دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد العالم إلى مساعدة كييف على هزيمة “الشر الروسي”، مع ارتفاع عدد القتلى في غارة روسية بمسيرة على أوديسا إلى 12 بينهم خمسة أطفال.
وقصفت مسيرة روسية مبنى سكنياً في المدينة الساحلية الجنوبية صباح السبت، مما أدى إلى تدمير طبقات عدة جزئياً ومقتل خمسة أطفال بينهم طفلان يقل عمرهما عن سنة واحدة.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر تطبيق “تيليغرام”، “قتل أطفال: مارك الذي لم يبلغ الثالثة حتى، يليزافيتا التي تبلغ ثمانية أشهر، وتيموتي الذي يبلغ أربعة أشهر. الأطفال الأوكرانيون أهداف عسكرية لروسيا”.
وأفاد مسؤولون محليون بأنهم يتوقعون ارتفاع عدد الضحايا، مشيرين إلى أنه لا يزال هناك أشخاص في عداد المفقودين.
“أكثر صفحات التاريخ خزياً”
ولاحقاً، دعا زيلينسكي شركاء أوكرانيا الغربيين إلى التحلي بالإرادة السياسية لتزويد كييف الإمدادات العسكرية الضرورية وإلا فإن العالم سيواجه “واحدة من أكثر صفحات التاريخ خزياً”.
تأتي مناشدة زيلينسكي في الوقت الذي لا تزال فيه حزمة أميركية لتقديم مساعدات عسكرية وغيرها من صور الدعم عالقة بسبب خلافات في الكونغرس.
ومع دخول الحرب عامها الثالث، الشهر الماضي، أحرزت القوات الروسية بعض المكاسب على امتداد الجبهة التي يبلغ طولها ألف كيلومتر، على رغم أن خطوط الاشتباك لم تشهد تغيراً يذكر منذ أشهر.
وقال زيلينسكي الذي بدا عليه الغضب في تسجيل مصور إنه ينبغي على العالم أن “يتفاعل بحزم” لضمان أن تصبح الحرب مشروعاً “يائساً” بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لا يريد سوى “الحرب والموت”.
وأضاف زيلينسكي “الأمر الرئيس هو الإرادة السياسية لضمان مستوى الإمدادات التي ستساعد (البلاد)”.
وتابع زيلينسكي “إن لم تكن هذه هي الحالة، فستصبح واحدة من أكثر الصفحات خزياً في التاريخ، إذا خسرت أميركا أو أوروبا أمام (الطائرات المسيرة) الإيرانية (شاهد) أو أمام الطائرات المقاتلة الروسية”. وأضاف “خسرت روسيا 15 طائرة عسكرية منذ بداية فبراير (شباط)”، متابعاً “كلما تسنت لنا فرصة إسقاط طائرات روسية، أنقذنا بذلك أرواحاً أوكرانية”.
وتتخذ أوكرانيا موقفاً دفاعياً في المعارك، بعدما حققت روسيا مكاسب على الخطوط الأمامية أخيراً.
وأفادت وزارة الداخلية الأوكرانية، بصورة منفصلة، بمقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في منطقة خيرسون في جنوب البلاد.
مواصلة عمليات البحث
ولا يزال المسعفون يواصلون عمليات البحث تحت الأنقاض بعد أكثر من 36 ساعة على الغارة، على رغم إعلان زيلينسكي توقف عمليات البحث والإنقاذ.
ولم يصدر أي تعليق روسي على الغارة، بينما تنفي موسكو استهداف المدنيين على رغم وجود أدلة كثيرة على الضربات الروسية على المناطق السكنية، حيث تحققت الأمم المتحدة من مقتل 10 آلاف مدني على الأقل منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير 2022.
وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية إنها عثرت على جثث عائلات متجمعة معاً أثناء البحث بين الأنقاض، أمس الأحد.
وأشارت عبر “تيليغرام” إلى “العثور على أم حاولت تغطية طفلها البالغ ثمانية أشهر بجسدها”.
محاولة هجوم على القرم
من جهة أخرى، أفاد مدونون عسكريون روس عن محاولة هجوم واسعة النطاق بطائرات من دون طيار على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وقالت موسكو إنها أسقطت 38 مسيرة أوكرانية، بينما أفادت قناة “ريبار” المقربة من القوات المسلحة الروسية عبر “تيليغرام”، بأن إحدى هذه المسيرات أصابت خط أنابيب في مستودع نفط كان الهدف المفترض للهجوم.
واستهدفت كييف عديداً من منشآت النفط الروسية في الأشهر الأخيرة، في ما وصفته بأنه رد عادل على مهاجمة موسكو شبكة الكهرباء الأوكرانية.
إلى ذلك، اتهم مسؤول عسكري أوكراني القوات الروسية بإلقاء متفجرات تحتوي على مادة كيماوية غير محددة في ميدان المعركة، وقال إن الوضع على الخطوط الأمامية “معقد لكنه تحت السيطرة”.
الخارجية الروسية تستدعي السفير الألماني
في هذا الوقت، نقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن مصدر لم تسمه أن وزارة الخارجية الروسية استدعت السفير الألماني، اليوم، بعد أن نشرت وسائل إعلام روسية تسجيلاً صوتياً لاجتماع لمسؤولين عسكريين ألمان كبار.
وفي التسجيل، سُمع عسكريون ألمان وهم يناقشون إرسال أسلحة لأوكرانيا وضربة محتملة من جانب كييف على جسر في شبه جزيرة القرم، ما دفع المسؤولين الروس إلى المطالبة بتفسير.