أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المفوضة بالتحقق من الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، عن “قلقها المتزايد”، بحسب تقرير لها غير معد للنشر اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الإثنين.
وأشار المدير العام للوكالة رافايل غروسي إلى أن “إيران تدلي بتصريحات علنية حول القدرات التقنية لإنتاج الأسلحة النووية، مما يعزز المخاوف”.
وفي هذا السياق، دعا المدير العام للوكالة طهران مرة أخرى إلى “التعاون التام”، بعدما استمرت العلاقات بين الطرفين بالتدهور في الأشهر الأخيرة.
وقال دبلوماسي بارز اليوم الإثنين إن إيران تنتج حالياً نحو تسعة كيلوغرامات شهرياً من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهو المعدل الذي عادت له في أواخر نوفمبر 2023 بعد تباطؤ العام الماضي. ودرجة التخصيب هذه قريبة من تلك اللازمة لصنع أسلحة نووية.
وكان غروسي تحدث عن سبعة كيلوغرامات شهرياً في مقابلة مع وكالة “رويترز” الأسبوع الماضي، وقال الدبلوماسي البارز إن غروسي كان يستخدم متوسطاً منذ آخر تقرير للوكالة.
تعليقات مثيرة للقلق
وفي حين تنفي طهران نيتها حيازة قنبلة نووية، رأى مصدر دبلوماسي أن بعض المسؤولين في الطبقة السياسية يصدرون تعليقات مثيرة للقلق، وتوازياً ارتفع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، وبات لديها حالياً ما يكفي من المواد لصنع قنابل ذرية عدة.
ووفقاً لوثيقة ثانية نشرت قبل أسبوع من اجتماع لمجلس المحافظين في المقر الرئيس للوكالة في فيينا، بلغت المخزونات بتاريخ الـ10 من فبراير الماضي 5525.5 كيلوغرام (في مقابل 4486.8 كيلوغرام في نهاية أكتوبر)، أي أكثر من 27 ضعفاً من المستوى المرخص به بموجب الاتفاق الدولي المبرم عام 2015 الذي ينظم أنشطة طهران النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية.
وتخلت إيران تدريجاً عن التزاماتها الواردة في الاتفاق المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”، رداً على انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018 خلال عهد الرئيس دونالد ترمب.
وبدأت محادثات لإعادة إحياء الاتفاق في أبريل (نيسان) 2021 في فيينا بين طهران والقوى الكبرى، لكنها توقفت منذ أغسطس 2022 في سياق توترات متزايدة.
وتخصب إيران اليورانيوم بمستويات عالية، بعيداً من السقف المحدد بنسبة 3.67 في المئة المعادل لما يستخدم في محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء: ولديها الآن 712.2 كيلوغرام (مقارنة بـ567.1 كيلوغرام سابقاً) مخصبة بنسبة 20 في المئة، و121.5 كلغ عند 60 في المئة (في مقابل 128.3 كيلوغرام سابقاً).
وأبطأت إيران وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة القريبة من نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدامات ذات الغايات العسكرية، بعد تسارع في الإنتاج بنهاية العام الماضي.
غروسي يأسف
وأعرب رافايل غروسي عن “أسفه العميق” لأن إيران لم تتراجع عن قرارها سحب اعتمادات عدد من مفتشي الوكالة، وأكد مصدر دبلوماسي أن إيران سحبت اعتمادات 8 مفتشين من الجنسيتين الفرنسية والألمانية.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر 2023 أن إيران أبلغتها باتخاذ هذه الخطوة “غير المسبوقة”. وأكدت الوكالة الأممية مرات عدة أن “هذه الخطوة، التي يجيزها رسمياً اتفاق الضمانات، نفذتها إيران بطريقة تؤثر بشكل مباشر وحاد في قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إجراء عمليات التفتيش في إيران بفاعلية”.
وأكد غروسي أن إيران قلصت تعاونها “بطريقة غير مسبوقة”.
وفي مواجهة هذه الانتقادات أعلنت الحكومة الإيرانية الأسبوع الماضي أنها دعت غروسي إلى زيارة طهران في مايو المقبل، بمناسبة انعقاد مؤتمر دولي حول الطاقة.