بعد جولة له في عمق خان يونس بقطاع غزة، عرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، تقريراً مفصلاً خلال جلسة حكومة بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، حول القتال في هذه البقعة ونشاط مختلف الوحدات القتالية فيها، وبشكل خاص “الوحدة 98″، التي رافقته في جولته إلى جانب رئيس “الشاباك” رونين بار وقائد منطقة الجنوب.
وطرح هاليفي خطة الجيش لاجتياح رفح، مشيراً إلى أنه سبق وأعدها ثلاث مرات وطرحها على متخذي القرار. وأكد أنها جاهزة وتنتظر الضوء الأخضر من القيادة السياسية.
خلال حديثه عن نشاطات الجيش في عمق غزة ومن جهة ثانية الاستعداد لاحتمال تصعيد في الجبهة الشمالية، نشب خلاف ونقاش حاد بينه وبين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير حول نشاط الجيش وكل ما يتعلق بإطلاق النار عند المناطق الحدودية.
وفي التقرير الذي عرضه هاليفي حول القتال في غزة وخان يونس على وجه الخصوص، أشاد رئيس الأركان بنشاط القوات المختارة في الجيش “الوحدة 98”. كما قدم تقريراً حول الوضع العام في الجبهة الشمالية تجاه لبنان وخطة القتال التي يعدها الجيش وبينها نقل وحدات مختارة ومتدربة إلى المنطقة الشمالية وفي مقدمتها “الوحدة 98″، لما اكتسبته من تجربة في المنطقة اللبنانية.
تفكيك “لواء خان يونس”
في نهاية جولته في خان يونس السبت، التقى هاليفي مقاتلي “الوحدة 98″، التي تتسلم المسؤولية المركزية في القتال بالمدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، موجهاً حديثه لهم “عليكم مواصلة تنفيذ أسمى مهمتين – تفكيك لواء خان يونس وممارسة ضغط قوي جداً على إطلاق سراح الرهائن – عليكم مواصلة القتال وبشدة لتحقيق هدف تفكيك لواء خان يونس التابع لـ(حماس) الذي يشكل مهمة أساسية في تحقيق هدف القضاء على الحركة”.
أبلغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جنوده أن القتال في خان يونس يتطلب المزيد من الوقت، قائلاً “نحن اليوم بعيدون جداً من إنهاء المهمة في خان يونس بانتظار المهمة الأكبر في رفح”.
وفيما بحثت الأجهزة الأمنية التطورات على الجبهة الشمالية واستكمال نقل الفرق العسكرية إليها، في أعقاب تصعيد القتال وتهديدات وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، بعدم انتظار التسوية الدبلوماسية، أصدر الجيش الإسرائيلي، الأحد، بياناً أوضح فيه أن تكثيف عمل الوحدات القتالية سيتركز في غزة لاستكمال القتال في خان يونس والاستعداد للقتال في رفح. وذكر تحديداً نشاط قوات “الفرقة 98″، التي يتطلع الجيش لمنحها دوراً مركزياً في أي تصعيد على الجبهة الشمالية تجاه لبنان.
وقال الجيش في بيانه، “إن قوات الفرقة 98 تواصل نشاطها في عمق غزة بهدف تطهير المناطق من البنى التحتية لـ(حماس) في غرب خان يونس، بالتوازي مع غارات (الفرقة 162) في وسط وشمال القطاع”.
الجبهة الشمالية
منذ دخول الحملة البرية في غزة مرحلتها الثالثة نقل الجيش العديد من الوحدات القتالية وكانت أولى الوحدات “غولاني”، وخلال الأسبوعين الأخيرين وقبل الإعلان عن استعداد إسرائيل لاجتياح رفح، توقف الجيش عن سحب وحداته من غزة بانتظار الضوء الأخضر من القيادة السياسية للدخول إلى رفح.
غير أن الجبهة الشمالية، بقيت في مركز أجندة الإسرائيليين وواصل وزير الأمن يوآف غالانت، لقاء رؤساء المجالس المحلية في الشمال الذين خرجوا بحملة تظاهرات واحتجاج لعدم حسم تل أبيب موقفها تجاهها وعدم قدرة السكان على العودة إلى بيوتهم، فيما أعلن الجيش أنه يبقي تلك المنطقة تجاه سوريا ولبنان في حالة طوارئ ونشر قوات مكثفة على طول الحدود وداخل المستوطنات المحاذية لها، خشية محاولات تسلل من الجهة اللبنانية تحديداً.
في المقابل تتواصل الجهود الدبلوماسية في محاولة لمنع توسيع نطاق القتال وكشف مسؤولون إسرائيليون أن الولايات المتحدة تعمل على اتفاق حول الحدود البرية بين بيروت وتل أبيب، شبيه باتفاق الحدود البحرية. وبحسب الإسرائيليين فإن الهدف الرئيس من هذا الاتفاق هو إبعاد عناصر “حزب الله” عن الحدود عبر تسوية دبلوماسية.
تصميم واقع جديد في الشمال
من جهته، يرى لواء احتياط تمير هايمن، أن الوضع الذي تشهده الجبهة الشمالية اليوم خطر للغاية ويمكن أن يتدهور إلى حرب “حتى لو ظهر بأن الطرفين غير معنيين بحرب”.
وقال هايمن، “من ناحية إسرائيل، فإن تصعيداً إضافياً ليس بالضرورة سيناريو سلبياً، فهو سيسرع إزالة تهديد صواريخ (حزب الله) ويضمن إسناداً أميركياً في وقت بات القتال في قطاع غزة أقل شدة مما سيسمح بالتركيز على الشمال بشكل أفضل”.
وفي تعليقه على النقاش حول انسحاب “قوات الرضوان” والبعد الذي تطالب به إسرائيل عن الحدود، قال هايمن، “بعد حرب لبنان الثانية تقرر أن المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني ستكون مجردة من السلاح بمراقبة قوة دولية. وفي حال لم ينفذ (حزب الله) القرار، فعلى إسرائيل اشتراط البحث في نقاط الخلاف على الحدود بالتنفيذ الكامل لقرار انسحاب عناصره”.
“الفرقة 98”
وإزاء التوقعات باحتمال اندلاع حرب مفاجئة فإن “الوحدة 98” ستكون هي القوات المركزية في القتال تجاه لبنان والتي سيعتمد عليها الجيش الإسرائيلي.
و”الوحدة 98″ المعروفة باسم “لواء النيران”، هي فرقة نظامية من ألوية المظليين والكوماندوز وتتدرب قواتها على ما هو معروف بأداء التطويق العمودي من طريق القفز بالمظلات أو التغطية أو الهبوط بواسطة المروحيات الهجومية وطائرات النقل والقتال في عمق أرض المعركة.
تأسست الوحدة في عام 1974 في أعقاب حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، وشاركت في حرب لبنان الأولى، وعلى مدار عشرات السنين درب المسؤولون مقاتليها ضمن تجربة القتال في حربي 73 ولبنان.
وأبرز ما تسجله هذه الفرقة في تفاصيل نشاطها أنها واصلت التدريب عليه تجربتها في تطويق صيدا وحصار بيروت. كما شاركت الفرقة في حرب لبنان الثانية عام 2006 في عمليات إنزال لقوات المظليين في عمق لبنان وعلى طول نهر الليطاني، واعتبرت هذه العمليات من الأخطر التي شاركت فيها الوحدة وبعد أن تمكن مقاتلو “حزب الله” من إسقاط مروحية قرر قائد قيادة الشمال، آنذاك، أودي آدم، وقف هذه العملية.