قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومصر إن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح للمدير العام للوكالة بدخول قطاع غزة اليوم الإثنين ووصفتا الخطوة بأنها غير مسبوقة.
وقال المدير العام لـ”أونروا”، فيليب لازاريني، متحدثاً إلى جانب وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحافي بالقاهرة، إنه كان ينوي التوجه إلى رفح اليوم الإثنين “لكن تم إبلاغي قبل ساعة برفض دخولي إلى رفح”.
وقال شكري للازاريني “تعرضتم للرفض من الحكومة الإسرائيلية، رفضت دخولكم، وهي خطوة غير مسبوقة لممثل في هذا المنصب الرفيع”.
وتقدم “أونروا” التي أسست عام 1949 المساعدات والخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وهي أكبر جهة لتقديم المساعدات في غزة.
وتأتي هذه الخطوة لمنع لازاريني من دخول القطاع في وقت يواجه فيه الفلسطينيون هناك أزمة إنسانية متفاقمة. وجاء في تقرير مدعوم من الأمم المتحدة اليوم الإثنين أنه من المتوقع حدوث مجاعة من الآن وحتى مايو المقبل في شمال غزة.
وقال لازاريني “نخوض سباقاً مع الزمن لوضع حد للجوع المتفاقم ومنع المجاعة التي تلوح في الأفق بقطاع غزة”. ووصف المجاعة في غزة بأنها من صنع الإنسان.
وأشار إلى أنه يمكن حل الأزمة ودحرها من خلال الإرادة السياسية المناسبة ويمكن “إغراق” غزة بالطعام من خلال المعابر.
وقالت مديرة الاتصالات في “أونروا” جولييت توما لـ”رويترز” إن لازاريني زار قطاع غزة أربع مرات منذ بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023 وفي مناسبات كثيرة من قبل.
وأضافت أن “السلطات الإسرائيلية منعت دخول المدير العام لـ(أونروا) إلى غزة اليوم”.
وهذه هي المرة الأولى التي يمنع فيها لازاريني من الدخول منذ توليه المنصب عام 2020.
وذكرت توما “كنا مستعدين للمغادرة هذا الصباح على متن طائرة مصرية من القاهرة إلى العريش”.
وتواجه “أونروا” أزمة بسبب مزاعم إسرائيلية في يناير (كانون الثاني) الماضي أفادت أن 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة شاركوا في هجوم “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
ودفعت الاتهامات الإسرائيلية 16 دولة من بينها الولايات المتحدة إلى وقف تمويل “أونروا” بقيمة 450 مليون دولار، مما أدخل عملياتها في أزمة.
وطردت “أونروا” بعض الموظفين، قائلة إنها تصرفت من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية، وتم تدشين تحقيق داخلي مستقل للأمم المتحدة.
وأستراليا واحدة من عدد من الدول التي استأنفت تمويل الوكالة لاحقاً. وقال وزير خارجيتها الأسبوع الماضي إن بلاده تشاورت مع “أونروا” والجهات المانحة الأخرى وإنها مقتنعة بأن الوكالة ليست منظمة إرهابية.
ودانت “أونروا” هجمات السابع من أكتوبر. وقالت إن المزاعم الإسرائيلية ضد الوكالة، إذا صحت، تعد خيانة لقيم الأمم المتحدة وللأشخاص الذين تخدمهم “أونروا”.
ومع دخول الحرب بين إسرائيل و”حماس” شهرها السادس، حذرت الأمم المتحدة من أن 576 ألف شخص في الأقل في غزة، أي نحو ربع السكان، على حافة المجاعة، فيما يتزايد الضغط العالمي على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع.
وقال لازاريني إن أكثر من 150 من مرافق “أونروا” تعرضت للقصف أو أصابها الدمار كلياً أو جزئياً في الحملة الجوية والبرية التي شنتها إسرائيل رداً على هجمات السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف “نعلم أيضاً أن عدداً من الموظفين الذين تم اعتقالهم خضعوا لتحقيقات قاسية وسوء معاملة وإهانة”.