في تطور لافت للمواجهة مع إسرائيل المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وعلى رغم المفاوضات الجارية لمحاولة التوصل إلى هدنة قبل حلول شهر رمضان، أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” أنها أطلقت رشقتين صاروخيتين مكونتين من 40 صاروخ غراد من جنوب لبنان على شمال إسرائيل.
وذكرت “حماس” في بيان على “تيليغرام” أنها قصفت مقر قيادة اللواء الشرقي 769 وثكنة المطار في بيت هلل.
وجاء في بيان أن “كتائب القسام تقصف من جنوب لبنان مقر قيادة اللواء الشرقي 769 معسكر غيبور، وثكنة المطار في بيت هلل، شمال فلسطين، برشقتين صاروخيتين مكونتين من 40 صاروخ غراد”.
وأكد البيان أن العملية جاءت “في سياق الرد على المجازر الإسرائيلية في حق المدنيين في قطاع غزة، واغتيال القادة وإخوانهم بالضاحية الجنوبية في لبنان”.
إسرائيل ترد
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه رد على مصادر النيران في جنوب لبنان، بعد رصده عشر عمليات إطلاق صواريخ نحو المنطقة الشمالية، اعترضت الدفاعات الجوية عدداً منها.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تتعامل مع شظايا صواريخ سقطت في كريات شمونة أحدثت “أضراراً” في الممتلكات، “من دون توفر معلومات عن إصابات في هذه المرحلة”.
ومنذ بدء تبادل القصف عند الحدود، غداة الهجوم غير المسبوق الذي شنته “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، يستهدف “حزب الله” بشكل رئيس، مواقع إسرائيلية دعماً لغزة “وإسناداً لمقاومتها”.
وتشارك بين الحين والآخر في إطلاق الصواريخ مجموعات أخرى، بينها “كتائب القسام”. بينما يرد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
ودفع التصعيد خلال أكثر من أربعة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود إلى إخلاء منازلهم، وتسبب بمقتل 284 شخصاً في الأقل، بينهم 197 مقاتلاً من “حزب الله” و44 مدنياً و24 مقاتلاً فلسطينياً في الأقل، 10 منهم من “حماس”. أما في إسرائيل، أحصى الجيش مقتل 10 جنود وستة مدنيين.
وأثار التصعيد خشية محلية ودولية من توسع تبادل القصف عبر الحدود إلى مواجهة واسعة بين “حزب الله” وإسرائيل، اللذين خاضا حرباً مدمرة في صيف عام 2006. ويكرر “حزب الله” التأكيد أن وقف إسرائيل حربها في قطاع غزة هو وحده ما يوقف إطلاق النار من جنوب لبنان.
إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت شدد، الأحد الماضي، على أن ضربات بلاده ضد الحزب لن تتوقف حتى في حال التوصل إلى اتفاق على هدنة والإفراج عن رهائن محتجزين لدى “حماس” في غزة.
عداد الضحايا
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ”حماس”، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 29954 منذ بدء الحرب.
وبلغ عدد الجرحى 70325 منذ بدء القصف الإسرائيلي المدمر على القطاع. وتشمل الحصيلة 76 قتيلاً و110 إصابات خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق بيان الوزارة.