بعد ارتفاع عدد حوادث الحريق والانفجارات في المنشآت النفطية الإيرانية خلال الأيام والأشهر الأخيرة، يتحدث مسؤولو النظام حالياً عن احتمال “عمليات تخريب أو هجوم عسكري” تهدف إلى إيجاد خلل في الأنشطة النفطية الإيرانية الأساسية، مشيرين إلى أن السلطات تبحث حالياً عن مسببي هذه الحوادث.
وفي هذا الإطار تحدث النائب في البرلمان، عضو لجنة الطاقة، فريدون عباسي في حوار مع وكالة “إيلنا” الإيرانية عن احتمال تدخل “عنصر مخرب” في الانفجار الأخير في محطة “بيرجند” النفطية. وقال عباسي “تنتظر اللجنة التقارير المتعلقة بالحادثة وستتابع الأمر مع المسؤولين المعنيين. هل يجب أن نؤكد أنه لم يحدث شيء وأن الأمن مستقر؟ ولم تكن هناك مشكلات أمنية؟ كلا، لا يمكن أن نقول هذا لأننا شهدنا سابقاً عمليات اغتيال على رغم أننا لسنا ضعفاء في السيطرة على الأوضاع الأمنية. لكن الأعداء ينفذون هجمات كثيرة ضدنا وإيران مترامية الأطراف. ومن بين مئات الهجمات التي ينفذها العدو نصد كثيراً منها، لكن تقع حادثة بين فترة وأخرى”.
وكان عباسي وهو من النواب المتشددين المنتمين إلى ما يعرف بـ”جبهة الصمود” التابعة للتيار المحافظ، تولى رئاسة منظمة الطاقة الذرية خلال ولاية الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وقال في تعليقه على انفجارين وقعا في منشأة “بيرجند” ومصفاة أصفهان النفطية إنه “تحدث عمليات تخريب صناعية وغير صناعية، فهذا يعني أن هناك تغلغلاً بهدف وضع مواد تفجير في المنشآت الصناعية. من المحتمل أن يتحول شخص ما إلى عميل ويشارك في عمليات تخريبية لأسباب متعددة منها الاستياء من الوضع أو المشكلات العائلية والتأثر بدعايات الآخرين. لا يعمل المخربون على وضع قنابل في كثير من الأحيان لكن يعملون لإيجاد خلل صناعي. فمثلاً يتدربون على قطع التيار الكهربائي أو المياه أو رفع مستوى ضغط الغاز أو تقليله، وتؤدي هذه الأمور إلى وقوع أضرار”.
وكانت وحدة التقطير في القسم الثالث بالجزء المعني بإنتاج البنزين في محطة أصفهان تعرضت لحريق، وبعدها بيوم واحد تعرضت منشأة “بيرجند” لانفجار في المنطقة الاقتصادية بالمدينة. وذكرت وسائل الإعلام أن الحادثة أدت إلى تعطيل 15 مخزناً لسوائل الغاز في المجموعة لمدة 72 ساعة. كما تعرضت مصفاة “آفتاب” في بندر عباس، جنوب إيران، لحريق كبير أسفر عن جرح أربعة أشخاص.
وأعلنت وسائل إعلام النظام أن مجمع “أمير المؤمنين” العسكري في أصفهان تعرض لهجوم بواسطة طائرات مسيّرة، وتحدثت وسائل الإعلام الخارجية عن تدخل مباشر من إسرائيل في الهجوم. لكن مسؤولي حكومة بنيامين نتنياهو لم يتبنوا الهجمات مثلما هي الحال بالنسبة إلى بعض عمليات الاغتيال التي نفذتها تل أبيب على الأراضي الإيرانية وأدت إلى مقتل عدد من المسؤولين والعلماء النوويين.
وأوضح فريدون عباسي في حديثه إلى وكالة “إيلنا” أن “المشكلة ربما تعود لطريقة التصميم أو التراخيص في المراكز الصناعية أو ربما تعود لمشكلات في اعتماد أجهزة معينة. بعض الحوادث لا يمكن منعها… مهما رفعنا من مستوى معايير الأمان لا يمكن التشديد في توظيف المتخصصين. إذا ما حدثت مشكلة في وحدة يشرف عليها أحد المتخصصون لا يمكن أن نجزم بأنه عميل لجهة ما، لكن بلدنا كبير ويمضي باتجاه التطور وهناك من يحاول القيام بعمليات تخريب في المنشآت الصناعية”.