أمام خيمة اعتصام أهالي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، التي تقع عند مدخل وزارة الدفاع في تل أبيب، وقف عضو مجلس الحرب بيني غانتس وطلب من أهالي المختطفين وقف الاحتجاجات.
وقال غانتس الذي تحدث علناً مع عائلات المحتجزين، “هناك احتمالات شأنها التوصل إلى صفقة تبادل مع ’حماس‘، ولا مشكلة لدى إسرائيل في دفع الثمن، الحكومة تفعل كل شيء من أجل تحقيق ذلك، الخوف يكمن في القدرة على التوصل إلى اتفاق”.
ضوء أخضر
وجاء حديث بيني غانتس هذا، بعد عقد مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي “كابينت الحرب” لاجتماع مطول في شأن اتخاذ تدابير جديدة شأنها التوصل لفرصة إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة “حماس”.
وبعد اللقاء الوزاري، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن كابينت الحرب استمع إلى رئيس الموساد ديفيد برنياع حول الخطوط العريضة المحتملة للصفقة، وحصل على ضوء أخضر لإجراء عملية تبادل أسرى مع “حماس”.
وبحسب “كان” فإن الحكومة الإسرائيلية المصغرة والعادية تدرس أو مستعدة لإطلاق أسرى نوعين من ذوي المحكوميات العالية في صفقة التبادل المرتقبة، موضحة أن برنياع سافر إلى النرويج وفي العاصمة أوسلو التقى مسؤولين قطريين وأوروبيين ومصريين، سعياً إلى إحياء المحادثات حول صفقة تبادل مقابل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
مواصلة الضغط العسكري
لم يخف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته على الذهاب لصفقة تبادل شاملة، وقال “أعطيت تعليمات لفريق التفاوض في محاولة لاستكمال مسار استعادة الأسرى، حالياً يجري التواصل مع مصر وقطر بخصوص مفاوضات الإفراج عن الأسرى، وذلك على رغم أننا لدينا انتقادات شديدة للدوحة”.
وأضاف “لن أكشف تفاصيل المحادثات، لكن كان الأجدر انتظار أية إشارة من الطرف الآخر بأنهم معنيون بصفقة تبادل وهو ما لم يحصل، هناك خطأ واحد يمكن أن نرتكبه، وهو نقل حساباتنا إلى ’حماس‘ وإلى العالم”.
وأكد نتنياهو مواصلة الضغط العسكري المكثف على “حماس” في غزة، مشيراً إلى أن التعليمات التي أعطاها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي متوقع منه أن يجلب اقتراحات جيدة لصالح إسرائيل في شأن صفقة التبادل والهدنة.
“حماس: “يجب وقف الحرب
في أية حال، فإنه لم يتضح بعد شكل الصفقة المرتقبة وإذا كانت ستجري على مراحل أو دفعة واحدة، ولا موعد التوصل لها، لكنها وجدت دعماً أميركياً، إذ قال منسق السياسات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن التوصل إلى هدنة جديدة مهم.
من جانب “حماس” يقول عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق “يتصل بنا الوسطاء من أجل مفاوضات لتبادل الأسرى، لكن أكدنا لهم أن لدينا شرطاً واحداً وهو وقف الحرب على قطاع غزة نهائياً، في مقابل الدخول في محادثات جديدة”.
وأضاف “لا يمكن لنتنياهو وجيشه استعادة الجنود الأسرى أحياء إلا عبر صفقة تفاوض وفق شروطنا وذلك بعد توقف كامل للعدوان، وانسحاب الآليات العسكرية من القطاع، ويمكن بعد ذلك الحديث عن تبادل الأسرى”، لافتاً إلى أن إسرائيل تريد هدنة إنسانية وهذا لن نقبل به، لأنها تسعى إلى إعادة ترتيب صفوف قواتها.
إمكان وقف القتال
في الحقيقة ذكرت “كان” أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على صفقة تبادل أسرى في مقابل وقف إطلاق النار، وأيضاً نقلت القناة 13 العبرية عن مصادرها بأن “كابينت الحرب” وافق على دراسة إمكان وقف إطلاق النار.
وكذلك ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن المؤسستين العسكرية والسياسية تعملان على اتخاذ قرار حول الخطوة التالية لتل أبيب في هذا الملف.
وأكد غانتس أن الحرب بشكلها الحالي غير مناسبة، ويجب أن يتم التوصل إلى صفقة تبادل وتخفيف حدة النار، لافتاً إلى أنه يجب دفع أثمان مؤلمة للغاية ومختلفة واستثنائية في الصفقة المقبلة.
تخفيف حدة القصف حل وسط
من جانب سياسي رأى أستاذ العلوم السياسية محمود العجرمي أن إسرائيل ترفض إيقاف الحرب إلى حين تحقيق أهدافها، موضحاً أنها إذا قبلت بذلك كما نقلت وسائل الإعلام العبرية فإن ذلك يعني إعلان واضح عن فشل تل أبيب وانتصار “حماس”.
وقال العجرمي، “بما أن إسرائيل طلبت صفقة التبادل، فهذا يعني أنها فشلت في تحقيق أحد أهدافها، ولم يعد أمامها خيار سوى السعي إلى التوصل إلى اتفاق مع ’حماس‘، التي تستخدم المحتجزين ورقة ضغط رابحة لوقف الحرب”.
ووفقاً لمعلومات العجرمي، أوضح أن “حماس” مستعدة لمناقشة ملف ما بعد الحرب، شريطة أن تكون جزءاً من الشكل السياسي المقبل، هي وبقية الأطراف الفلسطينية، من دون استثناء.
وفي المقابل يقول الباحث السياسي الإسرائيلي أحيقام هلمبرغ “لا يمكن القضاء على حركة ’حماس‘ كفكرة، وإنما يجب منعها من إدارة غزة فترة ما بعد الحرب، وتعمل تل أبيب على ذلك المخطط مع الوسطاء نفسهم الذين يديرون محادثات صفقة التبادل المرتقبة”.
وذكر “متأكد من أن نتنياهو منح مدير الموساد جميع الصلاحيات للتباحث في مسألة صفقة التبادل، وأنها ستجري على مراحل متتابعة في بدايتها النساء والأطفال والمسنين، لكن لا أعتقد أنها ستفضي إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ربما يتم تخفيف حدة القصف والاتفاق على عودة سكان الشمال مع انسحاب جزئي للآليات”.