خلال هجوم حماس على بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزّة يوم 7 أكتوبر، احتجز مقاتلو القسّام 15 رهينة في أحد منازل كيبوتس بئيري لساعات طويلة.
دارت يومها معارك بين قوات الجيش الإسرائيلي والمسلّحين الفلسطينيين وجرت مفاوضات بين الجانبين، لكنها انتهت بمقتل جميع من كان في المنزل باستثناء امرأتين.
وسط غبار المعارك، قد يكون من الصعب الجزم بالتسلسل الدقيق للأحداث، حتى بالنسبة لمن عايشوها. ولكن تفاصيل أوضح عما حصل ذلك اليوم بدأت تظهر، بعد مرور أكثر من شهرين، ونشر شهادات جديدة تناقض ما تناولته تقارير إعلامية سابقة بشأن ما حدث في منزل السيدة بيسي كوهين في كيبوتس بئيري.
كيف انتهت قصة 15 رهينة احتجزهم مقاتلو القسام في بئيري؟
كان من المفترض أن يمرّ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول بهدوء بالنسبة لسكان مناطق غلاف غزّة بعد أمسية احتفلوا خلالها بعيد العرش اليهودي. لكن الهجوم المباغت غير المسبوق الذي نفذّته حركة حماس في ساعات الصباح الأولى، قلب الأمور رأساً على عقب.
وتُحمّل السلطات الإسرائيلية حركة حماس المسؤولية الكاملة عن تداعيات الهجوم. وأعلن الجانب الإسرائيلي بداية عن مقتل 1400 شخصاً من المدنيين والعسكريين خلال الهجوم، ثمّ خفضّ العدد إلى 1200 ومؤخراً إلى 1139.
بعد إعلان الجيش الإسرائيلي استعادة سيطرته على البلدات الإسرائيليّة الواقعة في غلاف غزة، تحوّل كيبوتس بئيري – أكبر الكيبوتسات المجاورة لقطاع غزّة مساحة وأقدمها – إلى محطة مهمّة لوسائل الإعلام وللسياسيين المتضامنين مع إسرائيل، بسبب عدد القتلى والمخطوفين الكبير، وحجم الأضرار.
أفيد عن وقوع نحو 120 قتيلاً واختطاف العشرات من بئيري. وكشف انتهاء المعركة عن تدمير عدد كبير من المنازل بشكل شبه كامل.
وجه ناجون، وعمّال إنقاذ، وضباط من الجيش الإسرائيلي اتهامات إلى مقاتلي حماس بارتكاب أعمال قتل وتعذيب وتدمير وإحراق منازل وأشخاص وخطف آخرين.
لكن بعد مرور أسبوع على الهجوم، أدلت ناجية إسرائيليّة تدعى ياسمين بورات بشهادة مختلفة، وكانت روايتها نقطة انطلاق لكشف مصير 15 شخصاً احتجزهم مقاتلو كتائب القسام، في منزل سيدة تدعى بيسي كوهين في بئيري.
نيران صديقة
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت يوم 12 ديسمبر الماضي عن الجيش الإسرائيلي، أنّ ما لا يقل عن 20 جندياً قُتلوا بحوادث نيران صديقة منذ بدء العملية البرية في قطاع غزّة.
وقال الجيش الإسرائيلي في تقريره إنّ 13 جندي قُتلوا بنيران زملائهم في الجيش بعد خطأ في تمييزهم عن مقاتلين من حماس، وإنّ واحداً قُتل برصاصة طائشة وستة جنود آخرين قُتلوا في حوادث مختلفة أخرى، من بينهم واحد على الأقل قُتل في غارة نفذتها مروحية للجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلت يديعوت أحرونوت.
وقالت الصحيفة إن هذا الرقم يستثني حوادث النيران الصديقة التي حدثت مع بداية الهجوم في 7 أكتوبر، وقبل البدء بالعملية البرية.
وأفادت الصحيفة أنّ تقديرات الجيش تشير إلى وجود عدة مئات من الجنود الآخرين الذين أصيبوا “بنيران صديقة أو بحوادث عملياتية” في غزّة.
وذكرت أنّ إصابات سقطت بنيران الجيش الإسرائيلي في اليوم الأول من الهجوم.
لكنّ الصحيفة أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد بأنه ليس من اللائق أخلاقياً التحقيق في هذه الحوادث، نظراً لعددها الكبير والمعقّد داخل الكيبوتسات ومجتمعات المناطق الجنوبية في إسرائيل، نتيجة المواقف الصعبة التي وُجد فيها الجيش.
وقد ارتفع عدد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين بنيران صديقة إلى 29، وفق آخر الأرقام التي كشف عنها الجيش الإسرائيلي يوم الإثنين الأول من يناير/كانون الثاني الحالي.