استهدفت غارتان إسرائيليتان في الأقل، اليوم الإثنين، “مستودعات أسلحة لحزب الله” في بلدة الغازية الساحلية في جنوب لبنان، وفق ما أفاد الجيش الإسرائيلي، مما أحدث انفجارين ضخمين تردد صداهما في المنطقة التي تستهدف للمرة الأولى في جولة المواجهات المندلعة منذ انطلاق حرب غزة.
وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية، إن إحدى الغارات استهدفت مستودع حديد في منطقة صناعية في البلدة، مما أسفر عن إصابة ثمانية عمال في الأقل سبعة منهم سوريون، يعملون في محيط الموقع المستهدف.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية في لبنان، بأن “الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ منذ قليل غارات عدة على بلدة الغازية” الواقعة جنوب مدينة صيدا، التي تبعد قرابة 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
وأظهرت لقطات فيديو مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تصاعد نيران كثيفة ودخان أسود من موقعين في الأقل في البلدة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن الجيش استهدف “مستودعات أسلحة لحزب الله قرب صيدا رداً على انفجار قطعة جوية معادية عثرنا على حطامها قرب منطقة طبريا بعد ظهر اليوم”.
وأضاف لاحقاً أن الضربة هي رد على “إطلاق مسيّرة نحو منطقة الجليل الأسفل حيث يتبين من التحقيق أنها عبارة عن قطعة جوية مسيّرة أطلقتها منظمة حزب الله من الأراضي اللبنانية في وقت سابق اليوم”.
وأفاد مصور وكالة الصحافة الفرنسية بدوي غارتين في الأقل بفارق ثوان معدودة. وقال إن إحدى الغارتين استهدفت مستودعاً يقع قرب الطريق الساحلي الدولية، مما أدى إلى اندلاع حريق ضخم وتصاعد سحب دخان كثيفة غطت سماء المنطقة.
وفي تصريح لـ”اندبندنت عربية”، وصف النائب عن صيدا عبدالرحمن البزري ما حدث بأنه “تطور خطر”، مع استهداف إسرائيل شمال نهر الليطاني والبلدات المكتظة بالسكان، مشيراً إلى الضربات على النبطية وثم جدرا والآن الغازية، وهي مدينة كبيرة فيها كثافة سكانية مرتفعة وهي ملاصقة لمدينة صيدا”، مضيفاً أن ذلك يثبت أن إسرائيل “لا تحترم القرار 1701”.
وقال البزري إن استهداف اليوم “طاول منطقة صناعية واسعة في الغازية، وبعض المصانع التي تقوم بإنتاج مواد زراعية كالزيوت وغيرها”، مما يفسر الاحتراق الكبير الذي حدث جراء الضربات. وأشار إلى أن المعلومات الأولية تفيد بتسجيل إصابتين طفيفتين لعاملين.
واعتبر النائب اللبناني أن إسرائيل “تحاول تطوير اعتداءاتها لتكون أكثر عمقاً وتطاول مناطق سكانية، وتحاول بالتالي جر حزب الله نحو حرب أوسع وأشمل”، مؤكداً أنها ستفشل في ذلك، مشيراً إلى أن “حزب الله حتى الساعة يقوم برد إلى حد ما وباعتراف الجميع، ضمن أطر عدم توسيع الاشتباك”. وأضاف “في لبنان لا أحد يريد الحرب، لا حزب الله ولا من يدعمه ولا الوسطيين ولا القوى المعارضة، لكن ما من أحد لن يدافع عن لبنان إذا تعرض لاعتداء شامل وكبير، لا أحد يريد الحرب ولكن لا أحد يمنعنا من الرد في حال شنت حرب علينا”.
ومنذ اليوم التالي للهجوم الذي شنته “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر، يعلن “حزب الله” استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و”إسناداً لمقاومتها”. في المقابل، يرد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات مسلحين قرب الحدود.
ونادراً ما تشن إسرائيل غارات على الشمال من المنطقة الحدودية في العمق اللبناني.
ومنذ بدء التصعيد، قتل ما لا يقل عن 269 شخصاً في لبنان بينهم 188 عنصراً في “حزب الله” و40 مدنياً، ضمنهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل 10 جنود وستة مدنيين.