كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الخميس، عن خطط إسرائيل للمرحلة التالية من حربها في غزة، إذ قال إنها تعتزم اتباع نهج جديد أكثر استهدافاً في الجزء الشمالي من القطاع والاستمرار في ملاحقة قيادات حركة “حماس” في الجنوب.
ويأتي الإعلان في وقت تواصل فيه إسرائيل تقليص عدد قواتها في غزة للسماح للآلاف من جنود الاحتياط بالعودة إلى وظائفهم بعد تزايد الضغوط الدولية للتحول إلى عمليات قتالية أقل شدة.
وقال مكتب غالانت “في المنطقة الشمالية من قطاع غزة، سنتحول إلى نهج قتالي جديد بما يتواءم مع الإنجازات العسكرية على الأرض”، وذلك في بيان وصفه المكتب بأنه يوضح المبادئ التوجيهية التي تعكس رؤية غالانت للمراحل المقبلة من الحرب.
وقال غالانت، إن العمليات ستشمل مداهمات وهدم أنفاق وضربات جوية وبرية وعمليات للقوات الخاصة.
وفي جنوب القطاع المحاصر حيث يعيش الآن أغلب سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وأكثرهم في خيام وملاجئ موقتة، ستواصل العملية محاولة القضاء على قادة “حماس” وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين. وذكر البيان “ستستمر طالما اعتبرت ضرورية”.
وقال غالانت في بيان، إن “حماس” لن تعود للسيطرة على غزة بعد الحرب، وإن إسرائيل ستحتفظ بالحرية في تنفيذ العمليات. لكنه ذكر أنه لن يكون هناك وجود مدني إسرائيلي، وأن من المقرر أن تدير هيئات فلسطينية قطاع غزة.
ومضى قائلاً “سكان غزة فلسطينيون، لذلك ستتولى هيئات فلسطينية المسؤولية، بشرط ألا توجد أعمال عدائية أو تهديدات لدولة إسرائيل”.
لجنة للتحقيق في “الإخفاقات”
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، إن الجيش شكل لجنة للتحقيق في “الإخفاقات” التي أدت إلى شن حركة “حماس” هجومها المباغت في السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضحت الهيئة أن لجنة التحقيق تضم رئيس الأركان السابق شاؤول موفاز، والرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية آرون زئيفي فاركاش، والقائد السابق للقيادة الجنوبية في الجيش سامي ترجمان.
مصير 3 مفقودين
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن ثلاثة إسرائيليين اعتبروا في عداد المفقودين منذ هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر، محتجزون كرهائن في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري للصحافيين، إن “ثلاثة مواطنين كانوا في عداد المفقودين يعتبرون حالياً ضمن الرهائن وقد تم إبلاغ عائلاتهم” بالأمر.
يرتفع بذلك عدد الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم أكتوبر إلى 132 شخصاً، بناء على الأرقام الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين.
ونفّذ عناصر “حماس” في السابع من أكتوبر هجوماً على جنوب إسرائيل أودى بنحو 1140 شخصاً معظمهم مدنيون، وفق آخر الأرقام الرسمية الصادرة عن الجانب الإسرائيلي.
وأُفرج حتى الآن عن 100 من الرهائن الذين أُخذوا خلال الهجوم. وترد إسرائيل منذ ذلك الحين بقصف عنيف يترافق منذ 27 أكتوبر مع هجوم بري في قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 22438 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس”.
بلينكن يعود إلى الشرق الأوسط
وعاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إلى الشرق الأوسط ليواصل الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها إدارة الرئيس جو بايدن في شأن الصراع الممتد منذ ثلاثة أشهر بين إسرائيل و”حماس”، وذلك وسط مخاوف متزايدة من اتساع نطاق الصراع في المنطقة.
وستشمل زيارة بلينكن التي تمتد أسبوعاً إسرائيل والضفة الغربية إضافة إلى السعودية وقطر والإمارات والأردن ومصر. وسيمر أيضاً بتركيا واليونان. وهذه الزيارة هي الرابعة التي يجريها بلينكن إلى المنطقة منذ وقوع هجوم السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل وردت الأخيرة بشن هجوم ضخم عبر الجو والبر.
وذكر ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحافيين أن بلينكن سيكرر دعوته إلى إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة في الوقت الذي يحاول فيه إحراز تقدم حول الموضوع الحساس المتعلق بطريقة إدارة قطاع غزة بعد الحرب.
ويقوم بلينكن بالزيارة بينما تشغل المخاوف تصعيد إقليمي بؤرة الاهتمام. وبعد مقتل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي في “حماس”، الثلاثاء الماضي، جراء هجوم في العاصمة اللبنانية بيروت، قال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، إن مقتله “جريمة كبيرة وخطرة ولا يمكن السكوت عليها”. ويتبادل “حزب الله” إطلاق النار مع إسرائيل في جنوب لبنان.
وقال مسؤول أميركي لـ”رويترز”، إن الجيش الأميركي نفذ، أمس الخميس، ضربة انتقامية في بغداد أسفرت عن مقتل زعيم فصيل مسلح متحالف مع إيران تنحي عليه واشنطن باللائمة في هجمات استهدفت جنوداً أميركيين في الآونة الأخيرة.
وتسلل الصراع أيضاً إلى ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر، إذ أطلقت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران طائرات مسيرة وصواريخ على أكثر من 20 سفينة منذ 19 نوفمبر.
وذكر بلينكن “ليس في مصلحة أحد، لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم، أن يتسع نطاق هذا الصراع إلى خارج غزة”.
مستقبل غزة
من المتوقع أن يكرر بلينكن مناشدات الولايات المتحدة لقادة إسرائيل تقليل أثر عمليتها في غزة على المدنيين، وهي عملية نجم عنها ما تصفه وكالات الإغاثة بأنه أزمة إنسانية وتهدد بتأليب الرأي العام ضد إسرائيل.
وأوقفت إسرائيل دخول واردات الأغذية والأدوية والكهرباء والوقود إلى غزة منذ بدء الحرب، وتحذر وكالات إغاثة من أن سكان القطاع يواجهون خطر مجاعة حتى مع تخفيف الحصار جزئياً استجابة لمطالبات من واشنطن.
وقال ميلر “سنبحث الحاجة إلى حكم مشترك يوحّد… الضفة الغربية وغزة تحت قيادة فلسطينية، لكن طبيعة التفاصيل سأحتفظ بها في المحادثات الدبلوماسية الخاصة”.
وعارضت دول الجوار العربية ذلك الأمر وأصرت على أن ضمان وقف إطلاق النار ينبغي أن يكون الأولوية.
ويدعم مسؤولون أميركيون إسرائيل في نفيها اتهامات من جنوب أفريقيا، قدمتها إلى المحكمة الجنائية الدولية، ضد إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، ويحثون في الوقت نفسه إسرائيل على بذل مزيد لحماية المدنيين.
وانتقدت واشنطن هذا الأسبوع وزيرين إسرائيليين لتأييدهما تهجير الفلسطينيين خارج غزة، قائلة إن إسرائيل أكدت لمسؤولين أميركيين أن البيانات لا تعكس سياستها. وأقر ميلر بالتحديات التي تواجه بلينكن. وقال “لا نتوقع أن تكون كل محادثة في هذه الزيارة سهلة”.