مع دخول الحرب في السودان عامها الثاني وعدم ظهور أي بوادر لحل الأزمة في ظل إصرار طرفي الصراع على مواقفهم وفشل الجهود الدولية في وقف إطلاق النار تتصاعد التحذيرات الدولية من الأزمة الإنسانية في السودان.
كما تشتد الأزمة الإنسانية في البلاد مع نقص المساعدات وعدم قدرة الفرق الإغاثية في الوصول إلى المحتاجين، حيث أن 90 في المئة من الذين يواجهون خطر الموت جوعا محاصرين في مناطق القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع. بحسب ما أفاد برنامج الغذاء العالمي.
أزمة الجوع
وقد خلف اندلاع الحرب في السودان أزمة متعددة الأوجه، من أبرزها وأكثرها خطورة أزمة الجوع، وباتت تحذيرات الأطراف الدولية من مخاطر الموت جوعا لا تتوقف.
وحسب برنامج الغذاء العالمي فإن 90 بالمئة من المعرضين للجوع في السودان محصورون في مناطق المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
هذا الوضع يجعل من إيصال المساعدات الإنسانية لهم أمرا صعبا، حيث دعا البرنامج التابع للأمم المتحدة إلى ضرورة الوصول بشكل منتظم ودون عوائق إلى جميع المحتاجين في السودان.
وتأتي التحذيرات الجديدة، بعد أخرى مماثلة قبل أيام، حيث أعلن برنامج الغذاء العالمي أن الأزمة الغذائية التي يمر بها السودان قد تكون الأكبر من نوعها على افطلاق، محذرة من فوات الأوان في حال عدم توفير المساعدات اللازمة وإيصالها في أقرب وقت ممكن.
الحاجة للمساعدات الإنسانية
وتؤكد الأمم المتحدة أن السودان بحاجة لنحو أربعة مليارات دولار لتوفير المساعدات الضرورية المستعجلة، وأكدت سابقا أن نحو خمسة ملايين شخص مهددون بإنعدام غذائي كارثي في الأشهر المقبلة، وهو أعلى مستوى.
ورغم تعهد المانحين في مؤتمر باريس مؤخرا بتوفير مساعدات تزيد قيمتها على ملياري دولار للسودانيين، فإن ما تم جمعه منذ افتتاح المؤتمر لا يتجاوز 9 مليون دولار.
حول هذا الموضوع يقول المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، عدنان حزام، لـ”سكاي نيوز عربية”:
– الصراع الحالي تسبب في أزمة إنسانية لملايين السودانيين وأثر على جميع جوانب الحياة داخل البلاد وخلف أكثر من 8 ملايين نازح بدون مأوى أو غذاء.
– منشآت القطاع الصحي تضررت بشكل كبير، حيث أن أكثر من 70 في المائة منها لا تعمل، والأخرى تفتقر للأطر الطبية.
– جميع مناطق السودان تعاني من هذا التوتر الذي خلق واقعا إنسانيا مأساويا، غير أن العالقين في مناطق الصراع هم الأكثر تضررا حيث يصعب توفير الماء والمواد الغذائية والوصول إلى الخدمات الصحية.
– الصليب الأحمر الدولي يحاول القيام بدوره الإنساني من خلال تزويد عشرات المستشفيات بالمعدات ودعم مؤسسات المياه لتوفير مياه صالحة للشرب وكذلك إيصال المساعدات الغذائية، كما ساهم كوسيط في عملية إطلاق المحتجزين لدى طرفي النزاع وكذلك هو حلقة وصل بين الأهالي في مختلف مناطق البلاد.
– التحدي الأكبر اليوم يتمثل في إيصال المساعدات إلى السودانيين، لذلك يجب على جميع الأطراف احترام قواعد القانون الدولي الإنساني من أجل تسهيل وصول تلك المساعدات، والمساعدة في البحث عن الأشخاص المفقودين.