تبنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” اليوم الإثنين هجوماً صاروخياً انطلاقاً من لبنان على موقع عسكري في شمال إسرائيل، “رداً” على ما وصفته بـ”المجازر” الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية.
ومنذ اليوم التالي لاندلاع الحرب بين إسرائيل و”حماس” في السابع من أكتوبر 2023 تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلاً للقصف بصورة يومية بين “حزب الله” وإسرائيل. وتشارك مجموعات أخرى لبنانية وفلسطينية، بينها “حماس”، في تنفيذ هجمات بين الحين والآخر من جنوب لبنان.
وأعلنت “كتائب القسام” عبر حسابها على تطبيق “تيليغرام”، أنها “قصفت من جنوب لبنان مقر قيادة اللواء الشرقي 769” في شمال إسرائيل “برشقة صاروخية مركزة رداً على مجازر العدو في غزة والضفة الغربية”.
وأفاد الجيش الإسرائيلي من جهته برصد “نحو 20 عملية إطلاق من لبنان إلى الأراضي الإسرائيلية، تم اعتراض معظمها”، من دون الإبلاغ عن إصابات أو أضرار. وقال إنه “رد على مصادر النيران”.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية في لبنان، بتعرض بلدة عيتا الشعب لهجمات إسرائيلية اليوم.
مفاوضات الهدنة
وجاء القصف في وقت ينتظر أن تقدم حركة “حماس” ردها اليوم على مقترح للتوصل إلى هدنة في الحرب التي تخوضها مع إسرائيل في قطاع غزة المحاصر والمهدد بمجاعة، تشمل إطلاق سراح رهائن.
ومنذ بدء التصعيد تبنت “كتائب القسام” استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية مرات عدة، آخرها قصف ثكنة شوميرا في شمال إسرائيل “بـ20 صاروخ غراد” في الـ21 من أبريل (نيسان) الجاري.
ومنذ الثامن من أكتوبر 2023 يعلن “حزب الله” استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و”إسناداً لمقاومتها”.
ويرد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات عناصره قرب الحدود. وينفذ ضربات مركزة تطاول مسؤولين عسكريين في “حزب الله” ومجموعات فلسطينية.
استهداف مسؤولي “حماس” و”حزب الله”
وفي الثاني من يناير الماضي قتل نائب رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” صالح العاروري مع ستة من رفاقه في قصف جوي استهدف شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأكدت مصادر لبنانية وفلسطينية وأميركية أن إسرائيل هي من شنت الضربات.
وفي الـ10 من فبراير الماضي نجا قيادي من حركة “حماس” من ضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة جدرا الساحلية، الواقعة على مسافة أكثر من 40 كيلومتراً من أقرب نقطة حدودية للبنان مع إسرائيل.
ومنذ بدء التصعيد، قتل 385 شخصاً في الأقل في لبنان، من بينهم 254 عنصراً في “حزب الله” و73 مدنياً، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
وفي الجانب الإسرائيلي، قضى 20 شخصاً هم 11 جندياً وتسعة مدنيين، وفق بيانات الجيش.