أفادت مصادر فلسطينية وحوثية وكالة الصحافة الفرنسية بأن اجتماعاً نادراً عقد الأسبوع الماضي بين قيادات من فصائل فلسطينية أبرزها حركة “حماس” والمتمردين الحوثيين اليمنيين، لمناقشة “آليات تنسيق أعمال المقاومة” ضد إسرائيل في ظل حرب غزة.
وقال أحد هذه المصادر الفلسطينية طالباً عدم نشر اسمه إن “اجتماعاً مهماً عقد الأسبوع الماضي شارك فيه قادة كبار من حركتي (حماس) و(الجهاد الإسلامي) و(الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) مع حركة (أنصار الله) اليمنية (الحوثيين)”.
وأضاف أنه خلال هذا الاجتماع “تمت مناقشة آليات التنسيق بين هذه الفصائل في شأن أعمال المقاومة في المرحلة المقبلة”.
وأكد مسؤول حوثي من دون الكشف عن اسمه، اليوم السبت، أن الاجتماع “عقد في بيروت”، وناقش “توسيع دائرة المواجهات ومحاصرة الكيان الإسرائيلي وهو ما أعلنه (زعيم الحوثيين) عبدالملك الحوثي” أول من أمس الخميس.
وأكد زعيم المتمردين اليمنيين في كلمة ألقاها ليل الخميس، أنه سيتم توسيع نطاق الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل لتشمل تلك التي تتجنب العبور في البحر الأحمر وتبحر في المحيط الهندي باتجاه المسار البديل في أقصى جنوب أفريقيا.
وأضاف المسؤول الحوثي اليوم “نحن ننسق مع المقاومة منذ بداية عملية طوفان الأقصى”، في إشارة إلى هجوم حركة “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، الذي أدى إلى اندلاع الحرب.
وبحسب مصدر فلسطيني ثان طلب بدوره عدم نشر اسمه، فإن الاجتماع ناقش أيضاً “تكاملية دور أنصار الله مع الفصائل الفلسطينية، خصوصاً مع احتمال اجتياح إسرائيل لرفح” في أقصى جنوب القطاع.
تصعيد المواجهة
وتقود إيران ما يعرف بـ”محور المقاومة” الذي تنضوي فيه فصائل فلسطينية بينها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وأخرى عراقية إضافة إلى الحوثيين اليمنيين و”حزب الله” اللبناني.
ومنذ بدء الحرب في غزة بين إسرائيل و”حماس”، صعدت هذه المجموعات من هجماتها في أنحاء مختلفة من المنطقة.
ومنذ الثامن من أكتوبر 2023 يتبادل “حزب الله” والجيش الإسرائيلي القصف عبر الحدود، بينما استهدفت فصائل عراقية على مدى أسابيع قواعد عسكرية في العراق وسوريا تضم قوات أميركية.
ومنذ الـ19 من نوفمبر 2023 يستهدف الحوثيون سفناً تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها. وهم يضعون هجماتهم في إطار إسناد قطاع غزة في ظل الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر.
ودفعت هجمات الحوثيين شركات شحن كثيرة إلى تحويل مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح، مما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لأسبوع في الأقل ويزيد كلفة النقل.
ولمحاولة ردع الحوثيين و”حماية” الملاحة البحرية، تشن القوات الأميركية والبريطانية منذ الـ12 من يناير الماضي ضربات على مواقع تابعة لهؤلاء المتمردين في اليمن.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف سفن أميركية وبريطانية، معتبرين أن مصالح هذين البلدين أصبحت “أهدافاً مشروعة”.