دعا مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، أمس الإثنين، في مراسم حكومية شارك فيها “قادة القوة الجوية والدفاعية للجيش”، إلى مشاركة واسعة في الانتخابات المقبلة في إيران.
وذكر الموقع الإخباري التابع للمرشد الإيراني أن خامنئي قال “المشاركة الواسعة للشعب في الانتخابات تضمن الأمن الوطني في البلاد”، وعبر عن أمله أن يشارك المواطنون بصورة واسعة وحماسية في تظاهرات ذكرى الثورة الإيرانية.
ولم يغب موضوع الانتخابات عن تصريحات خامنئي خلال الأيام الماضية، وهو الذي قد حذر من أن عدم المشاركة في الانتخابات يعني تحقيق نصر للعدو، ووصف تحركات الداعين إلى مقاطعة الانتخابات بأنها “عدائية”، مؤكداً أن “من يعارض الانتخابات فإنه يعارض الجمهورية الإسلامية والإسلام”.
وتكررت كثيراً دعوته إلى الانتخابات، ورد رواد شبكات التواصل الاجتماعي في إيران على المرشد الإيراني بالقول “إنه يلتمس الناس الحضور في الانتخابات”، مما يكشف عن أن القلق من مقاطعة الانتخابات قد وصل إلى مستويات عليا في النظام الإيراني.
وعندما طرح خامنئي قلقه بهذا الشأن تحدث أيضاً عن مخططات “العدو” وقال إن “الانتخابات ستكون ساحة لأداء أدوار من قبل المحبين للنظام. كلما استطعنا إجراء انتخابات حماسية، فإننا نعمل من خلالها لتعزيز القدرات الوطنية والأمن القومي. عندما يرى العدو حضور الشعب ومشاركته في الانتخابات وقوة النظام، فإن تهديداته يبطل مفعولها، لأن القوة الوطنية تجلب الأمن الوطني في البلاد”.
وحاول مرشد النظام حض “محبي النظام” على المشاركة في الانتخابات وقال “محبو النظام بإمكانهم، من خلال أداء أدوارهم، العمل على إجراء انتخابات حماسية. القصد من محبي النظام ليس أولئك الذين لهم أسماء وعناوين معينة، بل القصد جميع طبقات وشرائح المجتمع، أولئك الذين يعملون على أساس الوعي واليقظة ويؤدون واجباتهم من دون الاهتمام بالأجواء المفتعلة ويتصرفون بشكل شجاع”.
أضاف خامنئي “على محبي النظام الحفاظ على الحركة العامة للمجتمع من الانحراف، وفي حال غير ذلك، فإننا سنشهد ضربات تاريخية ضد النظام”.
وتابع خامنئي أن “الأعداء، دائماً، لديهم برامج لمحبي النظام” وقال “يعمل العدو على إيجاد شكوك لدى محبي النظام، وتحبيب ملذات الحياة لديهم، لكي يغفلوا عن القيام بأدوارهم في تسريع عملية الاهتمام بالانتخابات”.
وفي خلال حديثه أيضاً، تطرق المرشد الإيراني إلى تطورات الوضع في غزة. وقال “الضربة القاضية لا تعني خوض حرب مع إسرائيل، بل تعني قطع العلاقة الاقتصادية مع هذا الكيان. على رغم أن إسرائيل قتلت أكثر من 20 ألف شخص، يعمل بعض البلدان على تقديم مساعدات اقتصادية لإسرائيل، وقد ورد أن بعض البلدان الإسلامية يزود إسرائيل بالسلاح”.
ويستعد النظام لإجراء الانتخابات النيابية وانتخابات مجلس خبراء القيادة في مارس (آذار) 2024 المقبل، وسط إقصاء شخصيات إصلاحية ومعتدلة كثيرة بواسطة مجلس صيانة الدستور الخاضع لمرشد النظام.
وهذه ليست المرة الأولى التي يمنع النظام مشاركة المعتدلين والإصلاحيين في الانتخابات، مما أدى إلى تحويل الانتخابات التي يشهدها البلد بين فترة وأخرى إلى ساحة منافسة بين المحافظين والمتشددين.