أجلت البحرية الهندية اليوم الخميس طاقم سفينة منكوبة في البحر الأحمر يبلغ قوامه 20 فرداً بعد أن أدى هجوم للحوثيين إلى مقتل ثلاثة بحارة، في أول حادثة تسفر عن سقوط مدنيين جراء الحملة التي تشنها الحركة اليمنية على طريق الشحن الرئيسي.
وأطلق المسلحون المتحالفون مع إيران صاروخاً على سفينة “ترو كونفيدنس” التي ترفع علم بربادوس وتديرها اليونان أمس الأربعاء على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً قبالة ميناء عدن، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
وقال المُلاك والمدير في بيان إن سفينة حربية هندية نقلت جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 20 وثلاثة حراس مسلحين إلى مستشفى في جيبوتي بمنطقة القرن الأفريقي.
وأوضح الملاك والمديرون أن اثنين من القتلى فيليبينيان والثالث فيتنامي، معبرين عن تعازيهم لأسرهم، كما أصيب فيليبينيان آخران بجراح خطرة.
وأظهرت صور نشرتها البحرية الهندية طائرة هليكوبتر تنتشل أفراد الطاقم من قارب نجاة صغير وسط أمواج متلاطمة وتأخذهم إلى سفينة للبحرية.
وظهر بعض الجرحى في قاع قارب نجاة تابع للبحرية، إذ جرى إرسالهم لإسعافهم، ونقلوا على محفات للسفينة وظهروا لاحقاً والضمادات تغطي أطرافهم أثناء إجلائهم إلى مستشفى جيبوتي.
وقالت الشركات في البيان إن “السفينة تنجرف بعيداً من البر تتخذ ترتيبات الإنقاذ”.
ومضى الحوثيون في حملة هجمات متواصلة على السفن في أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاماً في العالم منذ نوفمبر 2023، في ما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين خلال الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حركة حماس في غزة.
وقالت اتحادات الشحن العالمية الرئيسة اليوم الخميس إن “الخسائر في الأرواح والإصابات في صفوف البحارة المدنيين أمر غير مقبول على الإطلاق”، مضيفة أن “تكرار الهجمات على السفن التجارية يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى جميع أصحاب المصلحة لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية حياة البحارة المدنيين الأبرياء ووضع حد لمثل هذه التهديدات”.
سلامة البحارة
ويستخدم الحوثيون مجموعة من الأسلحة المتطورة تشمل صواريخ باليستية و”طائرات مسيرة انتحارية”، على رغم الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على قواعدهم في اليمن بهدف شل قدرتهم على الهجوم.
وطالب الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل ستيفن كوتون، وهو اتحاد يقود النقابات المنتسبة ومعترف به على أنه السلطة القائدة للنقل في العالم، بتوفير حماية أفضل.
وقال كوتون، “لا توجد منطقة توزيع تستحق فقدان حياة البحارة، وندعو الصناعة إلى تحويل مسار السفن للإبحار من طريق رأس الرجاء الصالح حتى يصبح العبور الآمن في البحر الأحمر مضموناً”.
وتمر نحو 23 ألف سفينة سنوياً عبر مضيق باب المندب الضيق الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن بقناة السويس، وهو ما يمثل نحو 12 في المئة من التجارة العالمية.
ويتسبب استخدام طريق رأس الرجاء الصالح الأطول في إضافة نحو 10 أيام لرحلة السفينة، مما يؤخر سلاسل التوريد ويزيد الكلف.
وارتفعت كلفة التأمين على السفينة بمئات آلاف الدولارات منذ بدء هجمات الحوثيين، بالنسبة إلى أولئك الذين لا يزالون يخاطرون برحلة أقصر مدتها سبعة أيام عبر البحر الأحمر.
وكانت سفينة “ترو كونفيدنس” تبحر من الصين إلى جدة والعقبة بحمولة من منتجات الصلب والشاحنات.
والسفينة مملوكة لشركة “ترو كونفيدنس شيبينغ” المسجلة في ليبيريا وتديرها شركة ثيرد جانيواري ماريتايم ومقرها اليونان، وقالت الشركتان إنه لا توجد أية صلة حالياً مع أي كيان أميركي.