اقتحمت مجموعة من أقارب الإسرائيليين الذين يحتجزهم مسلحو حركة “حماس” رهائن اجتماعاً للجنة في البرلمان الإسرائيلي بالقدس، اليوم الاثنين، مطالبين النواب ببذل مزيد من الجهد لمحاولة إطلاق ذويهم.
ويظهر التحرك الذي قام به نحو 20 شخصاً إلى تزايد المعارضة داخل إسرائيل في الشهر الرابع من حرب غزة.
ولا يزال نحو 130 محتجزاً في غزة بعد إعادة آخرين إلى منازلهم خلال هدنة تم التوصل لها في نوفمبر.
وفند رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين فيما يبدو تكهنات إعلامية ذكرت أن جهودا تجري لإبرام اتفاق هدنة جديد في غزة، وقال لأقارب الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الحركة لم تقدم أي مقترح جدي.
ونقل مكتب رئيس الوزراء عن نتنياهو قوله لمجموعة من أقارب الرهائن “لا يوجد اقتراح جدي من حماس. هذا (التكهن) غير صحيح. أقول هذا بكل ما يمكنني من وضوح لأن هناك الكثير من التصريحات غير الصحيحة التي تؤلمكم بالتأكيد”.
وتركز إسرائيل على مصير الرهائن، الذين تقول إن 27 منهم لقوا حتفهم في الأسر. لكن أقاربهم يخشون أن يؤدي الإرهاق من الحرب إلى تراجع هذا التركيز. وصارت الاحتجاجات التي عززت في البداية الوحدة داخل إسرائيل أكثر عدوانية.
ويخيم متظاهرون أيضا أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الساحل وكذلك أمام مبنى “الكنيست”، ويطالب بعضهم بإنهاء الحرب من جانب واحد أو إجراء انتخابات قد تطيح بالحكومة المنتمية إلى اليمين المتطرف.
وقالت وزارة الصحة في غزة، في بيان اليوم الإثنين، إن 25295 فلسطينياً قتلوا وأصيب 63000 آخرون في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر. وأضافت الوزارة أن الأعداد تشمل 190 قتيلاً و340 مصاباً خلال الساعات الـ 24 الماضية.
مقتل 50 في خان يونس منذ الليلة الماضية
وفي خان يونس، قال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن 50 فلسطينياً على الأقل قتلوا وأصيب 100 في ضربات إسرائيلية على خان يونس منذ اللية الماضية. وأضاف القدرة “نعتقد أن هناك الكثير من الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض وفي المناطق التي اجتاحتها قوات الاحتلال ولم تتمكن الأطقم الطبية من الوصول إليهم”، ما يعني أن عدد القتلى مرشح للارتفاع.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن سلسلة غارات استهدفت، فجر اليوم الإثنين، المناطق الغربية لمدينة غزة. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الإثنين، أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بصورة مكثفة محيط مجمع ناصر الطبي غرب مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
أضافت أن القصف تزامن مع اشتباكات وصفتها بالعنيفة في محيط المستشفى، حيث تدور مناوشات بين مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي منذ أيام.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الإثنين، أن صفارات الإنذار انطلقت في المناطق الشمالية، حيث يتبادل القصف مع “حزب الله” اللبناني منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وهذه المرة الثانية التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي عن دوي صفارات الإنذار في الشمال خلال 24 ساعة، بعد إنذار آخر أمس الأحد.
حل الدوليتن
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن خطة إسرائيل لتدمير حركة “حماس” في غزة لا تجدي نفعا وإنه يتعين على الاتحاد الأوروبي مواصلة الجهود للتوصل إلى “حل الدولتين” على رغم معارضة إسرائيل.
وشدد بوريل على أن إسرائيل لا يمكنها بناء السلام “بالوسائل العسكرية وحدها”.
ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية دول التكتل الـ27 اجتماعات منفصلة مع نظرائهم من إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول عربية رئيسة في بروكسل الإثنين.
وكرر بوريل الإدانة الصادرة عن الأمم المتحدة لرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “غير المقبول” للدعوات إلى إقامة دولة فلسطينية بعد حرب غزة.
وقال بوريل “ما نريده هو بناء حل على أساس دولتين. لذا، دعونا نناقش الأمر”.
وأكد أنه “لا يمكن بناء السلام والاستقرار بالوسائل العسكرية وحدها”.
وأضاف “ما الحلول الأخرى التي يفكرون بها؟ دفع جميع الفلسطينيين للمغادرة؟ قتلهم؟”.
ومع هجوم “حماس” غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والرد العسكري الإسرائيلي المدمر في غزة، دخل الشرق الأوسط دوامة جديدة من الاضطرابات في ظل مخاوف من اتساع رقعة النزاع.
وبينما يبدو أن العنف المتواصل يجعل التوصل إلى حل طويل الأمد أمراً أكثر صعوبة، يشدد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي على أن الوقت حان للتحدث أخيراً عن حل للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وأكد بوريل أنه عرض على وزراء التكتل “نهجاً شاملاً” للتوصل إلى سلام دائم.
عمل الاتحاد الأوروبي جاهداً للتوصل إلى موقف موحد حيال النزاع في غزة، إذ رفضت أبرز الدول الداعمة لإسرائيل مثل ألمانيا مطالب بلدان مثل إسبانيا وإيرلندا بوقف فوري لإطلاق النار.
ووضع مسؤولون في الاتحاد الأوروبي شروطاً فضفاضة “لليوم التالي” بعد انتهاء الحرب في غزة، تقوم على رفض أي احتلال إسرائيلي طويل الأمد وتدعو إلى وضع حد لحكم “حماس” وإلى لعب السلطة الفلسطينية دوراً في إدارة القطاع.
تفكيك الشبكة المالية لـ”حماس”
في السياق، أكدت وزارة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الحاجة الماسة إلى هدنة إنسانية في غزة لتخفيف المعاناة، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، وأشارت إلى أنه من الضروري تفكيك الشبكة المالية لـ”حماس” من أجل التوصل إلى السلام.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الإثنين، إنه يأمل في أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الإسرائيليين الذين يرتكبون أعمال عنف في حق الفلسطينيين بالضفة الغربية.
تجنب تصعيد إقليمي
يعقد وزير الجيوش الفرنسي اليوم الإثنين في إسرائيل اجتماعاً مع عائلات رهائن تحتجزهم حركة “حماس”، ويلتقي بعد ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وأعضاء في حكومة الحرب للتباحث حول الوضع في غزة ومخاطر التصعيد في المنطقة.
وأعلن مكتب وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو أمس الأحد أن المحادثات ستتناول “الوضع في غزة والجهود التي تبذل من أجل الإفراج عن رهائن ومفقودين فرنسيين وحماية المدنيين والدعم الإنساني الذي توفره فرنسا”. وأشار المكتب إلى أنه سيتم أيضاً التطرق إلى الجهود الرامية إلى تجنب “تصعيد إقليمي، خصوصاً في لبنان والبحر الأحمر”، حيث يشن الحوثيون في اليمن هجمات ضد سفن.
والزيارة هي الثانية لوزير الجيوش الفرنسي إلى إسرائيل منذ الحرب التي انطلقت شرارتها بهجوم شنته حركة “حماس” على أراضي إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وفي جولته السابقة، زار لوكورنو إسرائيل ومصر والسعودية وقطر، وتفقد أيضاً حاملة المروحيات الفرنسية “ديكسمود” الراسية في مصر قرب غزة، حيث تتم معالجة مدنيين فلسطينيين. كما زار جنوب لبنان، حيث ينتشر 700 جندي فرنسي في إطار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيراً إلى “استئناف المفاوضات مراراً وتكراراً من أجل الإفراج” عن الرهائن المحتجزين لدى “حماس”.
قذائف مباشرة
وإلى لبنان، حيث أطلق المدفعية الإسرائيلية، ليل أمس، عدداً من القذائف المباشرة الثقيلة على أطراف بلدات الناقورة ووادي حامول وعلما الشعب وعلى جبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي (جنوب).
وحلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل (جنوب) بكثافة، فيما استمر بإطلاق القذائف الحارقة لإشعال النار في ما تبقى من أشجار في محيط بلدتي الناقورة وعلما الشعب، بالإضافة إلى القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية الجنوبية ليل أمس.