قالت الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين الرئيسين، أمس الثلاثاء، إنهم لا يعتزمون إرسال قوات برية إلى أوكرانيا، وذلك بعد أن لمحت فرنسا إلى هذا الاحتمال مما دفع الكرملين للتحذير من أن أي تحرك من هذا النوع سيؤدي حتماً إلى صراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أول من أمس الإثنين، إنه يجب على الحلفاء الغربيين ألا يستبعدوا أي خيارات في سعيهم لتفادي انتصار روسيا في أوكرانيا، رغم أنه شدد على عدم وجود توافق في هذه المرحلة.
وجاءت تصريحات ماكرون في غمرة مكاسب ميدانية للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، فضلاً عن تفاقم نقص الذخائر والأفراد على الجانب الأوكراني.
وأكد البيت الأبيض أنه لا يعتزم إرسال قوات برية لكنه حث المشرعين الأميركيين على الموافقة على مشروع قانون متعثر لتقديم مساعدات أمنية تضمن حصول القوات الأوكرانية على الأسلحة والذخائر اللازمة لمواصلة القتال.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان “الرئيس جو بايدن كان واضحاً أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا”. وأكدت أن بايدن يعتقد أن “الطريق إلى النصر” هو أن يوافق الكونغرس على المساعدات العسكرية العالقة “حتى تحصل القوات الأوكرانية على الأسلحة والذخيرة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها” ضد الهجوم الروسي.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين إن هناك جنوداً أميركيين فقط في السفارة الأميركية لدى كييف، وهم “يقومون بعمل مهم” يتعلق بمراقبة الأسلحة التي يتم تقديمها لأوكرانيا.
ونفى كيربي إمكانية إرسال قوات أميركية لإزالة الألغام أو إنتاج الأسلحة أو تنفيذ عمليات سيبرانية، وفق ما أشار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه عن مهام القوات الغربية التي قد يتم إرسالها. وأضاف أن إرسال قوات إلى أوكرانيا سيكون “قراراً سيادياً” بالنسبة لفرنسا أو أي دولة أخرى في حلف شمال الأطلسي.
ورداً على سؤال عما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة إرسال قوات لأغراض أخرى مثل التدريب، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر أن إدارة بايدن تعارض أي نشر للقوات في أوكرانيا.
وقال ميلر للصحافيين “لن نرسل قوات إلى الأرض في أوكرانيا. الرئيس كان واضحاً للغاية”. وأضاف “نعتقد بشكل أساسي أن الطريق إلى النصر بالنسبة لأوكرانيا الآن يقع في مجلس النواب الأميركي”.
ورفض رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، حليف الرئيس السابق دونالد ترمب ورئيس الغالبية الجمهورية الضئيلة في المجلس، التصويت على مشروع قرار بطلب من الرئيس جو بايدن لتخصيص نحو 60 مليار دولار لأوكرانيا.
أوكرانيا تنسحب من قريتين
من جانبه، قال دميترو ليخوفي المتحدث باسم الجيش الأوكراني، أمس الثلاثاء، إن كييف انسحبت من قريتي سيفيرني وستيبوفي الواقعتين قرب بلدة أفدييفكا شرق البلاد، والتي تخضع، أخيراً، لسيطرة القوات الروسية.
وأضاف “انسحبت قواتنا من قريتي سيفيرني وستيبوفيش الصغيرتين… واحتدم القتال من أجل (استعادة السيطرة على) سيفيرني، مساء وليلاً (أمس)”، مضيفاً أن روسيا تكبدت خسائر فادحة في هذا القتال.
وتتراجع أوكرانيا إلى مواقع على خط المواجهة يقول ليخوفي إن تضاريسها مناسبة أكثر للدفاع.
وذكر المتحدث أن عدد سكان القريتين كان أقل من 100 قبل الهجوم. وأدى الانسحاب من أفدييفكا، منذ أقل من أسبوعين، إلى مغادرة قوات كييف قرى في تلك المنطقة
أوكرانيا تتهم روسيا باستخدام “التضليل الإعلامي”
اتهمت أوكرانيا روسيا، أمس الثلاثاء، بشن حملة “تضليل إعلامي” واسعة النطاق لبث الشقاق بين حلفائها الغربيين وإثارة الذعر بين سكانها. وتزايد شعور كييف بالإحباط، أخيراً، جراء عرقلة إمدادها بالمساعدات من الدول الغربية وخسارتها مناطق شاسعة أمام روسيا بسبب معاناة قواتها من نقص الذخائر.
وقالت الاستخبارات الأوكرانية في تقرير إن “هدف الروس على الصعيد الدولي هو خفض الدعم الذي يأتي لبلادنا من التحالف الموالي لأوكرانيا في العالم”. وزعمت أن روسيا تنشر معلومات مضللة عبر الإنترنت في محاولة لعرقلة حملة التعبئة في أوكرانيا والتشكيك في قدرة كييف على الانتصار وأيضاً الترويج لفكرة أن الغرب “منهك”.
وأضاف تقرير الاستخبارات “تتمتع الأجهزة الخاصة الروسية بخبرة واسعة في إدارة الحروب الهجينة، وما تنفقه على الهجمات الإعلامية ضد أوكرانيا لا يقل عما تنفقه على الحرب التقليدية”. وأشار إلى أن روسيا خصصت ميزانية بقيمة 1.5 مليار دولار لحملة التضليل هذه، بما في ذلك نحو 250 مليون دولار أنفقت على “إثارة مشاعر معادية لأوكرانيا” على تطبيق “تيليغرام”.
كما اتهمت الاستخبارات الأوكرانية الكرملين بمحاولة زعزعة الثقة بالمسؤولين الحكوميين في كييف والتشكيك بإكمال الرئيس فولوديمير زيلينسكي ولايته الرئاسية التي من المقرر أن تنتهي في مايو. وقالت “وفقاً لخطة العدو، سيتم زعزعة الوضع في بلادنا في النصف الأول من يونيو (حزيران)، ومن ثم يتم استغلال الأمر لإنزال الهزيمة بأوكرانيا عسكرياً في الشرق، وهي الفكرة الأساسية لعمليتهم”.
زيلينسكي يشارك في مؤتمر حول الأمن
ووصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ألبانيا، مساء الثلاثاء، للمشاركة في مؤتمر حول الأمن، في أول رحلة له إلى دولة البلقان منذ الهجوم الروسي لبلاده.
وأعلن وزير الخارجية الألباني إيغلي حسني عن وصول زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن بلاده “تتضامن مع أوكرانيا في معركتها البطولية ضد روسيا”.
وزار الرئيس الأوكراني عديداً من دول العالم في الأسابيع الأخيرة لحشد الدعم لبلاده، التي تعاني قواتها المسلحة من نقص في الذخيرة والأسلحة، في مواجهة تقدم القوات الروسية على الأرض.
وألبانيا عضو في حلف شمال الأطلسي منذ عام 2009، وهي من أشد المؤيدين لأوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية.
وخلال زيارته ألبانيا في منتصف فبراير، أشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بدعم ألبانيا لأوكرانيا.
وقال إن “ألبانيا كانت من أوائل الدول التي أرسلت مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا بعد الهجوم الروسي، (أرسلت) أسلحة وذخائر وعربات مدرعة”.