أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 23708 قتلى في اليوم الـ98 للمعارك الدائرة.
وقالت الوزارة في بيان، “ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 23708 شهداء و60005 إصابات منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي”.
وأشارت إلى أن نحو 151 فلسطينياً قتلوا وأصيب 248 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
تحذيرات أردنية
بدوره، قال الأردن اليوم الجمعة إن “جرائم الحرب الإسرائيلية” ضد الفلسطينيين مسؤولة عن التوتر المتصاعد الذي تشهده المنطقة، محذراً من أنها تدفع المنطقة نحو مزيد من الحروب.
ونفت إسرائيل، التي تخوض حرباً ضد “حماس” في قطاع غزة منذ، الاتهامات بارتكاب جرائم حرب.
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عقب الضربات الأميركية البريطانية ضد الحوثيين في اليمن رداً على الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي في البحر الأحمر، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي “عجز المجتمع الدولي عن وقف جرائم الحرب الإسرائيلية البشعة ضد الفلسطينيين يجعلها تمعن في عدوانها وتعرض أمن المنطقة للخطر”.
وأضاف الصفدي “العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، واستمرار إسرائيل في ارتكاب جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني وانتهاك القانون الدولي من دون رادع… مسؤولون عن التوتر المتصاعد الذي تشهده المنطقة”. وأكد ترابط استقرار المنطقة وأمنها.
وتابع “المجتمع الدولي أمام مفترق إنساني، أخلاقي، قانوني وأمني، فإما أن يتحمل مسؤوليته ويوقف العدوان والغطرسة الإسرائيلية ويحمي الأبرياء ويحمي صدقيته وأمن المنطقة، وإما أن يسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي ووزراء التطرف والكراهية والعنصرية في حكومته بجر المنطقة إلى آتون حرب إقليمية ستهدد الأمن والسلم الدوليين”.
وحذر من أن إسرائيل “تدفع المنطقة برمتها نحو مزيد من الصراع والتوتر والحروب من خلال الاستمرار في عدوانها… ومحاولة فتح جبهات جديدة”.
قصف عنيف
وأفيد بمقتل ستة فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في دير البلح وسط قطاع غزة.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن عدداً كبيراً من القتلى والجرحى سقط في قصف إسرائيلي على حي الصبرة في مدينة غزة، “ولم نتمكن من الوصول إليهم”.
واليوم، منعت القوات الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة.
كانت إسرائيل واصلت أمس الخميس القصف العنيف على جنوب القطاع، بينما خلص وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في ختام جولة في المنطقة إلى أن مختلف الأطراف غير راغبين بتوسيع الحرب بين الدولة العبرية و”حماس” إلى نزاع إقليمي.
وفي لاهاي بدأت محكمة العدل الدولية النظر في شكوى رفعتها جنوب أفريقيا تتعلق بارتكاب إسرائيل “أعمال إبادة” في الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما ترفضه الدولة تل أبيب.
واختتم بلينكن في مصر أمس الخميس جولة شملت دولاً عدة في المنطقة أبرزها إسرائيل والسعودية وتركيا وقطر، إضافة إلى مدينة رام الله، حيث مقر السلطة الفلسطينية، وكان من أهدافها المعلنة الحض على تفادي اتساع نطاق النزاع.
وقال بلينكن بعد لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، “لا أعتقد أن النزاع يتصاعد… إسرائيل لا تريد ذلك. لبنان لا يريد ذلك. ولا أعتقد أن (حزب الله) حتى يريد ذلك”.
نزاع إقليمي
وأثارت حرب غزة مخاوف من تحولها نزاعاً إقليمياً، خصوصاً في ظل تبادل قصف يومي عبر الحدود بين “حزب الله” اللبناني وإسرائيل، إضافة إلى هجمات الحوثيين اليمنيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، وهجمات ضد قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا.
وحض المبعوث الأميركي أموس هوكستين من بيروت على “إيجاد حل دبلوماسي” ينهي التصعيد الحدودي. وقال “علينا أن نجد حلاً دبلوماسياً يتيح للمواطنين اللبنانيين العودة إلى منازلهم في جنوب لبنان”، ويمكن الاسرائيليين “من العودة إلى منازلهم” في الشمال.
تزامن ذلك مع إعلان “حزب الله” مقتل مسعفين في قصف إسرائيلي طاول مركزاً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة له. وأكد في المقابل استهداف مواقع إسرائيلية حدودية، وإطلاق “عشرات الصواريخ” على مدينة كريات شمونة رداً على “الاعتداء” على مركز الإسعاف.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد “عشر عمليات إطلاق من لبنان”، مشيراً إلى أنه استهدف بدوره مواقع عسكرية و”بنية تحتية” للحزب في الجنوب اللبناني.
إسرائيل ترد على اتهامات الإبادة الجماعية
في هذا الوقت، دعت إسرائيل محكمة العدل الدولية إلى رفض مطالب جنوب أفريقيا بالوقف الفوري لحملتها العسكرية في قطاع غزة. وقال تال بيكر المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية للمحكمة في اليوم الثاني من جلسات الاستماع في قضية رفعتها جنوب أفريقيا تتهم فيها إسرائيل بارتكاب “أعمال إبادة جماعية” خلال هجومها على حركة “حماس” في غزة “يجب رفض الطلب والالتماس لما ينطويان عليه من تشهير”.
وبدأت محكمة العدل الدولية، اليوم الجمعة، اليوم الثاني من جلسات الاستماع في قضية تطالب فيها جنوب أفريقيا بوقف فوري للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة إذ تقول إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
جلسات محاكمة
وبدأت أمس الخميس جلسات محاكمة تتواجه خلالها إسرائيل وجنوب أفريقيا أمام أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة. واتهمت بريتوريا الدولة العبرية بارتكاب “أعمال إبادة”، في ما وصفته إسرائيل بأنه “تشهير دامٍ”.
وفي شكوى تقع في 84 صفحة رفعت إلى المحكمة، حضت جنوب أفريقيا القضاة على إصدار أمر عاجل لإسرائيل بـ”تعليق فوري لعملياتها العسكرية” في القطاع.
واتهمت بريتوريا إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وقال وزير العدل الجنوب أفريقي رونالد لامولا “لا يمكن لأي هجوم مسلح على أراضي دولة مهما كانت خطورته (…) أن يقدم أي تبرير لانتهاكات الاتفاقية”.
“العالم مقلوب رأساً على عقب”
ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقاداً شديداً إلى جنوب أفريقيا، مؤكداً أن تل أبيب “هي التي تحارب الإبادة الجماعية”. وقال “العالم مقلوب رأساً على عقب، حيث تتهم دولة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حين أنها تحارب الإبادة الجماعية”.
وكانت الخارجية الإسرائيلية قد اعتبرت أن جنوب أفريقيا هي “الذراع القانونية لمنظمة (حماس) الإرهابية”، بينما رأى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أنه “ليس هناك ما هو أكثر فظاعة وسخافة من إعلان” بريتوريا.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي “يفعل كل ما في وسعه في ظروف معقدة جداً في الميدان لضمان عدم حدوث أي عواقب غير مقصودة أو خسائر في صفوف المدنيين”.
أقارب الرهائن يهتفون عند سياج غزة
في الغضون، وقف أقارب رهائن إسرائيليين تحتجزهم حركة “حماس” بالقرب من سياج غزة الخميس وتناوبوا رفع أصواتهم برسائل حب ودعم عبر مكبر للصوت أملاً في أن يسمعهم أحباؤهم المحتجزون.
وتقول إسرائيل إن مسلحي “حماس” الذين توغلوا من غزة إلى جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر احتجزوا 240 رهينة من جميع الأعمار وما زال 130 منهم في القطاع الفلسطيني الذي تقصفه القوات الإسرائيلية يومياً.
وهتفت أورنا نيوترا والدة الرهينة عومير نيوترا (22 سنة)، “عومير، أيمكنك سماعنا؟ إننا والدك ووالدتك”. وصاحت “نحن هنا. قريبان منك. نقاتل من أجلك كل يوم”، وكانت تحمل لافتة عليها صورة ابنها.
ووقف أهل وأصدقاء الرهائن في الصندوق الخلفي لشاحنة عليها مكبر صوت مثبت فوق جهاز لتضخيم الصوت. وحملوا صوراً لأحبائهم ومرروا مكبر الصوت بينهم واحداً تلو الآخر.
وإعادة الرهائن من بين الأهداف التي أعلنتها إسرائيل في الحرب على غزة، وهي أيضاً قضية مؤثرة في أنحاء المجتمع الإسرائيلي. وتظهر صور الرهائن على الجدران ومحطات الحافلات وواجهات المتاجر في جميع أنحاء إسرائيل، لكن على رغم ضغط الأسر بلا كلل، تسبب إحساس في انقضاء الوقت في ظل تحول انتباه العالم إلى مكان آخر في تعميق معاناتهم وسط تبدد الآمال في التوصل إلى اتفاق لتأمين الإفراج عن الرهائن.
أزمة إنسانية
على الجانب الآخر من الحدود يواجه سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة أزمة إنسانية متعاظمة، خصوصاً في ظل البرد والشتاء. وتحذر منظمات دولية من كارثة صحية في القطاع، حيث نزح 85 في المئة من السكان، وسط بطء وصول المساعدات.
وأطبقت إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب. وتشكو المنظمات شح المساعدات على رغم قرار لمجلس الأمن الدولي دعا إلى زيادتها، وتؤكد أنها تبقى ما دون حاجة السكان.
وأسفت الأمم المتحدة أمس الخميس للعقبات التي تضعها السلطات الإسرائيلية أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن كل تأخير يكلف أرواحاً.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير إنه “بين الأول والعاشر من يناير (كانون الثاني)، لم يتم تنفيذ سوى 14 في المئة (3 من أصل 21) من المساعدات التي كانت مقررة لإيصال المواد الغذائية والأدوية والمياه وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة إلى شمال وادي غزة”. وأضاف “اضطر الشركاء في مجال العمل الإنساني إلى إلغاء أو تأخير المهمات في حالتين بسبب تأخيرات مفرطة عند نقاط التفتيش الإسرائيلية أو لأن الطرق المتفق عليها كانت غير سالكة”. وحذر من أن “هذا الرفض والقيود الشديدة المفروضة على الوصول (يؤدي) إلى شل قدرة الشركاء في مجال العمل الإنساني على تقديم الاستجابة بشكل مُجدٍ ومتسق وعلى نطاق واسع”.
وانعكست الحرب بشكل كارثي على القطاع الصحي. وبحسب ما نقل أوتشا عن منظمة الصحة العالمية، يزاول 15 مستشفى من أصل 36 في القطاع عملها بشكل جزئي، منها تسعة في الجنوب، وستة في الشمال.
مؤيدون لإسرائيل وللفلسطينيين يحتشدون في لاهاي
تجمعت حشود كبيرة نظمتها جماعات مؤيدة لإسرائيل وأخرى للفلسطينيين خارج محكمة العدل الدولية أمس الخميس مع بدء المحكمة جلسات الاستماع في قضية الإبادة الجماعية في غزة المرفوعة ضد إسرائيل.
وسار مئات المحتجين المؤيدين لإسرائيل وهم يرددون الأغاني ويلوحون بالأعلام الهولندية والإسرائيلية إلى أبواب قصر السلام في لاهاي، حيث تستمع المحكمة التابعة للأمم المتحدة إلى دعوى رفعتها جنوب أفريقيا تطالب بالتعليق الطارئ للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وكان من بين المحتجين أقارب لأشخاص خطفهم مسلحو “حماس” في هجوم السابع من أكتوبر. وقال مايكل ليفي الذي تحتجز حركة “حماس” شقيقه رهينة “اليوم هناك اتهامات سخيفة ضد إسرائيل بأنها ترتكب إبادة جماعية، بينما ترتكب “حماس” جرائم ضد الإنسانية كل يوم”. ومضى يقول “شقيقي وبقية الرهائن موجودون هناك ولا أحد يتحدث عن ذلك، وأنا هنا لأرفع صوت شقيقي وبقية الرهائن”.
وشاهد مئات من المؤيدين للفلسطينيين جلسات المحكمة على شاشة كبيرة على بعد أقل من 100 متر من المجموعة المؤيدة لإسرائيل.
وفصلت شرطة مكافحة الشغب الهولندية بين المجموعتين طوال فترة الصباح، مما أرجأ مسيرة مؤيدة لإسرائيل عبر المدينة. ولم تذكر تقارير أي حوادث خطرة. وقال متحدث باسم المدينة إن كل حشد من المحتجين كان يضم نحو 800 مؤيد تقريباً.