كثف الجيش الأميركي الخميس عملياته العسكرية ضد الحوثيين مع إسقاطه طائرة مسيرة في خليج عدن وتدميره زورقاً مسيراً في البحر الأحمر، على وقع تواصل هجمات الحوثيين على سفن تجارية وعسكرية.
وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان “في الأول من فبراير (شباط) نحو الساعة 5:00 صباحاً بتوقيت صنعاء (2:00 توقيت غرينتش)، استطاعت قوات القيادة المركزية الأميركية إسقاط طائرة من دون طيار فوق خليج عدن”، مشيرة إلى عدم الإبلاغ عن “أي إصابات أو أضرار”.
“انفجارات ثانوية كبيرة”
وأضاف “نحو الساعة 10:30 صباحاً بتوقيت صنعاء (7:30 توقيت غرينتش)، استهدفت قوات القيادة المركزية الأميركية بضربة زورقاً مسيراً غير مأهول يحتوي على مواد متفجرة، تابعاً للحوثيين ومدعوماً من إيران، ودمرته في البحر الأحمر” مما أدى إلى “انفجارات ثانوية كبيرة” من دون وقوع “أي إصابات أو أضرار”.
وأشارت إلى أنه كان “يمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة”.
وتابعت “سنتكوم”، “أعقب ذلك وفي نحو الساعة 12:45 مساءً بتوقيت صنعاء (9:45 توقيت غرينتش)، إطلاق صاروخين مضادين للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه (سفينة) أم/في كوي في البحر الأحمر. سقط الصاروخان في الماء من دون أن يصطدما بالسفينة”.
وأوضحت أن “أم/في كوي هي سفينة شحن مملوكة لبرمودا وترفع العلم الليبيري”.
وكان الحوثيون أعلنوا ليل الأربعاء الخميس استهداف السفينة كوي، معتبرين أنها أميركية وكانت متجهة إلى أحد الموانئ الإسرائيلية.
وجاء في بيان نشره المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع “نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت سفينة تجارية أميركية KOI كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك بعدة صواريخ بحرية مناسبة أصابتها بشكل مباشر”.
ولاحقاً، أكدت شركة “أمبري” للأمن البحري إصابة سفينة تجارية قبالة اليمن، قائلة “ورد أن سفينة تجارية استهدفت بصاروخ أثناء إبحارها… جنوب غربي عدن اليمنية”، مضيفة أن “السفينة أبلغت عن انفجار” على متنها. وأضافت الشركة “أمبري على علم بإطلاق صاروخ من (…) تعز” في جنوب غربي اليمن. لكن “أمبري” لم تحدد هوية السفينة.
في حادثة منفصلة، أفادت وكالة “يو كاي أم تي أو” البريطانية للأمن البحري الخميس أن “سفينة أبلغت عن حدوث انفجار على مسافة من جانبها الأيمن” وذلك “على بعد 57 ميلاً بحرياً نحو غرب الحديدة في اليمن”.
وأشارت الوكالة التي تديرها القوات البحرية الملكية إلى أن “السفينة وطاقمها بخير” من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وبعد ساعات، كتب المتحدث العسكري باسم الحوثيين على منصة “إكس” بشكل مقتضب، “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وضمن الرد على العدوان الأميركي البريطاني على بلدنا، استهدفت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية سفينة تجارية بريطانية في البحر الأحمر كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة بصواريخ بحرية مناسبة”.
لكن لم يتضح ما إذا كان يتحدث عن السفينة نفسها التي وقع انفجار قربها.
ضربات أميركية وبريطانية
منذ الـ19 من نوفمبر (تشرين الثاني)، ينفذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون في أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرباً بين حركة “حماس” وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
لمحاولة ردعهم وحماية الملاحة الدولية، شنت القوات الأميركية والبريطانية سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وينفذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدة للإطلاق.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت “أهدافاً مشروعة”.
وتأتي التطورات الأخيرة في أعقاب سلسلة عمليات عسكرية أميركية ضد الحوثيين ليل الأربعاء الخميس.
وأفادت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان أنه قرابة الساعة 20:30 بتوقيت صنعاء (17:30 توقيت غرينتش) الأربعاء “أطلق المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن باتجاه خليج عدن. وتمكنت (المدمرة) يو أس أس كارني من إسقاطه بنجاح”.
وأضافت “سنتكوم” أنه بعد أقل من ساعة أسقطت المدمرة الأميركية “ثلاث طائرات مسيرة إيرانية كانت على مقربة منها”، من دون تحديد ما إذا كانت مسيرات مسلحة أم للمراقبة فقط.
كذلك أعلنت “سنتكوم” مساء الأربعاء أن ضربات أميركية دمرت “محطة تحكم أرضية للطائرات المسيرة تابعة للحوثيين و10 طائرات مسيرة انقضاضية (…) شكلت تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن القوات البحرية الأميركية في المنطقة”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أكد الجيش الأميركي تدمير صاروخ أرض جو جاهز للإطلاق من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، كان “يشكل تهديداً وشيكاً” لطائرات أميركية على ما أوضحت “سنتكوم” من دون أن تحدد نوع الطائرات.
وتعيق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12 في المئة من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب أفريقيا، مما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة نحو أسبوع.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي المكلف شؤون الطاقة ألكسندر نوفاك الخميس لقناة “روسيا 24″، إن بلاده “تراقب باستمرار” التطورات في البحر الأحمر، “للتمكن من اتخاذ قرارات في أي وقت لتكييف إجراءاتنا المشتركة الرامية إلى ضبط السوق وإعادة التوازن إليها”.
ولحماية الملاحة الدولية، أنشأت واشنطن تحالفاً بحرياً دولياً وتمارس ضغوطاً دبلوماسية ومالية من خلال إعادة إدراج الحوثيين على قائمتها “للكيانات الإرهابية”.