قالت ستة مصادر لـ “رويترز” إن إيران زودت روسيا بعدد كبير من صواريخ “أرض – أرض” الباليستية القوية، في خطوة تعزز التعاون العسكري بين البلدين الخاضعين للعقوبات الأميركية.
وذكرت ثلاثة مصادر إيرانية أن طهران وفرت حوالى 400 صاروخ، بينها كثير من الأنواع الباليستية قصيرة المدى من عائلة “فاتح-110″، مثل صاروخ “ذو الفقار”.
ويقول خبراء إن هذا الصاروخ المتنقل قادر على إصابة أهداف على مسافات تتراوح بين 300 و700 كيلومتر.
برنامج الصواريخ الباليستية
وامتنعت وزارة الدفاع الإيرانية و”الحرس الثوري”، وهو قوة النخبة التي تشرف على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، من التعليق، بينما لم ترد وزارة الدفاع الروسية حتى الآن على طلب للتعليق.
وقال أحد المصادر الإيرانية إن الشحنات بدأت في أوائل يناير 2024 بعد إتمام الاتفاق خلال اجتماعات عقدت أواخر العام الماضي بين مسؤولين عسكريين وأمنيين إيرانيين وروس في طهران وموسكو.
وأفاد مسؤول عسكري إيراني، طلب مثل المصادر الأخرى عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المعلومات، بأنه كانت هناك أربع شحنات في الأقل من الصواريخ، وسيكون هناك مزيد منها خلال الأسابيع المقبلة.
مزيد من الشحنات
وقال مسؤول إيراني كبير آخر إن بعض الصواريخ أُرسلت إلى روسيا من طريق السفن عبر بحر قزوين، بينما نقل بعضها الآخر جواً.
وذكر المسؤول الإيراني الثاني أنه “سيكون هناك مزيد من الشحنات، وما من سبب يدعو إلى إخفاء الأمر، فنحن نستطيع تصدير الأسلحة إلى أية دولة نريد”.
وانقضى أجل القيود التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على صادرات إيران لبعض الصواريخ والطائرات المسيرة وغيرها من التقنيات في أكتوبر 2023، ومع ذلك أبقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على العقوبات المفروضة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وسط مخاوف في شأن صادرات الأسلحة إلى وكلائها في الشرق الأوسط وروسيا.
قلق
وأكد مصدر رابع مطلع على الأمر أن روسيا تلقت عدداً كبيراً من الصواريخ من إيران أخيراً، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في جون كيربي أوائل يناير الماضي إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن موسكو تقترب من الحصول على صواريخ باليستية قصيرة المدى من طهران، إضافة إلى الصواريخ التي حصلت عليها بالفعل من كوريا الشمالية.
أدلة
وقال مسؤول أميركي إن واشنطن رأت أدلة على أن المحادثات تتقدم بصورة نشطة، لكن لا يوجد مؤشر بعد على تسليم شحنات، فيما لم يرد “البنتاغون” حتى الآن على طلب للتعليق حول تسليم الصواريخ.
وقال المدعي العام الأوكراني الجمعة الماضي إن الصواريخ الباليستية التي قدمتها كوريا الشمالية لروسيا أثبتت أنه لا يُعول عليها في ساحة المعركة، إذ أصاب صاروخان فقط من أصل 24 هدفيهما، بينما نفت موسكو وبيونغ يانغ إمداد كوريا الشمالية لروسيا بالذخائر المستخدمة في أوكرانيا.
“فاتح – 110”
وعلى النقيض من ذلك قال الخبير في معهد “ميدلبري” للدراسات الدولية في مونتيري جيفري لويس إن عائلة صواريخ “فاتح-110” وصواريخ “ذو الفقار” أسلحة دقيقة، مضيفاً “تستخدم لاستهداف أشياء ذات قيمة عالية وتحتاج إلى إصابة دقيقة”، ومتابعاً أن 400 رأس ذخيرة يمكن أن تسبب ضرراً جسيماً، لكنه أشار إلى أن القصف الروسي بالفعل وحشي جداً.