بعد مداهمة الشرطة الأمريكية الليلة الماضية لجامعة كولومبيا، تتجه الأنظار الآن إلى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، حيث اندلعت اشتباكات بين مجموعتين من المتظاهرين – إحداهما مؤيدة للفلسطينيين وأخرى للإسرائيليين.
وظلت هذه التوترات تتصاعد منذ بعض الوقت، حيث نظم الجانبان احتجاجات في حرم جامعة لوس أنجلوس في الأيام الأخيرة، وليس من الواضح بعد السبب وراء “العنف” المفاجئ الذي وقع بين الجانبين.
وقالت نائبة رئيس الجامعة ماري أوساكو: “وقعت أعمال عنف مروعة في الحرم الجامعي الليلة” وتم استدعاء سلطات إنفاذ القانون. وتظهر اللقطات المنشورة على الإنترنت أشخاصاً وهم يلقون بأشياء على المعسكر المؤيد للفلسطينيين، وإطلاق الألعاب النارية.
وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن حراس الأمن في البداية كانوا يراقبون الاشتباكات فقط، لكنهم لم يتدخلوا لوقفها.
وبعد اشتباكات بين المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا وجماعة منافسة تدعم إسرائيل، وصفت إحدى الناشطات الهجمات التي تعرضت لها المجموعة المؤيدة للفلسطينيين بأنها “قاسية”.
وقد صرّحت الناشطة في وقت سابق وقالت ان: “الليلة تصاعدت أعمالهم إلى مستوى جديد تماماً، وبدأوا بالتحريض على العنف”.
وقالت الطالبة، التي تحدثت دون الكشف عن هويتها، إن مجموعتها واجهت “عدواناً صهيونياً كل ليلة”.
وقالت إنها “لحسن الحظ، لم تتعرض لأضرار جسدية لكن الكثير من زملائها تعرضوا لإصابات”.
وفي وقت سابق، في جامعة كولومبيا في نيويورك، تم اعتقال عدد من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين خلال مداهمة على هاميلتون هول، وهو مبنى أكاديمي استولى عليه النشطاء.
وكانت الجامعة قد طلبت في وقت سابق من الطلاب المغادرة أو مواجهة الطرد. فيما يطالب المتظاهرون الجامعة بسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة.
وسمحت سلطات الجامعة لضباط قسم شرطة نيويورك بدخول المبنى، بعد أن رفض الطلاب المتظاهرون إنهاء الاعتصام. وقال أحد الطلاب لشبكات الأخبار إن ما بين 80 إلى 100 شرطي اقتحموا المبنى.
وقالت جامعة كولومبيا إنه بعد “احتلال القاعة وتخريبها وحصارها، لم يعد أمامنا أي خيار”. وفي رسالة إلى شرطة نيويورك، كتبت رئيسة الجامعة، مينوش شفيق، أنها طلبت مساعدة الشرطة “ببالغ الأسف”.
وذكرت شبكة سي بي إس نيوز، أن الضباط استخدموا قنابل يدوية “لتضليل المتظاهرين” مع بدء المداهمة.
وزعم بعض الطلاب أن شرطة مكافحة الشغب تعاملت بخشونة مع المتظاهرين أثناء اقتحامهم المبنى، وقال أحدهم إن ضباط شرطة نيويورك دفعوا ثلاثة أشخاص إلى أسفل الدرج.
ودافع مساعد مفوض الإعلام في شرطة نيويورك، كارلوس نيفيس، عن الضباط، وقال إن الطلاب “قاموا بتحصين أبواب المبنى بطاولات وكراس”. وزعم أنهم قاموا أيضاً بسد النوافذ بالصحف حتى “لا يتمكن الضباط من رؤيتهم”.
وقالت شرطة نيويورك في وقت لاحق إن المبنى تم تطهيره بالكامل ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وتشهد الجامعات الأمريكية احتجاجات يطالب من خلالها الطلاب بمقاطعة الشركات والأفراد الذين لهم علاقات مع إسرائيل خلال الحرب على غزة.
وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الشرطة داهمت أيضاً كلية مدينة نيويورك في هارلم مساء الثلاثاء، وتم الإبلاغ عن اعتقال العشرات في الحرم الجامعي.
وفي الجامعات في تكساس وكاليفورنيا وجورجيا ونورث كارولينا ويوتا وفيرجينيا ونيو مكسيكو وكاليفورنيا ونيوجيرسي وكونيتيكت ولويزيانا، اعتقلت الشرطة أكثر من 1000 متظاهر.
ودعا السياسيون الوطنيون الكليات إلى بذل المزيد من الجهد، وسلطوا الضوء على تقارير عن معاداة للسامية في بعض المظاهرات.
وقال الرئيس جو بايدن في وقت سابق إن المظاهرات يجب أن تكون سلمية، لكن “الاستيلاء على المباني بالقوة ليس سلمياً – إنه خاطئ”.
وأدانت زميلته الديمقراطية، عضوة الكونغرس عن نيويورك ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، رد فعل الشرطة في كولومبيا، وحثت عمدة المدينة إريك آدامز على إيجاد “مسار لخفض التصعيد”.