدفاعات الجوية.
وتمثل السيطرة على المجال الجوي أولوية بالنسبة لكييف التي حثت الغرب على تسليمها أنظمة أكثر ملاءمة.
وأشارت القوات الجوية الأوكرانية إلى أن المسيرات تم إطلاقها من منطقة بريمورسكو-أختارسك، وتم التصدي لها في جنوب ووسط أوكرانيا. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع أضرار.
ويأتي هذا الهجوم في أعقاب عمليات شنتها القوات الأوكرانية في المناطق الحدودية مع روسيا، مستهدفة منشآت روسية للطاقة.
اتهامات لأوكرانيا
وأعلنت مصادر في قطاع الأمن الأوكراني مسؤوليتها عن بعض هذه الهجمات لوكالة الصحافة الفرنسية، إذ إن كييف والجيش الأوكراني يتحفظان حيال العمليات التي يتم تنفيذها داخل الأراضي الروسية.
لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اتهم، الإثنين، أوكرانيا بضرب محطة للغاز في ميناء أوست لوغا على الجانب الروسي من بحر البلطيق الروسي، الأحد، مما أدى إلى نشوب حريق كبير فيها.
وقال بيسكوف للصحافيين، الإثنين، رداً على سؤال حول الحريق “يواصل نظام كييف إظهار وجهه الوحشي بضرب بنى تحتية مدنية”.
أفادت شركة “نوفاتك” التي تعد من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في روسيا أن الحريق تسبب به “عامل خارجي”، من دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل.
وقتل شخص في الأقل في ضربة استهدفت، صباح الإثنين، كراماتورسك، في شرق البلاد، نحو الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش.
وقامت الشرطة بإخلاء المنطقة من المارة، محذرة من هجوم جديد محتمل.
وقال الحاكم الإقليمي، إن الضحية رجل يبلغ 49 عاماً وابنته البالغة 31 عاماً أصيبت أيضاً في الهجوم.