لا تزال الصحف العالمية تخصص جزءاً كبيراً من مقالاتها لتحليل مجريات الحرب الدائرة في غزة، لا سيما بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت ضد قرار مجلس الأمن الأخير لصالح وقف إطلاق النار في القطاع، والذي فتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن قد تراجعت عن موقفها الداعم لإسرائيل في الحرب.
حيث جاء في صحيفة القدس العربي، التي نشرت مقالاً بعنوان “متى يستخدم الأردن الموقف الشعبي كورقة للضغط على إسرائيل؟”، للكاتب بسام البدارين.
يقول الكاتب أن إسرائيل “تستثمر جيداً ودوماً في أصوات المستوطنين المعارضة حتى لمصالح شركاء سلام” مثل الأردن، وفي المقابل تصر جهات في العاصمة عمّان على أن أي استثمار في موقف الشعب الأردني في مواجهة إسرائيل، “ممنوع” وفي أحسن الأحوال “لا يستحب”.
ويضيف البدارين: “شخصياً لا أعرف سبباً سياسياً أو منطقياً يدفع الحكومة الأردنية للاستمرار في تعطيل وعرقلة وإعطاب واحدة من أبرز وأهم الأوراق الرابحة في مواجهة اليمين الإسرائيلي وأطماعه وخططه، وأقصد حصراً ورقة الشعب الأردني، لا بل أيضا جزئية وجود نصف الشعب تقريباً من مكون فلسطيني، يتأثر حكماً بكل ما يجري”.
ويقول البدارين :”على سبيل المثال لا الحصر أبلغني مسؤول في جهاز الإغاثة الأردني لقطاع غزة بأن عدداً من المستوطنين الذين عرقلوا عبور شاحنات أردنية عدة مرات من معبر كرم أبو سالم، لا يزيد عن 18 شخصاً يحملون لافتات ويجلسون على الرصيف، وفجأة تستجيب لهم الحكومة الديمقراطية الإسرائيلية”، موضحاً أن اليمين الإسرائيلي “استثمر بامتياز في هذه المجموعة من المستوطنين، إذ تسببت الاستجابة لهم في إعادة شاحنات المساعدات”.
ويقول الكاتب: “إن الظن راسخ بأن طرح الموقف الشعبي كورقة للضغط والتفاوض مع دول مناصرة لإسرائيل يخدم مصالح الوطن والمواطن، ويزيد من ثمار المكاسب بكل أصنافها، لأن المسؤول أو الموظف الأردني يستطيع القول عند أي زاوية حرجة: حسناً أنا ايضاً لدي شعب ولديه رأي وموقف”.
وينهي الكاتب بقوله: باختصار الأردن هو الذي ينبغي أن “يبتز” إسرائيل وليس العكس، ولديه كل الأوراق الكفيلة لفعل ذلك دون ضجيج أو إعلان حرب.