قالت وزارة الصحة في غزة، في بيان، اليوم الجمعة، إن ما لا يقل عن 27131 فلسطينياً قتلوا وأصيب 66287 في الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر. وأضافت الوزارة أن نحو 112 فلسطينياً قتلوا وأصيب 148 خلال الساعات الـ 24 الماضية.
الصحة النفسية
في الأثناء، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إن تقديراتها تشير إلى أن 17 ألف طفل في غزة أصبحوا من دون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم خلال الصراع، ويعتقد أن جميع الأطفال تقريباً، في القطاع، بحاجة إلى دعم في مجال الصحة النفسية.
وقال جوناثان كريكس مدير الاتصالات بمكتب “اليونيسف” في الأراضي الفلسطينية إن الأطفال “تظهر عليهم أعراض مثل مستويات عالية للغاية من القلق المستمر، وفقدان الشهية. ولا يستطيعون النوم، أو يمرون بنوبات اهتياج عاطفي أو يفزعون في كل مرة يسمعون فيها صوت القصف”، وتابع “قبل هذه الحرب، كانت اليونيسف تعتبر بالفعل أن 500 ألف طفل بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية ودعم نفسي في غزة. واليوم، تشير تقديراتنا إلى أن جميع الأطفال تقريباً بحاجة إلى هذا الدعم، أي أكثر من مليون طفل”.
تواصل المعارك
وتواصلت المعارك بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس”، اليوم الجمعة، في قطاع غزة على رغم وجود مؤشرات “أولى” إلى إمكان التوصل لهدنة جديدة وإطلاق رهائن بعد نحو أربعة أشهر من الحرب.
وأفاد شهود فلسطينيون، ليل الخميس الجمعة، بحصول غارات إسرائيلية في وسط قطاع غزة وجنوبه، خصوصاً في خان يونس ثاني مدن القطاع حيث تتركز العمليات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة.
وأحصت وزارة الصحة التابعة لـ “حماس” ما لا يقل عن 105 مدنيين قُتلوا مساء وخلال الليل في أنحاء غزة.
“تأكيد إيجابي أولي”
وسط هذه الأجواء، أعلن الوسيط القطري أن حركة “حماس” أعطت “تأكيداً إيجابياً أولياً” في شأن مقترح هدنة إنسانية في قطاع غزة الذي “وافقت” عليه إسرائيل أيضاً، فيما المعارك مستعرة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
إلا أن مصدراً مطلعاً على المحادثات في غزة أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أنه “لا يوجد اتفاق على إطار الاتفاق بعد، والفصائل لديها ملاحظات مهمة والتصريح القطري فيه استعجال وليس صحيحاً”.
وقال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الخميس إن الحركة تلقت اقتراحاً في شأن هدنة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة لكنها لم ترد بعد على أي من الأطراف، وفق ما ذكرته وكالة “رويترز”.
وأضاف “لقد تلقينا بالفعل المقترح الذي تم التوصل إليه في باريس ولكننا لم نسلم حتى الآن أي رد لأي جهة وهو قيد الدراسة”.
عقوبات أميركية على إسرائيليين
والخميس أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه أقر عقوبات غير مسبوقة على مستوطنين إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف في حق الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث أعتبر أن العنف بلغ “مستويات لا تحتمل” على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وردت إسرائيل قائلة “لا مكان لاتخاذ إجراءات استثنائية” ضد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان إن “الغالبية العظمى من المستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مواطنون ملتزمون القانون، ويقاتل الكثير منهم حالياً دفاعاً عن إسرائيل. إسرائيل تتخذ إجراءات ضد كل من ينتهك القانون في كل مكان”.
تواصل القتال
في غزة حيث يتواصل القتال والغارات الإسرائيلية ما يفاقم بعد أكثر الوضع الإنساني الكارثي، أفاد شهود بوقوع ضربات إسرائيلية قرب مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب القطاع. وتفيد إسرائيل أن قياديين من “حماس” يختبئون في هذا المستشفى.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “سقط عشرة آلاف قتيل إرهابي في “حماس” وأصيب عشرة آلاف آخرون وباتوا خارج إطار القتال وهي ضربة قوية لقدراتها”.
ومن المتوقع أن يصل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” المقيم في قطر إسماعيل هنية إلى القاهرة الخميس أو الجمعة لإجراء محادثات بشأن الهدنة المقترحة بعد مرور أربعة أشهر تقريباً على هجوم “حماس” غير المسبوق داخل الدولة العبرية.
ويتوقع أن تدور المباحثات حول اقتراح الهدنة الذي يشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين وقد عرض بعد اجتماع ضم قبل أيام في باريس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ومسؤولين مصريين وقطريين وإسرائيليين.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال جلسة في كلية الدراسات العليا في واشنطن الخميس، إن “الاجتماع في باريس نجح في دمج المقترحات… لقد وافق الجانب الإسرائيلي على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أولي من جانب (حماس)”.
وأضاف “لا يزال أمامنا طريق شاق للغاية”. لكنه أوضح “نحن متفائلون لأن الجانبين وافقا الآن على المبدأ الذي من شأنه أن يؤدي إلى التوقف التالي” في القتال.
وتابع الأنصاري “نأمل أن نتمكن خلال الأسبوعين المقبلين من إعلان أخبار جيدة حول هذا الموضوع”.
وبحسب مسؤولين في “حماس”، فإن الحركة تدرس اقتراحاً يتألف من ثلاثة مراحل، تنص الأولى منها على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يومياً.
بلينكن يعود إلى الشرق الأوسط
وفي سياق الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة جديدة، يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “في الأيام المقبلة” إلى الشرق الأوسط، وفق ما أعلن مسؤول أميركي من دون أن يحدد الدول التي سيزورها.
من جانبها، تتحدث الحكومة الإسرائيلية عن هدنة محتملة، ولكنها تستمر في التأكيد أنها لن تنهي هجومها على غزة إلا بعد القضاء على “حماس”، وإطلاق سراح الرهائن، وبعد حصولها على ضمانات في شأن أمن إسرائيل في المستقبل.
وتحت ضغوط عائلات الرهائن من أجل تحرير ذويهم المحتجزين في غزة ومن أعضاء حكومته الرافضين لتقديم تنازلات كبرى برأيهم للفلسطينيين، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الثلاثاء “نعمل من أجل التوصل إلى تفاهم آخر لتحرير رهائننا، ولكن ليس بأي ثمن”.
تمويل الأونروا
في القطاع الفلسطيني المدمر والذي بات “غير صالح للسكن”، وفقاً الأمم المتحدة، يعاني السكان “من الجوع” و”يدفعون إلى حافة الهاوية” بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأعلن نائب نروجي ترشيح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لجائزة نوبل للسلام، “لعملها طويل الأمد في تقديم الدعم الحيوي لفلسطين والمنطقة بشكل عام”.
وكانت الوكالة قد أعلنت الخميس أنها مهددة بالاضطرار إلى وقف أنشطتها “بحلول نهاية فبراير (شباط)”.
ويأتي ذلك بعدما علقت 13 دولة مانحة تمويلها إثر اتهام إسرائيل 12 من موظفي الأونروا بالضلوع في الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
ودفعت العمليات العسكرية في القطاع المدمر، 1,7 مليون من نحو 2,4 مليون عدد السكان الإجمالي إلى النزوح عن منازلهم، وفق الأمم المتحدة. وتوجه معظمهم جنوباً، ويتجمع الآن أكثر من 1,3 مليون شخص في رفح، محاصرين عند الحدود المغلقة مع مصر، وفق المصدر نفسه.
تعذيب
وقال فلسطينيون اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ويعالجون راهناً في مستشفى في رفح بعدما أفرج عنهم الخميس إنهم تعرضوا للعنف خلال اعتقالهم.
وقال خالد النبريص، وهو من سكان مدينة خان يونس الأكبر في جنوب قطاع غزة، “من بداية ما دخلنا إلى حين خروجنا كان التعذيب لا يتوقف، حتى المكان الذي ننام فيه يدخلون عليه كلاب. وكان الجو بارداً مع بطانية واحدة وكان يرشون علينا المياه”.
وأضاف الرجل البالغ 48 سنة “خلال الـ72 ساعة الأولى، كان ممنوعاً منعاً باتاً الشرب والأكل والذهاب إلى المرحاض. كنت مكبل اليدين ومعصوب العينين طوال الأيام السبعة” من الاعتقال.
وأكد النبريص “الحياة كانت صعبة تعرضنا لتعذيب لم أره بحياتي”.
رداً على سؤال حول هذه التصريحات، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل “أشخاصاً يشتبه في ضلوعهم في أنشطة إرهابية”، مؤكداً أنهم عوملوا “وفقاً للقانون الدولي”.
مشروع قرار جزائري
من جانبها، صاغت الجزائر مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة، وهي خطوة تعارضها الولايات المتحدة التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في المجلس.
وينص مشروع القرار على “رفض التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين” ويطالب مرة أخرى جميع الأطراف بالامتثال للقانون الدولي ويدعو إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى قطاع غزة بأكمله وفي جميع أنحاءه.
وقال دبلوماسيون إن الجزائر عرضت مشروع القرار على المجلس المؤلف من 15 عضواً الأربعاء، بعدما اجتمع المجلس لمناقشة حكم أصدرته محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي أمر إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع أعمال “الإبادة الجماعية”. ولم تدع المحكمة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ولم يعرف على الفور متى أو ما إذا كان من الممكن طرح مشروع القرار الجزائري للتصويت. ويحتاج القرار إلى موافقة تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام حق النقض من قبل الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو الصين أو روسيا.
وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق مجلس الأمن على قرار لضمان زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، لكنه لم يصل إلى حد الدعوة إلى وقف إطلاق النار بعد أسبوع من تأجيل التصويت ومفاوضات مكثفة لتجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض.
وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل وقف إطلاق النار، وتقولان إنه لن يفيد سوى “حماس”. وتؤيد واشنطن بدلاً من ذلك هدنة لحماية المدنيين وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم “حماس”.
وفي ديسمبر أيضاً، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضواً بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وصوتت 153 دولة لصالح الخطوة التي اعترضت عليها الولايات المتحدة في مجلس الأمن قبل ذلك أيام.
بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل
أعلنت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب ليل الخميس الجمعة أنها استدعت سفيرة إسرائيل لدى بلجيكا بعد غارات “دمرت” مكاتب وكالة التنمية البلجيكية في قطاع غزة.
وكتبت الوزيرة على منصة إكس “مكاتب وكالة التنمية البلجيكية (إينابيل) في غزة قُصفت ودُمرت. إن استهداف مبان مدنية أمر مرفوض (…) نحن نستدعي السفيرة الإسرائيلية لاسيتضاح الأمر”، قائلة إنها تعمل بالتنسيق مع وزيرة التنمية كارولين جينيز.
وذكر مدير “إينابيل” جان فان ويتر عبر منصة إكس أن مكاتب الوكالة في غزة “دُمرت بالكامل أمس في قصف”.
وكتب “جميعنا في إينابيل مصدومون. باعتبارنا وكالة حكومية تعمل من أجل الصالح العام في إطار القانون الإنساني الدولي، لا يمكننا قبول ذلك”، ناشراً صورتين إحداهما للمبنى حيث تقع مكاتب الوكالة قبل القصف المزعوم، والثانية لكومة من الركام.
وتقع مكاتب الوكالة في مبنى بشارع فيكتور هوغو بحي الرمال المركزي بمدينة غزة. ولم ترد السفارة الإسرائيلية في بلجيكا على الفور على هذه التصريحات.
وكان الجيش الإسرائيلي ركز في أكتوبر ضرباته وعمليته البرية في شمال قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، قبل أن يتقدم أكثر نحو الجنوب، مع اشتداد المعارك حالياً في خان يونس، ثاني مدن القطاع الفلسطيني المحاصر.
واستناداً إلى تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) نُشر الأربعاء فإن 37379 مبنى – أي ما يعادل 18 في المئة من إجمالي المباني في قطاع غزة – قد تضررت أو دمرت جراء العملية العسكرية في نوفمبر (تشرين الثاني).
ومنذ ذلك الحين، تشير بيانات الأقمار الصناعية إلى أن الدمار ازداد بأكثر من الضعف، بحسب رامي العزة، الكاتب المشارك في إعداد التقرير. وقال إن “البيانات الجديدة تُشير إلى أن 50 في المئة من المباني في غزة متضررة أو مدمرة”.
فلسطينيون أميركيون يرفضون دعوة للقاء بلينكن
رفض بعض الأميركيين من أصل فلسطيني دعوة للقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس بسبب استيائهم من سياسة واشنطن تجاه الصراع والأزمة في غزة.
وقالت مجموعة من أعضاء الجالية الأميركية الفلسطينية في بيان “اجتماع من هذا النوع في هذا الوقت أمر مهين وهزلي”، مضيفة أنهم يمثلون غالبية المدعوين.
ويحتج العرب والفلسطينيون والمسلمون في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ناشطين مناهضين للحرب، على السياسة الأميركية في الصراع في غزة حيث قتلت الهجمات الإسرائيلية نحو 27 ألفاً، أي أكثر من واحد في المئة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بحسب وزارة الصحة هناك.
وقالت المجموعة الفلسطينية الأميركية أمس الخميس “هما (بلينكن والرئيس جو بايدن) يظهران لنا كل يوم من حياتهم مهمة بالنسبة لهما ومن حياتهم يمكن التخلص منها. لن نحضر هذا الاجتماع الذي لا يعد سوى إجراء روتيني”. وأضافت أنها تعد واشنطن متواطئة في الأفعال الإسرائيلية.
ودفعت الأزمة الإنسانية في غزة السكان إلى حافة المجاعة. ودعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وهو ما عارضته الولايات المتحدة قائلة إنه سيسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها.
وذكر متحدث باسم الخارجية الأميركية أمس الخميس أن بلينكن اجتمع مع “عدد من قادة” الجالية الأميركية الفلسطينية، من دون ذكر عدد الحاضرين.
وتشهد الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة احتجاجات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة. وخرجت مظاهرات بالقرب من مطارات وجسور في مدينة نيويورك ولوس أنجليس فضلاً عن وقفات احتجاجية خارج البيت الأبيض ومسيرات في واشنطن.
كما قاطع المتظاهرون بايدن في أثناء إلقائه خطابات ونظموا احتجاجات خلال فعاليات حملته الانتخابية، بما في ذلك في ميشيغان أمس الخميس.