أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في تصريحات موجزة، مقتل نائب القائد العام لكتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس، مروان عيسى، في غارة إسرائيلية الأسبوع الماضي.
وفي حال مقتل عيسى، فإن ذلك يعني مقتل أكبر زعيم لحماس منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر.
وفي الوقت الذي كان من المفترض فيه تأكيد مقتل عيسى، من أحد الجانبين المعنيين بالعملية سواء الجيش الإسرائيلي الذي قام بالهجوم، أو حركة حماس التي ينتمي إليها المستهدَف، فإن تصريحات سوليفان تُعد الأولى من نوعها.
وجاءت تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي عقب مكالمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفا أن إسرائيل نجحت في قتل آلاف من مقاتلي حماس بمن فيهم كبار القادة، وأن “العدالة ستصل إلى البقيّة”.
وبينما اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي -يوم الأحد الماضي- أنَّ حماس تحاول إخفاء مصير عيسى، أعلنت حينها هيئة البث الإسرائيلية مقتل نائب القائد العام لكتائب القسّام.
وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن عيسى قُتل في غارة جوية على شبكة أنفاق أسفل مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة الأسبوع الماضي.
وعيسى على قائمة أكثر الرجال المطلوبين لإسرائيل، كما ربط الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر بينه وبين الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر.
وقتل عدد من كبار قادة حماس منذ بداية الحرب، أبرزهم صالح العاروري في انفجار في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتعتبر إسرائيل على نطاق واسع مسؤولة عن هذا الهجوم.
وقال سوليفان إنه يعتقد أن قادة حماس الآخرين مختبئون “على الأرجح في عمق شبكة أنفاق حماس” في غزة. وتعهد بأن تساعد الولايات المتحدة إسرائيل في مطاردتها المستمرة لكبار قادة حماس.
لكنه صرح أيضاً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب عن قلقه المتزايد بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي أول محادثة بينهما منذ شهر.
من هو مروان عيسى؟
مروان عيسى، “رئيس أركان القسام” وهو اللقب الذي درج إطلاقه على نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام، كذلك هو عضو المكتب السياسي والعسكري لحركة حماس وفق نتائج آخر انتخابات أجرتها الحركة.
ولد عيسى عام 1965 في مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة، ولا يُعرف الكثير عن السنوات التي قضاها قبل انضمامه إلى حماس بعد تأسيسها عام 1987، ووفقا للعديد من المصادر، كان عيسى مسؤولا في السابق عن وحدة العمليات الخاصة التابعة لكتائب القسام.
سجنته إسرائيل لمدة خمس سنوات خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى لتورطه في هجمات ضد أهداف إسرائيلية، واحتجزته السلطة الفلسطينية عام 1997 حتى بداية الانتفاضة الثانية عام 2000. ويُزعَم أيضا أنه نجا من محاولة الجيش الإسرائيلي لاغتياله عام 2006، بحسب المركز العربي لدراسات التطرف.
وفي 25 يونيو عام 2006، أسرت حماس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط البالغ حينها 19 عاما، واحتجزته في إطار خطة لتبادل المعتقلين تم التفاوض عليها في أكتوبر عام 2011 مقابل 1027 معتقلا فلسطينيا في السجون الإسرائيلية، وقد لعب عيسى دورا أساسيا في ترتيب عملية التبادل.
لم يكن وجهه معروفا قبل عام 2011، حيث ظهر في صورة جماعية التقطت خلال استقبال السجناء المفرج عنهم في صفقة التبادل مقابل الجندي شاليط.
في 14 نوفمبر عام 2012، شن الجيش الإسرائيلي عدة غارات جوية على قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل أحمد الجعبري، نائب محمد الضيف، وجرى استهداف عيسى في الغارة لكنه نجا، وخلف الجعبري في منصبه.
كما دمرت مقاتلات حربية إسرائيلية منزله مرتين خلال الحرب على غزة عامي 2014 و2021، ما أدى إلى مقتل أخيه.
في يناير عام 2019، اكتشف عناصر الجهاز الأمني لحماس معدات تجسس كانت موجودة في منزل مجاور لمنزل عيسى، وقاموا بتفكيكها، وفق ما نقلت صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تحاول إسرائيل الوصول إلى عيسى، حيث كشفت أجهزة حماس عن جهاز تجسس آخر زرعه عميل في سيارة أحد مرافقيه؛ واعترف العميل بأنه تسلّم الجهاز الصغير من إسرائيل ثم وضعه في منطقة مخفية داخل السيارة، تبين أنه كان مخصصا للتجسس صوتيا على مَن بداخل السيارة، بالإضافة إلى جهاز تعقب.
كما جرى زراعة جهاز تجسس على مقسم شبكة الاتصالات الخاصة الذي يغذي المنطقة التي يقطنها عيسى.
في 10 سبتمبر عام 2019، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية عيسى على أنه إرهابي لدوره “القيادي” في حماس.
وفي 7 أكتوبر عام 2023، أطلقت حماس وابلاً من الصواريخ تجاه إسرائيل، بينما كان مقاتلوها يعبرون إلى إسرائيل من غزة عبر دراجات نارية وشاحنات صغيرة وطائرات شراعية وقوارب سريعة في “هجوم غير مسبوق” من قبل الحركة. وكانت حماس قد أطلقت ما لا يقل عن 3500 صاروخ تجاه إسرائيل بحلول نهاية اليوم، وقتلت ما لا يقل عن 1200 شخص، واحتجزت حوالي 240 رهينة مدنية وعسكرية.
وفي 8 ديسمبر، أضاف الاتحاد الأوروبي القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ونائبه مروان عيسى إلى قائمته للإرهابيين الدوليين.
وفي نهاية ديسمبر، نقلت مصادر محلية فلسطينية نبأ مقتل محمد نجل مروان عيسى في قصف إسرائيلي وسط قطاع غزة.
تقول صحيفة واللا الإسرائيلية، هذه الصورة لأعضاء المكتب السياسي لحركة حماس بعد إجراء الانتخابات الداخلية في عام 2021 ومن بين العشرين الذين يظهرون في هذه الصورة بقيادة السنوار وامرأتين، برزت إحدى الشخصيات وهو مروان عبد الكريم عيسى، هكذا يظهر اسمه في قائمة السكان في حواسيب منسق العمليات الحكومية في غزة ويدعى أبو البراء.
منصبه الحالي هو نائب رئيس الجناح العسكري لحركة حماس، اختار الوقوف خلف الجميع وعلى عكس أي شخص آخر كان يرتدي قناعا واقيا من فيروس كورونا.
لطالما هدد مروان عيسى من أن أي “تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى، سيحوّل المنطقة إلى زلزال”، وقال عيسى في تصريحات سابقة لفضائية الأقصى، “انتهى المشروع السياسي في الضفة والعدو أنهى أوسلو والأيام المقبلة حُبلى بالأحداث”.
وقال إن كتائب القسام مستمرة في مراكمة القوة وبناء استراتيجية “المقاومة التي توصلنا إلى التحرير والدفاع عن شعبنا في كل فرصة تستوجب التدخل المباشر”.
يرأس كتائب القسام محمد الضيف (القائد العام)، ويشغل مروان عيسى منصب (نائبه)، وأبو عبيدة (المتحدث الرسمي).
خلال الحرب الجارية، أعلنت إسرائيل عن قتل عدد من كبار قادة كتائب القسام، وأكدت حماس مقتل بعضهم فيما لم تعلق على وفاة آخرين، ومن بينهم أحمد الغندور (أبو أنس) ثالث أكبر قيادات “كتائب القسام” وقائدها في شمال قطاع غزة، وأيمن نوفل (أبو أحمد) عضو المجلس العسكري وقائد لواء الوسطى العامل في غزة، وصالح العاروري مسؤول الحركة في الضفة الذي قتل إثر غارة جوية استهدفت موقعه في لبنان، ومراد أبو مراد قائد التشكيل الجوي بحماس، وأيمن صيام رئيس التشكيل العسكري في حركة حماس لمدة 15 عاما، وعصام أبو ركبة قائد القوة الجوية التابعة لحماس، وإبراهيم البياري قائد كتيبة وسط جباليا.
ويشار إلى أنه في منتصف آذار، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف الرجل الثاني في كتائب القسام- الذراع العسكري لحركة حماس، مروان عيسى، في غارة جوية على موقع في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه ما زال يحاول التأكد مما إذا كان عيسى قد قُتل في الغارة، فيما قدر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن يكون مروان عيسى وقت الاستهداف في النفق، لكن “حتى الآن من غير المعروف إن كانت محاولة الاغتيال نجحت أم لا”.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال إن “النفق المستهدف، استخدمه اثنان من كبار قادة حماس هما: مروان عيسى وغازي أبو طماعة الذي عمل سابقا قائداً للواء مخيمات الوسطى الحمساوي، ويعمل حاليا مسؤولا عن الوسائل القتالية لحماس”.
وقال موقع إسرائيل 24، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح في شريط فيديو إلى اغتيال مروان عيسى، حين قال: “ماضون في طريق النصر الكامل، قضينا بالفعل على الرقم 4 في حماس”- قاصدا صالح العاروري مسؤول الحركة في الضفة الذي اغتيل إثر ضربة من طائرة مسيّرة وفق هيئة البث الإسرائيلية، “و3 و2 و1 في الطريق، كلهم فانون، وسوف نصل إليهم واحدا تلو الآخر”.
ويرمز نتنياهو في أرقامه، إلى رئيس الحركة في قطاع غزة والمتهم الأول من إسرائيل بهجوم السابع من أكتوبر، يحيى السنوار، فيما يرمز بالثاني إلى محمد الضيف قائد الجناح العسكري للحركة، والثالث مروان عيسى.
ويمكن أن ترى اسم عيسى في كل قائمة إسرائيلية تعلن عن مكافآت لمن يدلي عن أي معلومة حول من فيها، حيث تقول إسرائيل إنه “متورط في التخطيط برفقة قائده محمد الضيف، لهجوم السابع من أكتوبر الماضي والذي أدى لمقتل ما يزيد عن 1200 شخص”.