طلب الجيش الإسرائيلي من جميع المدنيين المتواجدين في حي الرمال ومجمع الشفاء الطبي ومحيطه بالمغادرة فوراً باعتبارها “منطقة قتال خطيرة”، وفق الناطق باسم الجيش ومنشورات ألقيت من طائرة مسيرة على منطقتي الرمال والنصر.
وعلى منصة “إكس” كتب الناطق أفيخاي أدرعي “نداء الى كل المتواجدين والنازحين في حي الرمال وفي مستشفى الشفاء ومحيطه: من أجل الحفاظ على أمنكم، عليكم إخلاء المنطقة بشكل فوري غرباً ومن ثم عبر شارع الرشيد (البحر) جنوباً إلى المنطقة الإنسانية في المواصي” على بعد نحو 30 كيلومتراً من غزة جنوباً.
ويتعرض محيط مجمع الشفاء الطبي لعمليات قصف وإطلاق نار منذ فجر اليوم الإثنين، وفق ما أفاد شهود ومصادر فلسطينية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مواصلة عمليته في أكبر مستشفيات القطاع.
عمليات قصف
وسجلت عمليات قصف وإطلاق نار اعتباراً من فجر اليوم في محيط وعند أطراف مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، وفق ما أفاد شهود ومصادر فلسطينية، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ عملية في أكبر مستشفيات القطاع.
وأشار الجيش في بيانه إلى أنه خلال العملية التي تتم بالتعاون مع جهاز “الشاباك”، تعرضت القوات “لإطلاق النار من قبل مخربين من داخل مجمع الشفاء الطبي، حيث ردت القوات بنيرانها وأصابت مخربين”، مؤكداً مواصلة العمل “داخل منطقة مستشفى الشفاء”.
وتحدثت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” عن “نشوب حريق على بوابة مجمع الشفاء الطبي ووجود حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين بالمستشفى”، مؤكدة سقوط عدد من القتلى والجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين “بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية”.
وتحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن سقوط قتلى وجرحى في استهداف القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء، وقال شهود إن مدرعات إسرائيلية اقتحمت منطقة غرب مدينة غزة في مربع مستشفى الشفاء، وأضافوا أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المستشفى من البوابة الجنوبية الغربية.
مقتل 250 جندياً
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في شمال قطاع غزة، اليوم، ليرتفع إلى 250 عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية في القطاع.
وقال الجيش، في بيان، إن متان فينوغرادوف قُتل في شمال القطاع.
من جهتها، قالت مصادر أمنية إن الجندي قتل في العملية التي أعلن الجيش أنه بدأها في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة منذ الفجر.
“عملية دقيقة”
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم، إن قواته نفذت “عملية دقيقة” في مجمع الشفاء الطبي في غزة وقع خلالها تبادل لإطلاق النار مع مقاتلين فلسطينيين. وأضاف أن الجنود تعرضوا لإطلاق نار عندما دخلوا المجمع، وتابع “ردت القوات بنيران حية، وتواصل قواتنا العمل في محيط المستشفى”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، في بيان، اليوم الإثنين، أنه ينفذ عملية تستهدف مستشفى الشفاء، الأكبر في قطاع غزة والذي يوجد فيه “عشرات الآلاف” من النازحين وفقاً لحركة “حماس”، في وقت قال فيه شهود في المكان إنهم سمعوا دوي قصف.
وأشار الجيش في بيانه، صباح اليوم، إلى أن جنوداً إسرائيليين “ينفذون حالياً عملية دقيقة في منطقة مستشفى الشفاء”، مضيفاً أن “العملية تستند إلى معلومات تشير إلى استخدام المستشفى من جانب مسؤولين كبار من إرهابيي (حماس)”.
على الأرض، تحدث شهود عن حدوث “عمليات جوية” على “حي الرمال” حيث يقع المستشفى، وهو الأكبر في قطاع غزة، وقد تكون سقطت في داخله “شظايا”، وقال سكان في هذا الحي إن “أكثر من 45 دبابة وناقلة جند مدرعة إسرائيلية” دخلت الرمال. كما تحدث البعض عن “معارك” دارت في محيط المستشفى.
ودان المكتب الإعلامي التابع لحكومة “حماس” في غزة العملية، قائلاً إن “اقتحام مجمع الشفاء الطبي بالدبابات والطائرات المسيرة والأسلحة، وإطلاق النار في داخله، هو جريمة حرب”.
وخاطب الجيش الإسرائيلي السكان عبر مكبرات صوت، طالباً منهم ملازمة منازلهم، وقال شهود إن “مسيرات تستهدف الناس في الشوارع قرب المستشفى”.
وأوضح بيان الجيش أن القوات الإسرائيلية تلقت “تعليمات في شأن أهمية العمل بحذر، بالإضافة إلى الإجراءات الواجب اتخاذها لتجنب إصابة المرضى والمدنيين والكادر الطبي”. وأضاف أن “أشخاصاً يتحدثون العربية أحضِروا إلى الموقع لتسهيل التواصل مع المرضى”، مشيراً إلى أن “المرضى والطاقم الطبي غير ملزمين بالإخلاء”.
الحد الأدنى
وكان الجيش الإسرائيلي قد دخل هذا المستشفى في الـ15 من نوفمبر الماضي، وبات المرفق يعمل حالياً بالحد الأدنى وبأقل عدد من الموظفين.
من جهته، قال المكتب الإعلامي التابع لحكومة “حماس” إن مستشفى الشفاء يتعرض “للقصف”، مشيراً إلى أن “عشرات آلاف النازحين” موجودون في المبنى.
وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه “حماس” إنها تحمل القوات الإسرائيلية مسؤولية حياة الطواقم الطبية والمرضى داخل مستشفى الشفاء، مضيفة أن “الهجوم الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي هدفه الاستمرار في تدمير المنظومة الصحية شمال القطاع”. وأشارت إلى أن ما تقوم به القوات الإسرائيلية ضد مجمع الشفاء الطبي هو “انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”.
محادثات قطر
في الأثناء، قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل سترسل وفداً رفيع المستوى برئاسة رئيس جهاز المخابرات “الموساد” إلى قطر، اليوم، لإجراء محادثات عن طريق الوسطاء مع حركة “حماس” بهدف تأمين هدنة مدتها ستة أسابيع في غزة على أن تطلق الحركة بموجبها 40 رهينة.
وقدر المسؤول أن هذه المرحلة من المفاوضات قد تستغرق أسبوعين على الأقل، مشيراً إلى صعوبات قد يواجهها مفاوضو “حماس” في التواصل مع الحركة داخل القطاع المحاصر بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب.
ويُرتقب أن يعقد رئيس “الموساد” الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري ومسؤولون مصريون لقاء في الدوحة، وقال مصدر مطلع على المحادثات طلب عدم كشف هويته نظراً لحساسية المحادثات، إن اللقاء بين رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين “من المرتقب أن يُعقد اليوم (الاثنين)”.
مواصلة الحملة العسكرية
وفي وقت سابق الأحد، قال نتنياهو إنه سيواصل الحملة العسكرية على حركة “حماس” في قطاع غزة، حيث تقول وكالات إغاثة إن مجاعة تلوح في الأفق، بينما من المقرر استئناف محادثات بخصوص اتفاق هدنة.
وقال نتنياهو خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن إسرائيل ستتوغل في رفح، آخر مكان آمن نسبياً في قطاع غزة الصغير والمكتظ، بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بداية الحرب. وأضاف “سنقوم بعملية في رفح. سيستغرق الأمر أسابيع عدة، وستنفذ” من دون أن يوضح ما إذا كان يقصد أن الهجوم سيستمر لأسابيع أم سيبدأ خلال أسابيع.
وقال في وقت لاحق بعد لقائه المستشار الألماني أولاف شولتز في القدس إن إسرائيل لن تترك المدنيين محاصرين في رفح عندما تبدأ هجومها، لكن حلفاء إسرائيل الغربيين حثوا نتنياهو مراراً على عدم مهاجمة رفح، حيث لجأ أكثر من مليون نازح من مناطق أخرى من القطاع المدمر، من دون خطة لحماية المدنيين.
وفي واشنطن، خلال حدث أقيم بمناسبة عيد القديس باتريك في البيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار، شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على الحاجة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لغزة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يعيد الرهائن الذين تحتجزهم “حماس”. وقال بايدن إن التحرك نحو حل الدولتين هو “السبيل الوحيد للسلام والأمن الدائمين”.
وقال فارادكار إن سكان غزة في حاجة ماسة إلى الغذاء والدواء والمأوى. وتابع “على الأخص يريدون أن يتوقف القصف. يجب أن يتوقف هذا على الجانبين، وأن يتم إعادة الرهائن إلى ديارهم، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية”. وأضاف أنه يتعين على إسرائيل أن تتراجع عن قرارها “المتهور” بالسماح بالتوغل البري في رفح.