اما من جانبه، فقد قال سفير طهران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني خلال الجلسة إن إيران “لم يكن أمامها خيار سوى ممارسة حقها في الدفاع عن النفس”. وأضاف، “لقد فشل مجلس الأمن في تأدية واجبه بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين” من خلال عدم إدانته الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، مشيراً إلى أنه “في ظل هذه الظروف” لم يكن أمام إيران “خيار آخر سوى ممارسة حقها في الدفاع عن النفس”. وأكد أن طهران لا تريد التصعيد، لكنها سترد على “أي تهديد”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأحد إن “لا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل نشوب حرب أخرى”، حاضاً خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عقد بعد هجوم إيران ضد إسرائيل على ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس”.
وشدد غوتيريش على أن “منطقة الشرق الأوسط على حافة الهاوية وشعوبها تواجه خطراً حقيقياً بنشوب صراع شامل”، مؤكداً أن “الوقت حان لتهدئة التوترات وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتراجع عن حافة الهاوية”. وقال “من الضروري تجنب أي عمل يمكن أن يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبرى على جبهات متعددة في الشرق الأوسط”، مجدداً إدانته هجوم إيران السبت ضد إسرائيل، وواصفاً إياه بأنه “تصعيد خطر”.
وكرر غوتيريش أيضاً إدانته الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل، مشدداً على “مبدأ حرمة” المباني الدبلوماسية.
الخليج يدعو لأقصى درجات ضبط النفس
في السياق، أكد الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي في ضوء التطورات الأخيرة والمتسارعة في الشرق الأوسط.
ودعا الأمين العام جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها، مؤكداً ضرورة بذل كل الأطراف جهوداً مشتركة واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات وضمان أمن المنطقة واستقرارها.
وشدد البديوي عبر، بيان الأحد، على دور المجتمع الدولي في دعم جهود السلام والاستقرار لتفادي أي تداعيات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد، وحث كل الأطراف المعنية على الالتزام بالحفاظ على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي.
اضطلاع مجلس الأمن ضرورة
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن قلق الرياض جراء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته. ودعت كل الأطراف للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
وأكدت الخارجية السعودية، في بيان الأحد، موقف الرياض الداعي إلى ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، لا سيما في هذه المنطقة البالغة الحساسية للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي سيكون لها عواقب وخيمة في حال توسع رقعتها، بحسب ما وصفها البيان.
ودعت الإمارات إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر في المنطقة.
وذكرت وزارة الخارجية، في بيان الأحد، أن الإمارات تدعو إلى تجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
والأحد، أعربت الكويت عن قلقها الشديد إزاء استمرار التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة، وانعكاساته السلبية المتزايدة على أمن واستقرار دول المنطقة والعالم. ودعت إلى ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر هذا التصعيد وآثاره.
من جانبها أكدت قطر قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع بالمنطقة، ودعت جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وضبط النفس والتهدئة. وحثت وزارة الخارجية القطرية المجتمع الدولي على التحرك لنزع فتيل التوتر وخفض التصعيد في المنطقة.
حماس تدافع
دافعت حركة “حماس”، التي تخوض حرباً مع إسرائيل في غزة منذ أكثر من ستة أشهر، عن الهجوم الإيراني على إسرائيل أمس السبت.
وقالت حماس في بيان “نعتبر العملية العسكرية التي قامت بها إيران ضد الكيان الصهيوني المحتل حقاً طبيعياً ورداً مستحقاً على جريمة استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق واغتيال عدد من قادة الحرس الثوري فيها”.
دعت وزارة الخارجية الروسية، الأحد، جميع الأطراف إلى “ضبط النفس” في أعقاب الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل رداً على قصف قنصليتها لدى دمشق.
وقالت في بيان “نحض كل الأطراف المعنيين على إظهار ضبط النفس. نحن نعول على الدول الإقليمية لحل المشكلات الراهنة بوسائل سياسية ودبلوماسية”.
وقال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، الأحد، إن اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران سيقلص فرص جو بايدن في إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.
وقال ميدفيديف عبر تطبيق “تيليغرام” “أميركا لا تريد حرباً كبيرة في الشرق الأوسط… عمليات القتل في غزة تقلص فرص بايدن في الانتخابات، وسيؤدي اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران إلى مزيد من الشكوك حول ذلك”.
دان حلف شمال الأطلسي الأحد “التصعيد الإيراني” بعد شن طهران هجوماً بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل رداً على قصف قنصليتها في دمشق، داعياً إلى ضبط النفس خشية اتساع نطاق التصعيد في الشرق الأوسط.
وقالت المتحدثة باسم الحلف فرح دخل الله في بيان “ندين التصعيد الإيراني خلال الليل، وندعو إلى ضبط النفس ونتابع الوضع من كثب. من الضروري ألا يخرج النزاع في الشرق الأوسط عن السيطرة”.
موقف “طالبان”
أعلنت وزارة خارجية طالبان دعمها للهجوم الإيراني على إسرائيل ووصفته بـ “الدفاع المشروع”، وذكر الناطق باسم خارجية طالبان عبدالقهار بلخي في بيان على منصة “إكس” أن الهجوم على القنصلية الإيرانية لدى دمشق انتهك “جميع الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية“.
وتعد طالبان، الجهة الحكومية الوحيدة التي أعلنت دعمها للهجمات الإيرانية على إسرائيل.