وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء رفض إسرائيل حل الدولتين بأنه “غير مقبول” ومن شأنه أن يطيل أمد النزاع في غزة.
وقال غوتيريش في مداخلة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن “ما سمعناه الأسبوع الماضي من رفض صريح ومتكرر لحل الدولتين من أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية غير مقبول”.
وأضاف “أشعر بانزعاج شديد إزاء التقارير حول المعاملة غير الإنسانية من إسرائيل” للفلسطينيين المحتجزين في العمليات العسكرية.
ووصف غوتيريش الوضع الصحي في قطاع غزة بـ”المروع” وقال إن “هناك حاجة ماسة إلى نظام إخلاء طبي فعال”، معتبراً أن “شعب غزة لا يواجه فقط خطر القتل أو الإصابة جراء القصف وإنما احتمالات متزايدة للإصابة بالأمراض المعدية”.
المبعوث الأميركي في القاهرة
أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي اليوم الثلاثاء، أن المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط بريت ماكغورك، يزور المنطقة لمناقشة “وقف” الأعمال العدائية في غزة بهدف إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم حماس.
وقال كيربي، إن مبعوث الرئيس الأميركي “موجود في القاهرة” الثلاثاء، وسيجري زيارات أخرى في المنطقة، مضيفاً أن “أحد الأمور التي يناقشها، إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن، ما يتطلب هدنة إنسانية لمدة معينة”.
قصف مستشفى ناصر
أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء أن الدبابات الإسرائيلية تقصف “مستشفى ناصر” في خان يونس بالقطاع، في اليوم التاسع بعد المئة لبدء الحرب.
وقالت الوزارة في بيان إن “الدبابات الإسرائيلية تطلق النار بكثافة على الطوابق العلوية بمبنى الجراحات التخصصية ومبنى الطوارئ في مستشفى ناصر بخان يونس، وتوقع عشرات الجرحى”.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول ذلك.
بدوره، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مقتل 24 جندياً في قطاع غزة بأنه “ضربة قوية”، وقال غالانت في مقطع فيديو “إن الأخبار الصعبة التي تلقيناها عن مقتل 24 من جنودنا، خيرة أبنائنا، الذين جاؤوا من كل أنحاء الوطن، من الشمال والجنوب، من كل مكان، هي ضربة قوية”.
أكبر حصيلة
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن 24 جندياً إسرائيلياً قتلوا خلال المعارك العنيفة في غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، في أكبر حصيلة يومية للقتلى في صفوف الإسرائيليين منذ اندلاع شرارة القتال بالقطاع.
ولفت المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى أن 21 جندياً قتلوا عندما أصابت قذيفة صاروخية دبابة كانت تحمي القوات الإسرائيلية. وبالتزامن مع ذلك، وقع انفجار في مبنيين من طابقين حيث زرعت القوات عبوات ناسفة بهدف تدمير المبنيين، وأدى الانفجار إلى سقوط المبنيين على الجنود الإسرائيليين.
وقال هاغاري في مؤتمر صحافي “ما زلنا ندرس ونحقق في تفاصيل الحادثة وأسباب الانفجار”.
أهداف الحرب لم تتغير
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي اليوم إن إسرائيل لن توافق على اتفاق مع “حماس” في شأن وقف إطلاق النار يسمح باستمرار احتجاز الرهائن في غزة أو بقاء الحركة في السلطة بالقطاع.
وأضاف أن الجهود مستمرة لتحرير الرهائن لكنه رفض الخوض في تفاصيل، مشيراً إلى أن الأرواح في خطر.
وردا على سؤال حول تقارير عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، قال ليفي إن أهداف الحرب لم تتغير، وهي “تدمير قدرات حماس الإدارية والعسكرية في قطاع غزة وإعادة جميع الرهائن. لن نتوصل إلى اتفاق لإطلاق النار يبقي الرهائن في غزة وحماس في السلطة”.
“صباح صعب لا يحتمل”
وأصدر رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ بياناً بشأن ما وصفه بأنه “صباح صعب لا يحتمل”، وقال “بالنيابة عن الأمة بأكملها، أعزي العائلات وأصلي من أجل شفاء الجرحى. حتى في هذا الصباح الحزين والصعب، نحن أقوياء ونتذكر أننا معا سننتصر”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستمضي قدماً في قتالها في غزة حتى تحقيق “النصر المبين” على رغم مرورها بأحد أسوأ الأيام خلال هجومها العسكري.
وقال نتنياهو “بالأمس مررنا بأحد أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب”. وأضاف “باسم أبطالنا، من أجل حماية أرواحنا، لن نوقف القتال حتى تحقيق النصر المبين”، وتابع أن الجيش “يحقق في المأساة” التي قتل فيها 21 جندياً عند انهيار مبنيين بوسط غزة ما رفع إجمالي القتلى من الجنود الإسرائيليين في يوم واحد إلى 24.
ودارت معارك ضارية بين الجيش الإسرائيلي وحركة “حماس” أمس الإثنين في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة الذي قتل فيه 200 جندي إسرائيلي منذ بدء العملية البرية في أواخر أكتوبر (تشرين الأول).
مقتل نازحين
وتشهد خان يونس معارك ضارية بين المقاتلين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين الذين تقدموا جنوباً بعد ثلاثة أشهر من هجومهم البري.
وقال المفوض العام لـ”أونروا” فيليب لازاريني على منصة “إكس”، “تعرضت ملاجئ في خان يونس للقصف خلال العمليات العسكرية أمس الإثنين وقُتل ما لا يقل عن ستة نازحين وجرح عدد أكبر أثناء القتال العنيف حول ملجئنا”.
وتابع أن “الموظفين المذعورين والمرضى والنازحين أصبحوا محاصرين داخل المستشفيات القليلة المتبقية في خان يونس مع استمرار القتال العنيف”.
ودعا جميع الأطراف إلى اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتقليل الضرر وحماية المدنيين والمرافق الطبية والعاملين فيها بحسب القانون الدولي.
ومع تقدم القوات الإسرائيلية، يتجمع الآن أكثر من مليون شخص في رفح، جنوب خان يونس، المتاخمة للحدود المصرية.
وتحدث مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (أوتشا) عن “الألم الذي لا يوصف في غزة حيث يزيد عدد القتلى بلا توقف”.
وقال “أوتشا” على موقع “إكس”، “في خان يونس، يتصاعد القتال ويدمر المناطق المدنية ويحصد الأرواح. وتستمر الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في الارتفاع”.
وقُتل ما لا يقل عن 25490 فلسطينياً خلال الحرب في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لآخر حصيلة لوزارة الصحة.
واندلعت الحرب إثر هجوم حركة “حماس” غير المسبوق في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الذي أسفر عن مقتل نحو 1140 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
معارك ضارية
في الأثناء، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل “عشرات الإرهابيين” في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، بينما طوقت قواته مدينة خان يونس التي تشكل أحد المعاقل المتبقية لحركة “حماس”.
أضاف الجيش “خلال اليوم الماضي، نفذت قوات الجيش عملية واسعة النطاق طوقت خلالها خان يونس وعمّقت العملية في قلب المنطقة التي تستخدم كمركز ثقل محوري للواء خان يونس التابع لمنظمة حماس”، وتابع أن “القوات البرية خاضت معارك وجهاً لوجه بدعم من غارات سلاح الجو، واستخدمت المعلومات الاستخبارية لتنسيق إطلاق النار ما أدى إلى القضاء على عشرات الإرهابيين”.